لا يخفى على الجميع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لا يكف عن تصريحاته المثيرة وغير مفهومة، ولم يتبين القصد من ورائها، ولا سيما التي تخص دولته وشعبه التركي.
ومن المعروف عن أردوغان بآرائه الغريبة حول كل شيء إلى حد كبير، مما يثير الغضب لدى الجميع.
البداية كانت نوفمبر عام 2014، عندما أدلى بخطاب أكد آراء أردوغان البدائية حول المرأة وأثار صخب النسويات في جميع أنحاء العالم.
حيث أكد أردوغان، "لا يمكنك جلب النساء والرجال إلى وضع متساوٍ؛ وقال أردوغان في اجتماع لجمعية لتعزيز حقوق المرأة في اسطنبول "هذا ضد الطبيعة".
وتابع: "لا يمكنك إخضاع المرأة الحامل لظروف العمل التي يخضع لها الرجل، لا يمكنك جعل الأم تضطر إلى إرضاع طفلها على قدم المساواة مع الرجل، لا يمكنك أن تجعل النساء يفعلون كل ما يفعله الرجال كما فعلت الأنظمة الشيوعية، هذا ضد طبيعتها الحساسة".
ليست هذه هي المرة الأولى التي يسيء فيها أردوغان إلى النساء أو يحاول التدخل في شؤونهن الشخصية، حيث سبق له أن أخبر الجنس التركي الناعم أن يكون له عدد أكبر من الأطفال من أجل البلاد، ويشير إلى النساء اللائي يختارن ارتداء الحجاب "أخواتي اللائي يرتدين الحجاب"، لذا فإن إخبارهم بأنهم لن يكونوا مساوين للرجال ولن يكونوا مساوٍ له على الأرجح سيزعزع العديد من النساء البالغ عددهن أكثر من 37 مليون امرأة ويشكلن ما يقرب من نصف سكان البلاد.
وما أثار غضب شعبه، نظام أردوغان الاستبدادي في عام 2013، عندما أمر الشرطة بقمع المتظاهرين المناهضين للحكومة في جيزي بارك ، إسطنبول.
وتعرض المتظاهرون للضرب الوحشي والدموع المسيلة للدموع والرشاشات وأُطلق عليهم الرصاص المطاطي بينما كانت قوات الأمن تحاول تطهير الميدان، مما أثار إدانة دولية.
لديه أيضًا مشكلة في حرية التعبير، حيث طلب حظر "تويتر"، بعد نشر بعض التسجيلات التي تجرم شبكة التواصل الاجتماعي، وهو قرار ألغته المحكمة الدستورية لاحقًا .
ولعل أغرب التصريحات لأردوغان كانت في قمة أمريكا اللاتينية في 2014، عندما قال "اكتشف المسلمون أمريكا عام 1178 ، وليس كريستوفر كولومبوس".
وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية ، انتقد أردوغان مراسل تركي، أمبرين زمان، ووصفها بأنها "امرأة متشددة وقحة تتنكر تحت اسم صحفية".
القمع الوحشي في الاحتجاجات
وقال أردوغان، في 15 يونيو 2013، "إذا لم يتم إخلاء ساحة تقسيم، فستعرف قوات الأمن في هذا البلد كيفية إجراؤها".
وتابع: "البقاء هناك لم يعد له أي معنى لأن الأمر الآن في أيدي المحاكم. لا يمكن لأحد تخويفنا. لا نأخذ أوامر أو تعليمات من أي شخص".
"أحداث التقسيم ورائها لوبي الفوائد"
وأثار أردوغان الجدل مجددًا، حينما قامت مظاهرات عارمة في ميدان منتزه التقسيم، لمنع إزالة حديقة "غيزي" وإنشاء ثكنة عثمانية تحوي متحف يشبه متحف "توب قابي".
أطل وقتها أردوغان في خطاب له ناشد فيه المتظاهرين بالعودة إلى مساكنهم، واتهم وقتها ما أسماه "لوبي الفوائد"، بالوقوف خلف وصول الأحداث إلى هذه النقطة، وأن وسائل الإعلام الخارجية كانت تستخدم لغة واحدة وهي لغة "لوبي الفوائد"، في معرض تغطيتها للاعتراضات على نزع عدد من الأشجار ونقلها إلى مكان آخر.
"الفيس بوك وتويتر"
واصل الرئيس التركي "أردوغان" تصريحاته البعيدة عن الواقع، حينما تحدث عن مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر"، وقت ما تداولت المواقع التركية بعض فضائح الفساد في الحكومة السابقة التي كان هو رئيس وزرائها.
حيث قال عن موقع الفيس بوك: "لن أسمح له بالتهام الشعب التركي"، كان تعبيرًا خياليًا إلى درجة كبيرة، لا يتناسب مع تصريحات رئيس دولة كبيرة مثل تركيا.
وعن تويتر أطلق أردوغان تصريحه العجيب، يعد تداول الموقع لتلك الفضائح بقوله: "لن توجد هذه التويترات، الآن صدر قرار من المحكمة تويتر مويتر، سنجتثها كلها من الجذور، وسيرون قوة دولة الجمهورية التركية".
"توقف عن التدخين"
لم يكن تلك المرة تصريح بل موقف سجل به أردوغان أحد عجائبه، خلال زيارته لأحد الأحياء، في إسطنبول، وقف أحد المواطنين الأتراك يدخن أمامه، ليقف أردوغان ويقول تصريح تداولته وسائل الإعلام: "هذا الرجل يجلس هناك دون حياء ويواصل التدخين مع أن الرئيس أمره بالتوقف".
فكل ما شغل بال الرئيس التركي أوامره التي لم يستمع لها الرجل، وتناسى أن الرجل بذلك اخترق القانون التركي الذي يحظر التدخين في الأماكن العامة.
"النساء لا تضحك في الأماكن العامة"
خلال اجتماع لجمعية المرأة والديمقراطية في تركيا، أثار أردوغان حفيظة الجماعات النسوية، بسبب إعلانه أن كل امرأة في تركيا ينبغي أن يكون لديها ثلاثة أطفال.
وطرح مقترحات للحد من الإجهاض، وحبوب منع الحمل والجراحات القيصرية، بالإضافة لاقتراحات حكومته بأنه يجب على النساء عدم الضحك بصوت عالِ في الأماكن العامة.