"سوق الجمعة" قبلة محدودي الدخل بالإسكندرية

من بعد مغرب الأربعاء من كل أسبوع، تمتلئ شوارع حي الجمرك القديمة غرب الإسكندرية، بشتى أنواع وأصناف البضائع، حيث يفترشها الباعه، استعدادا لقدوم مئات الزبائن، من كافة الطبقات الإجتماعية، والذي يزيد إقبالهم بدءا من فجر يوم الجمعة وحتى نهايته، ومنذ اكثر من مئة عام، يقام سوق الجمعة اسبوعيا، بأقدم شوارع الإسكندرية، وكان السوق يشهد قديما توافد أكبر التجار بالإسكندرية، كذلك كانت تتوافد علية الجاليات الاجنبية في الاسكندرية، لاقتناء الأنتيكات والمقتنيات النادرة التى كان التجار يجلبونها من الخارج ومع مرور الوقت تحولت المنطقة إلى منطقة بيع وشراء لجميع أنواع البضائع، الجديد منها والمستعمل.

ولعل أهم ما يميز سوق الجمعة هو انخفاض أسعار ما يعرض فيه من بضائع، حيث تجد فيه كل ما تتوقع أو لاتتوقع سواء ملابس، أثاث، أدوات صحية، أخشاب، أدوات منزلية، قطع غيار، أجهزة كهربائية، منتجات جلدية، حيوانات وطيور.... ) منها الجديد ومنها المستعمل بحالة جيدة، كذلك قد تعثر على أشياء قيمة ونادرة لا يمكن صناعتها فى المصانع من جديد نظرا لجودتها، وخلال التقرير التالي تأخذكم "بلدنا اليوم" في جولة وسط ضجيج سوق الجمعة.

يقول (م.م) أحد زبائن السوق :"أعمل سائق تاكسي، منذ أن ولدت وأنا أعرف بوجود جميع البضائع في السوق، كذلك معدات الميكانيكا وقطع غيار السيارات، والأدوات الفنية، وأحيانا أجيئ إلى السوق لأشتري بعض قطع الغيار للتاكسي، والتي تباع في الخارج بأسعار عالية".

ويقول الحاج (إ.ع) تاجر:" يقوم تجار الروبابيكيا بشراء الأشياء القديمة من الناس وعرضها فى منطقة سوق الجمعة لبيعها من جديد بأسعار تفوق أسعار شرائها بقليل، أقوم بزيارة السوق كلما سمح وقتي لأجد أحيانا أشياء (لٌقطة) من الأنتيكات والنجف القديم والشمعدان، والتي تعود مثل الجديدة وأفضل بعد إعادة ترميمها وتلميعها بالشكل الصحيح.

ليس هذا فحسب، اشتهر السوق ايضا ببيع الحيوانات و الطيور، حيث يفترش الباعة الأرض بأقفاص الحمام والسمان فمعظم سكان غرب الإسكندرية من هواة تربية الحمام فى المنازل، كما يمكنك أن تجد أنواع مختلفة من الطيور الجارحة والحيوانات (قطط، كلاب، قرود، زواحف .. ).

وتعتمد فئة ليست بقليلة من سكان الإسكندرية، على سوق الجمعة في شراء ملابسهم، خاصة في ظل غلاء أسعار الملابس الشتوية الثقيلة كالجواكيت الجلدية، والبلاطي، والبلوفرات الثقيلة، والبنطلونات الجينز، والمصنوعات الجلدية، فينتقون ما يناسبهم من بواقي المصانع، أو من القطع المستعملة ولكن بحالة جيدة.