في العاصمة بني سويف يقع مقام وضريح السيدة حورية بشارع أحمد عرابي، وهو أشهر مقامات بني سويف، يقصده الناس من كل مكان في شتى بقاع الجمهوربة، لاعتقادهم أن دعائهم سيكون مجابًا وأنه سيساعدهم في تنفيس الكربات.
السيدة "حورية" صاحبة أشهر مسجد ومقام على مستوى محافظة بني سويف، واسمها الحقيقي زينب الحسينية نسبة إلي مولانا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما، وسميت زينب نسبة إلى عمتها السيدة زينب الكبرى، ولقبت بـ "زينب الصغرى".
كما لُقبت بـ "السيدة حورية" لجمالها وورعها وتقاها وقد توفيت وهي بكر لم تتزوج، فهي زينب بنت أبي عبد الله شرف الدين الإمام الحسين بن علي كرم الله وجهه ونسبها من جهة الأم يعود لكسرى ملك الفرس.
اشتهر عنها بين العامة والخاصة أنها كانت تطبب المرضى في كل زمان ومكان فقد كانت فى معركة كربلاء المشهودة قائدة للمستشفى الميداني، وهي بنت السبعة عشر عامًا أو الثامنة عشر، ورغم الصدمة في مقتل سيد شباب أهل الجنة وما تعرضت له من مذلة ومهانة على يد حفنة من ملاعين الزمان وما زادها ذلك إلا إعزازا وكرامة.
جاءت إلى مصر مع من جاءوا مع السيدة زينب عقيلة بنى هاشم وبصحبة أخيها الأكبر على الأصغر زين العابدين وفى أحضان أمها فاطمة أم الغلام وبرفقة زوجة أخيها السيدة الحنونة الرقيقة فاطمة (زينب)، بنت الامام الحسن إلى أرض الكنانة مصر المحروسة، ولكن السيدة زينب الصغرى الملقبة بالسيدة حورية لشدة جمالها الذي يضاهى جمال حوريات الجنة.
كانت محبة للترحال والسفر فكثيرا ما كانت تتنقل بين قرى مصر وزائرة مستديمة لمقابر الصحابة والتابعين، فكانت رحلتها الأخيرة إلى أرض البهنسا ببنى مزار شمال محافظة المنيا، حيث بقيع مصر الكبير وما يحويه من مقامات أكثر من خمسة آلاف صحابي وتابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأثناء عودتها أصيبت بحمى شديدة توفيت على إثرها ببني سويف، وتم تشييد مقامها هناك وظلت معروفة لأهالي بني سويف، وقد ذكرها علي مبارك في خططه التوفيقية.
كانت آخر موقعة حربية، حضرتها ببلدة بهنسا بصعيد مصر، وإثناء رجوعها نزلت ببني سويف واستقرت بها، إلى أن توفت، على إثر حمى أصابتها ودفنت بهذا المكان، وبجوارها مدفون الشيخ سعد الدين والشيخ يوسف.
وعن إنشاء مسجد السيدة حورية، رضي الله عنها، فقد أتت في رؤية منامية إلى محمد إسلام بك وهو من أعيان بني سويف، وأخبرته عن إنشاء مسجد في هذا المكان وهو المشهد المشهور الآن بمسجد الست حورية، وأنشئ عام 1323هجرية.
هناك خلاف حول كونها بنت الإمام الحسين رضي الله تعالى عنه، أو حفيدته، أو أنها من أولياء الله فقط،
وليست من أهل البيت، والراجح أن السيدة حورية هي بنت مولانا الإمام الحسين رضي الله عنهما، وذلك هو ما استقر في النفوس، وله شواهد وكرامات عديدة.
يأتي إليها المريدون من جميع أنحاء الجمهورية، خلال النصف الأخير من شهر شعبان، حيث تشهد المنطقة المحيطة بمسجد السيدة حورية إقامة المريدين وأسر أقطاب الصوفية القادمين من جميع محافظات مصر، وكذلك أبناء مراكز بني سويف السبع، السرادقات والخيام، بالساحة المواجهة للمسجد والشوارع المحيطة به بوسط مدينة بني سويف ويقدمون الأطعمة والمشروبات الساخنة، للمارة وأهالى المنطقة.
بينما ينتشر الباعة فى الشوارع المؤدية للمسجد لعرض بضاعتهم من البلح، الفول السوداني والهدايا، وكذلك ألعاب الأطفال " المراجيح"، ويقبل الأهالى على شراء تلك المنتجات مصطحبين أطفالهم الذين يستمتعون بالألعاب، لينتعش الاقتصاد من خلال تلك التجارة.
في الأسبوع قبل الأخير من شهر شعبان تقام أمسيات ومدائح دينية لبعض المبتهلين، القادمين من جميع أنحاء الجمهورية ويتم الإحتفال بمولد السيدة حورية على مدى يومين بنهاية الأسبوع، وسط تكثيف للإجراءات الأمنية، إذ تغلق إدارة المرور الشوارع المؤدية للمسجد بالحواجز الحديدية وينتشر ضباط وأفراد الأمن، لحفظ النظام بالمنطقة التي تكتظ بالزوار في تلك المناسبة السنوية.