تحت شعار "ليس هناك مستحيل" تمسكت الدكتورة منى رجب بحلمها الذى راودها منذ الطفولة، فأصبحت رمزا لتحدي العقبات، ومبعث للأمل، ودليل على قوة المرأة، وخلال الأسطر التالية سنتعرف على رحلتها من الصيدلة إلى الفن.
بدأت الدكتورة منى قصتها قائلة:"منذ الطفولة المبكرة وأنا أحب الرسم جدا، وتميزت فيه خلال سنوات الدراسة، حتى أنى حصلت على الدرجة النهائية في امتحان مادة التربية الفنية بالشهادة الإعدادية، وكانت رسوماتي دائما تدخل المسابقات وتحصد الجوائز، وعند وصولي للثانوية العامة كان كل طموحي الالتحاق بكلية الفنون الجميلة لأدعم موهبتي بالدراسة الأكاديمية، مما كان غير مرضي بالنسبة لأسرتي، لكنهم أوهموني بموافقتهم على دخول "فنون جميلة" بشرط حصولي على مجموع كبير".
وتابعت: "بالفعل حصلت على 88% بالثانوية العامة وكانت نسبة ممتازة عام 1978، تتيح دخول كلية الطب، وكانت الصدمة حين رفضت أسرتي التحاقي بكلية الفنون، وإجباري على الإلتحاق بكلية الصيدلة، حتى لا أكون أقل من أشقائي، وبدأت سنوات الكلية مع إحباط وعدم الرغبة في الاستذكار، حتى أنني المتفوقة دوما طوال سنوات دراستي، كنت أحصل على تقدير جيد فقط خلال سنوات الكلية لما كنت اعانيه من إحباط."
وتواصل الدكتورة منى:"ثم جاء التخرج عام 1983 والزواج في نفس العام، ثم أسست لي أسرتي صيدلية تحت منزل العائلة بمنطقة محرم بك، وبدأت العمل بها وادارتها، ولكن طوال تلك السنوات لم يفارقني شغفي بالفن، فكنت أذهب إلى اتيليه الاسكندرية في وقت فراغي، وتعلمت الرسم بالألوان الباستل، واشتركت بمسابقات، ومعارض، وعندما لاحظ زوجي شغفي بالفن، عرفني بالدكتور محمد شاكر، عام 2002، والذي كان عميدا لكلية الفنون الجميلة حينذاك، ودعم الدكتور شاكر موهبتي كثيرا وشجعني على الالتحاق بكلية الفنون."
وأوضحت: "وكانت كلمات الدكتور محمد شاكر بمثابة إشراقة شمس حياة جديدة، فعرضت على زوجي الفكرة، وكنت وقتها أما لثلاثة أولاد، ووافق زوجي لكنه لم يكن يتوقع أن أكمل المشوار حتى نهايته، وواجهت تحدي عظيم حيث كنت استيقظ في الثامنة صباحا، أحضر الافطار بالمنزل، ثم اتوجه للكلية بمنطقة جناكليس، بعدها أذهب لمتابعة الصيدلية الخاصة بي والتي اسسها لي زوجي عام 1991، بمنطقة محرم بك، ومنها إلى منزلي بميامي، لأمارس مهامي كأم وزوجة وربة منزل، وبعد أن يخلد الجميع للنوم، أبدأ في مشاريع الكلية والاستذكار."
وواصلت: "ومرت سنوات الكلية بحصولي على امتياز في كل سنة حتى التخرج، وقبل تخرجي بعام سلمت ادارة صيدلتي لابني الأوسط الذي كان طالبا بكلية الصيدلة، بعد ممارستي لمهنة الصيدلة 23 سنة، وبعد التخرج كان من المفترض تعييني كمعيده لأني كنت الأولى على الدفعة، ولكن مع قيام الثورة وحدوث بعض المهاترات من طلاب اخرين، تأخر تعييني، ولجأت للقضاء الذي أنصفني وعينت على درجة مدرس مساعد وليس معيد، وبالفعل حصلت على درجتي الماجيستير والدكتوراة في وقت قياسي خلال 5سنوات فقط."
وتواصل الدكتورة منى في سعادة:" الحمد لله حققت حلمي، ولم أغضب أهلي أو أخالف ارادتهم، كذلك أعطيت أسرتي حقها كاملا فأنا أم لثلاثة أولاد محاسب ومهندس ودكتور صيدلي، لم اقصر في حق زوجي، حيث انه كان دوما داعم ومشجع لى بالرغم من ظروف عمله، الصعبة حيث كان يشغل منصب كبير بالداخلية، وواجهت التحدي حين التحقت بالكلية في سن ال45 متحدية جميع العقبات والاحباطات، وفي عام 2019 تم اختياري من بين أكثر عشر سيدات ملهمات، ودائما أحب أن أوجه رسالة للجميع بعدم اليأس، والتمسك بالحلم حتى النهاية."