بين الخيال والواقع حول الغرائب، والأشياء غير المتوقعة، التي لا تُصدق أحيانًا من غرابتها وهولها، ومن أغرب الوقائع التي حدثت أثناء العمليات الجراحية، وجعلت هذه الطبيبة تدخل التاريخ من أوسع ابوابه، ليس من خلال السبق الطبي، ولكن من خلال المواقف الطريفة والغريبة، التي تحدث ولم يكن مخططًا لها في جميع الامور.
ولا تمر كل العمليات الجراحية بسلام، إذ تطرأ بعض الأشياء الغير متوقعة في بعض العمليات ليجد الأطباء أنفسهم مضطرين للتعامل مع أمور لم تكن في الحسبان.
وفي عملية جراحية دماغية استمرت 6 ساعات، أوقظت المريضة تعزف على آلة الكمان بينما يزيل جراحون ورما من دماغها، في مشهد خاطف للأنفاس، وسمح هذا الأمر للجراحين بالتعرف على مناطق المخ، التي تُنشط أثناء العزف، لتجنبها.
وكانت شخصت حالة داغمار تيرنر، عمرها 53 عاما، بورم كبير بطيء النمو في دماغها، عام 2013، بعد أن عانت من نوبة خلال إحدى السمفونيا، أن الورم استمر في النمو حتى وصل حجمه إلى 8سم/4سم، وتواجد في الفص الأمامي الأيمن من دماغها، بالقرب من منطقة تتحكم في حركة يدها اليسرى، الضرورية لموهبتها الموسيقية.
ووُصفت الجراحة التي أجريت في مستشفى King's College، لندن، بقيادة البروفيسور كيومارس أشكان، حيث أُزيل 90% من الورم، بالناجحة، وقالت داغمار: "الكمان هو شغفي، إنني أعزف عليه منذ كنت في العاشرة من عمري. وكانت فكرة فقدان قدرتي على العزف مفجعة، ولكن نظرا لكونه موسيقي، فهم البروفيسور أشكال مخاوفي. لذا أنا أشكر الفريق الطبي، وآمل أن أعود إلى أعضاء الأوركسترا قريبا".
وأضافت الجراحها الحائز شهادة في الموسيقى وعازف البيانو، كم شعرت بالقلق من فقدان مهارتها إذا خضعت لعملية جراحية. وبهذا الصدد، خطط فريق جراحة الأعصاب دماغها بعناية مدة ساعتين، لتحديد المناطق التي كانت نشطة عند العزف على الكمان. وناقشوا فكرة إيقاظها في منتصف العملية، لتعزف على الآلة، ما يضمن عدم إلحاق الضرر بأي مناطق حرجة في الدماغ، تتحكم في حركات اليد الحساسة للمريضة تيرنر.
وبعد 3 أيام من العملية، أصبحت حالة تيرنر جيدة بما يكفي للعودة إلى المنزل، إلى زوجها وابنها.