قبل ساعات قليلة خرجت وزارة الموارد المائية والري للحديث عن آخر تطورات أزمة سد النهضة، والتي بدأت طريقًا جديدًا في واشنطن عسى أن يكون النجاح حليفها تلك المرة، بعد الفشل الذي طالها في البلدان الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا، لتكون الولايات المتحدة الأمريكية هي الخيار الآخير أمام كلا الطرفين المتنازعين، والذي يسعى كلا فريق منهما أن يثبت حقوقه وصدق حديثه.
ففي بيانات صحفية خرجت كلا من وزارة الخارجية المصرية ووزارة الري لتعلنان عن استكمال المفاوضات، بل كانت البيانات مختلفة تلك المرة فهناك نوع من التفائل محو اقتراب حل الأزمة بين طرفي النزاع الثلاث هذا التفائل ينتظر أن يؤتي ثماره خلال الساعات القليلة القادمة وذلك بعد انتهاء الاجتماع الذي يضم وفدًا مصريًا ووفدًا سودانيا وآخر إثيوبيا في واشنطن والذي سينتهي غدًا الخميس، فإمّا أن يخرج الاجتماع مرضيا للجميع وإمّا أن يكون هو خيط التفاوض الآخير لتسير كل دولة بعدها في الطريق الذي ترى أنّه سيوافق مصالحها، لكن فالأنباء التي تخرج من واشنطن حتى الآن تقول أنّ أزمة سد النهضة على شفا الوصول لحلول لها.
فمنذ انطلاقها قبل 8 سنوات، لم تراوح المفاوضات الفنية بشأن سد "النهضة" الإثيوبي بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم مكانها، ففي أكتوبر الماضي، أعلنت مصر وصول المفاوضات إلى "طريق مسدود"، مطالبة بوسيط دولي، في مقابل رفض إثيوبي، تبعه إعلان أديس أبابا الموافقة على حضور اجتماع تستضيفه واشنطن الأربعاء، وتحضره السودان، الدولة التي لا تشكو من أضرار محتملة من السد، على عكس مصر.
السبب الرئيسي الذي جاء لتعثر المفاوضات، أنّ الدولة المصرية تخشى تهديد حصتها المائية السنوية (55.5 مليار م³)، وتسعى مباحثاتها الفنية إلى الإبقاء عليها في سنوات ملء وتشغيل السد، وهو ما تراه إثيوبيا مساسًا بسيادتها وحقوقها في التنمية وتوليد الكهرباء، دون الوصول لحل مرضٍ للطرفين.
وفي محاولة لمصر للسعي نحو إ يجاد حلول للأزمة، تقدمت بمقترح إلى إثيوبيا يتضمن ملئ السد خلال 7 سنوات، لكن بشرط الإبقاء على مستوى المياه في سد أسوان (جنوبي مصر) عند 165 م فوق سطح الأرض، وتقدم إثيوبيا لمصر 40 مليار م³ سنويًا من المياه.
الغريب في الأمر أنّ إثيوبيا وقتها وافقت على اقتراحين فقط، كان مطلب إثيوبيا هو ملء الخزان في 4 سنوات، وفي حال الجفاف 6 سنوات، بينما مقترح مصر كان 7 سنوات، ويربط العملية بالتغيرات المناخية، وفي حال حدوث جفاف تتوقف عملية ملء خزان السد.
وفي كل مرة تتعثر المفاوضات بسبب "تعنت إثيوبي"، منذ صدور التقرير، رغم اجتماعات ثلاثية عديدة خلال 2018 و2019 لوزراء الخارجية والري ومدراء أجهزة المخابرات في البلدان الثلاث، تخللها رفض إثيوبي لدخول البنك الدولي وسيطًا في المفاوضات، لتوافق فيما بعد علىت دخول البنك الدولي وواشنطن لتبدأ المفاوضات من جديد عسى أن يجد الثلاث دول غدًأ الخميس في نهاية الاجتماعات الحل الأمثل.