قال الدكتور نجاح الريس، أستاذ العلوم السياسية تعليقا على استقالة رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وتعيين خالد بن خليفة رئيسًا جديدا للحكومة :"النظام السياسي القطري يحكم بطريقة قبلية وشديدة الخصوصية والسرية، فقطر شئنا أم أبينا لديها تراكم مالي كبير، فجزئية انهيار اقتصادي لا تكون جزئية علمية ولكن هناك تأثير كبير وعدم استقرار مقلق".
وتابع "الريس" في تصريحات خاصة لـ "بلدنا اليوم":"ومع ذلك فهناك اقتصاد مكلف، أي تكلفة عالية، مثلما حدث في القطيعة العربية عند مقاطعة الأربع دول لقطر، ولكن الاقتصاد القطري يتحمل".
وعند سؤال أستاذ العلوم السياسية عن المعارضة ، فقال "الريس":"المعارضة تكون خارج قطر، والمعارضة الخارجية يكون تأثيرها ضعيف بشكل خاص أن الحكم في قطر شديد الخصوصية فهو نظام الشيكات أي (الكاش ماني) فهم يشترون رضاء الشعب بالنقود والمرتبات العالية والخدمات وكذلك المععارضين والدول ذاتها بالأموال".
وتابع:"قطر تشتري الأعمدة والصحفيين في كبرى الجرائد العالمية للتمجيد في النظام القطري وهذا ما رأيناه، فالكثير يقول أن كأس العالم يوجد به رشاوي إلا أن الأمور بالنسبة لقطر تسير جيدا، يوجد معارضة ولكن لم يحدث سحب كأس العالم منها".
وطرح أستاذ العلوم السياسية سؤال ما إذا كان في استطاعة المعارضة القيام بشئ، فأجاب:" هذا السؤال له شقيين، فإذا كانت للمعارضة مؤيدين على أرض الواقع في قطر فمن الممكن أن يقوموا بشئ معين فمن الممكن تهديد النظام السياسي القطري مع بعض المساعدات اللوجيستية الكبيرة في الدخل، إنما في حال عدم وجود مؤيدين للمعارضة في أرض الواقع في الدوحة فستكون تلك المعارضة لفظية فقط ولا تستطيع أن تغير من الأمر شئ لأنها تعارض فقط على الجرائد والقنوات".
وتابع "الريس":"إن تغيير واستبدال رئيس الوزراء القطري شئ طبيعي، رغم وجود خلافات شخصية بينه وبين أمير قطر إلا أنه أمرا طبيعيا وأنها لا ترقى إلى قلب نظام الحكم ولكنها صورة سلبية للسياسة القطرية في التعاطي مع المعارضين".
وأضاف:"النظام القطري نظام شديد الاستبداد للمخالفين للرأي معاه ولكنه نظام سخي مع المواطنين في العطاء لكي لا يفكروا في السياسة ولكي لا يعارضوه".
أما المقاطعة، فعلق عليها "الريس"قائلا:"لم نشهد جديد، فمنذ المقاطعة، فهناك 13 بند والسياسة القطرية لم تبدي أي اهتمام أو أي محاولة لكي تقترب من الدول الأربع ولكننا رأيناها على العكس من ذلك فهي تحاول التقرب إلى المملكة العربية السعودية دون غيرها لفك هذا الحصار ولشق هذا التجمع العربي ولكن المملكة رفضت هذا الاختراق القطري وصرحت على لسان وزير الخارجية أن هناك شروط معينة للمصالحة مع قطر".
وأضاف أستاذ العلوم السياسية:"المقربين من النظام القطري وعلى رأسها الدول الكبرى مستفيدين من تلك المقاطعة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، والتي كان دورها هي أن تتوسط بين قطر والدول العربية ولكن هذا لم يحدث لأنها مستفيدة من هذا الخلاف، على عكس سلطنة عمان والكويت والتي حاولت كثيرا وقدموا الكثير من المبادرات والتي كانت مقبولة من الرباعي العربي ولكنها لم تلقى استجابة من النظام القطر، فتميم لا يريد أن يراع أو يعدل سياسته مع الدول العربية ولا يريد أن يفي بسياسة حسن الجوار، فالسياسة القطرية هي سياسة انهزامية وعدائية على اعتبار أنه يلقى تأيد من الدولة الكبرى في العالم أي أمريكا".