"مذبحة أسرية.. عبارة تكررت كثيرًا في أروقة المحاكم والنيابات المصرية، خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تنقش ما بين الحين والآخر تفاصيل قصة مأساوية راح ضحيتها أب وزوجته وأولاده، الأمر الذي بات متكررا في شتى مناطق المحروسة في الآونة الأخيرة، وآثار جدلًا واسعًا بين رواد المنصات الاجتماعية، ما تسبب في تخوف الكثير من المواطنين في أم الدنيا.
الرحمانية
قرية ريفية هادئة في وسط الدلتا بمحافظة البحيرة، كانت تسير الأمور فيها على ما يرام حتى قرابة الـ10 مساءً أمس الثلاثاء، وفجأة انقلبت فيها الأحوال رأسًا على عقب، وذلك بعد العثور على جثث 5 أفراد من أسرة وأحدة داخل مسكنهم في قرية علي خضر، و تبين قتل أحد المواطنين زوجته وبناته الـ3 وشنق نفسه.
على الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الحادث، وأجرت تحرياتها، التي أوضحت أنه المجني عليه يعمل نقاشًا، وقتل أفراد أسرته، ثم شنق نفسه.
وأفادت التحقيقات أن رب الأسرة "مسعود. ع"، 40 سنة، أقدم على شنق زوجته "ع . م" 32 سنة، وبعدها تخلص من أبناءه:”نورا.م”، 7 سنوات، و”أمل”، 5 سنوات، و”ندا”، سنة ونصف، عن طريق وضع السُم في الطعام لهم.
وعاين فريق من النيابة العامة موقع الجريمة، وقرر انتداب الطب الشرعي لمناظرة الجثث، ومازال أهالي القرية حتى الآن، يتظرون خروج الجثامين من المشرحة والتصريح بدفنهم.
الطالبية
استيقظ الأهالي في منطقة بالجيزة، على فاجعة مأساوية، حيث كتب حريقًا في منزل السطور الأخيرة بحياة شخص وأطفاله الثلاث، فيما أصيبت زوجته ورضيعها إصابات بالغة ومازالت في المستشفى تصارع الموت حتى الآن، الأمر الذي وقع على خلفية ماسا كهربائيًا من "دفاية" شتاء قلب الأحوال رأسًا على عقب.
البداية كانت، عندما تلقت الحماية المدنية، في الساعات الأولى من اليوم، بلاغًا بنشوب حريق في شقة سكنية، وعلى الفور تم الدفع بسيارات الإطفاء، وتمكنوا من محاصرة النيران والسيطرة على الحريق، وأسفر عن مصرع 3 أطفال ووالدهم.
وعقب السيطرة على الحريق، بدأت أجهزة الأمن في عمل التحريات الأولية، التي أظهرت أن ماسًا كهربائيًا وراء نشوب الحريق، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة التحقيقات.
على غرار التحريات التي قامت بها مباحث الهرم، انتقل فريق من النيابة العامة، لمعاينة الشقة محل الحريق بفيصل، والتي أكدت مصرع الأب وأولاده الثلاث، فيما تمكنت الزوجة ورضيعها، من الهرب من ألسنة اللهب، بعد إصابتهما بحروق في مختلف أنحاء جسديهما.
كما انتقل فريق من الأدلة الجنائية للمعاينة، تنفيذا لأمر النيابة العامة، وتبين من المعاينة، أن النيران أتت على محتويات الشقة بالكامل، وأن ماس كهربائي من "المدفأة"، وراء اشتعال النيران في الشقة، التي تقع في الطابق السادس، على مساحة 165 مترًا.
الحريق الذي قلب أحوال الشقة الهادئة استغرق 15 دقيقة، حسبما أكدت الزوجة المصابة أثناء مناقشتها بمعرفة المباحث، وقالت في محضر الشرطة، إنهم كانوا مستغرقين في النوم، وفوجئوا بتصاعد الدخان من صالة الشقة، حيث حاصر أبواب الغرف، ولم يتمكن زوجها وأولادها الثلاث من الخروج من الغرفة، ولفظوا أنفاسهم الأخيرة حرقًا.
وأضافت الأم قائلة: "النار حاصرتنا أنا وبنتي الرضيعة في أوضة النوم، لحد ما الناس والمطافي جات وعرفت أخرج.. وبعد ما خرجت بشوية، عرفت أن جوزي وعيالي ماتوا".
وأكدت التحريات أن الأم ترقد بالمستشفى في حالة حرجة بصحبة طفل آخر رضيع يبلغ من العمر 3 أشهر، إضافة إلى أن الحريق شب بسبب ماس كهربائي ناتج عن المدفأة.
حدائق الأهرام
أما فجر اليوم الأحد، نقشت تفاصيل جريمة جديدة، حيث راح ضحيتها الأب وزوجته وطفلته، لفظوا أنفاسهم الأخيرة، بعدما كتب الأب السطور الأخيرة في حياة الزوجة، وقتل طفلته التي مازالت في فترة الرضاعة، وترك ابنه الصغير نائمًا دون أن يقترب منه، ليكون الاغز المحير في هذه الجريمة المأساوية.
تحريات المباحث أكدت أن "سلامة جميع منافذ الشقة، وعثر على الزوجة (إيمان م.- 35 سنة)، مقتولة خنقا بكوفية، وملقاة في البلكونة، وعثر على جثة الزوج (أشرف ص.- 45 عاما- مقاول)، وابنته الرضيعة (نجوى- 9 أشهر) جثث بمنور العقار، ومصابين بكسر في الجمجمة".
وأمرت النيابة بالتحفظ على كاميرات المراقبة القريبة من مكان الحادث، لتفريغها لبيان عما إذا كان أحدا دخل أو خرج من العقار في وقت معاصر للجريمة لفحصه ومناقشته، أيضا ناظرت النيابة الجثث الثلاث، وقررت عرضها على الطب الشرعى لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة.
ورجحت تحريات المباحث أن "الزوج" هو منفذ تلك المذبحة، وذلك بعدما تبين سلامة منافذ الشقة، عدم وجود بعثرة في محتويات الشقة، ورحجت التحريات أن الزوج خنق زوجته بـ"الكوفية" التى كان يرتديها وأثناء مقاومتها للزوج سقطت منها الرضعية من منور العقار، وبعد أن قتل زوجته تخلص من حياته فقز هو الآخر، ليسقط جثة هامدة، ورجحت التحريات أن الزوج يمر بحالة نفسية سيئة ونفذ الجريمة، نظرا لتراكم الديون عليه.