شهد اليوم الثاني من مؤتمر تجمع الإعلاميين العرب من أجل الأخوة الإنسانية المنعقد حاليا في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ورشة عمل بعنوان "آفاق تطبيق ميثاق إنساني للصحافة العربية.. المعايير-الدليل- الميثاق" بحضور نخبة من القيادات الإعلامية العربية.
في البداية، قال الإعلامي أحمد المسلماني إنه يجب التوافق على حد أدنى من القيم الإنسانية لأن طبيعة البشر تقضي عدم الاتفاق أو الالتزام حول آليات مجمعة للوثائق الإنسانية، وأنه من الصعب أن نلزم كافة وسائل الإعلام بالميثاق الإنساني أو الإعلامي.
ولفت إلى أن العائد المالي يمثل ضغط حقيقي على العاملين في مجال الإعلام والذي يفرض خيارات صعبة على الإعلاميين ووضعهم أمام تحدى ذاتي وهو "الخسارة المادية مقابل الرسالة الإعلامية".
وأضاف "المسلماني"، أن هناك حالة من "التنطع" لدى بعض الوسائل الإعلامية عند التعرض لتغطية أحداث متشابهة في بلدان مختلفة نظرًا لاختلاف المصالح السياسية في هذه البلدان، وان المهنية لا تعفي من المسؤولية السياسية.
وتسائل: "ماذا يريد المسلمون وكيف يرى المسلمين انفسهم في عام 205٠؟" لافتًا إلى أنه يجب أن يكون هناك إطار فكري للأمة المسلمة، وأن الحداثة يجب أن تكون مقدمة على الفكر وأن نتبنى سياسية "الإحراج" مع من يخرجون عن المواثيق المهنية.
من جانبه، قال الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ، أن كافة الكيانات الصحفية في البلدان العربية أصدرت مواثيق منظمة للعمل لكن المواثيق لم تتضمن نص واضح عن العقوبات المخصصة التي تطبق على المخالفين، مشيرا إلى أن التنشئة الخاصة بالإعلامي هي عامل اساسي في عملية مراعاة والتزام بالميثاق الإعلامي والإنساني.
واكد أن الكيان المؤسسي هو الذي لديه القدرة على محاسبة الإعلامي عند خروجه عن معايير الجودة الصحفية، مشددا على أنه يجب تدريب الأطفال والطلاب منذ الصغر على الالتزام بالمعايير والقيم الإنسانية وكذلك الخال في كليات الإعلام والتي يجب أن يقل عدد المتقدمين بها حتى يستطيعوا الحصول على قدر من التدريب الكافي على المواثيق المهنية والإنسانية.
من جانبه طالب الإعلامي الدكتور سلام مسافر، عدم إهانة الصحفيين أو تعرضهم للخطر مشيرا إلى أن العراق وحدها شهدت الاعتداء على 423 صحفي منذ بداية الاحتلال الأمريكي للبلاد.
وأشار إلى أن العراق تشهد اعتداءات يومية على الصحفيين ورجال الإعلام بشمل عام، قائلا" علينا أن نوقع المجاز التي تمارس ضد الصحفيين بشكل يومي في العراق وسوريا" .
من جانبها، قالت نائلة فاروق، مدير التليفزيون المصري، أن بعض وسائل الإعلام تفرض على العاملين فيها الالتزام بالسياسة الخاصة بالجريدة، والتي قد لا تتوافق مع وثائق الشرف الإعلامي في بعض الأحيان، مؤكدا أن على الصحفي أن يدرك انه محمل برسالة وعليه واجب هام تجاه الجمهور والرأي العام.
ومن جانبه، يرى المفكر و الدكتور عمرو الشبكي، أن النقابات الصحفية المتواجدة في بعض البلدان العربية لها مواثيق مهنية تعمل وفقها لكن تلك المواثيق لم تحدد القيم الإنسانية التي يجب على الإعلامي أن يلتزم بها.
وأوضح أنه يجب أن نعرف ما هو الميثاق الإنساني الذي يجب على رجال الإعلام أن يلتزوا به، لافتا إلى أننا نعاني في مجتمعانا العربية من بعض الممارسات التي تنهى تماما مسألة الأخوة الإنسانية.
وأكد أن ثقافة التعميم هي أحد اهم المشكلات التي يعانى منها بعض وسائل الإعلام خاصة عند الحديث عن حالات فرديه التي قد تثير بعض القلائق في بعض الأحيان، مشددا انه يجب علينا أن نخرج من دائرة التعميم وإهانة الأمم الأخرى، وأنه من الضروري أن تملك مقياس محدده للحكم على الأحداث خاصة أننا نرى تناقض كبير عند تغطية الأحداث المشابهة في البلدان العربية.