ننشر نص كلمة السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العربي للثقافة والإبداع الخامس.
وكانت الكلمة كما يلي:
بسم الله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أصحاب السعادة
السيدات والسادة،
اسمحوا لي في مستهل كلمتي أن أنقل إليكم جميعاً تحيات معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد/ أحمد أبو الغيط متمنياً لفعاليات هذا المؤتمر الثقافي كل النجاح والتوفيق، وأن يحقق الأهداف المرجوة منه، وبدوري أرحب بكم جميعا، وأعبر عن سروري واعتزازي بانعقاد المؤتمر العربي للثقافة والابداع الخامس الذي ينعقد تحت رعاية جامعة الدول العربية بالتعاون والتنسيق مع المركز العربي للثقافة والأبداع الخامس.
يأتي انعقاد هذا المؤتمر في إطار تنفيذ مذكرة التفاهم التي عقدت بين الجامعة العربية والمركز العربي للثقافة والاعلام في عام 2006، ويهدف إلى إعلاء قيمة العمل التنويري والحضاري المنتج للإنسان، بعيداً كل البعد عن الخلافات السياسية والمذهبية التي دفعت بكثير من شعوب الدول إلى آفة التخلف بل وإلى الخراب، كما يهدف المؤتمر إلى الإسهام المباشر في استثمار وتحفيز العقل العربي البناء والمجدد في سبيل مواجهة الجهل، والعمل على نمو العقول بالمعرفة والوعي، كما أنه سيتم اليوم خلال هذا المؤتمر تكريم عدد من الشخصيات الهامة بجائزة التميز العربي في كل من: العمل التربوي والتثقيفي، والإبداع الفكري، وفي الأداء القيادي في القطاع الخاص، وفي الأداء النهضوي الثقافي، في العمل الإنساني والخيري، وفي الأداء القيادي، والإبداع الأدبي العربي، وكذلك دعم التراث العربي، ومجال البحث العلمي.
السيدات والسادة،،،
إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تضع موضوع الثقافة ضمن أولوياتها إيمانا منها بأن الثقافة والمعرفة هي مفتاح للتنمية البشرية المستدامة، وأن الأمم تقاس بمدى ثقافتها وفنونها، ولها دور هام في التلاحم الاجتماعي وخلق فرص العمل والنمو البشري المستدام ونبذ العنف وعدم التمييز العنصري وقبول الآخر،
السادة الحضور،
إن الثقافة ركيزة مهمة من ركائز التنمية الشاملة, فنلاحظ أن للثقافة أهدافاً تنموية نبيلة لابد من رعايتها وإرساء دعائمها في المجتمع العصري. وأهم تلك الأهداف النبيلة هي إعداد الإنسان وبناؤه بناءً معنويا.، فالتنمية الثقافية تعد عامل مهم من عوامل التنمية البشرية الشاملة.
يستدل مما تقدم أن العلاقة بين الثقافة والتنمية والابداع هي علاقة عضوية وإن دور الثقافة في التنمية الشاملة هو أساسي. فتحسين ظروف العيش الإنساني لم يعد يترجم فقط بزيادة المداخيل بل يفرض تحسيناً مستمراً لنوعية الحياة نفسها, كما يفترض تطلّعاً إلى قيم جديدة.
واعترافاً من القادة العرب بأهمية الثقافة العربية لحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، فقد اتخذت القمة العربية لعام 2018 التي انعقدت في المملكة العربية السعودية قرارا بعقد قمة ثقافية عربية بهدف وضع منهاج عملٍ ثقافيٍ عربيٍ وطرح الرؤى المستقبلية في مجالات الثقافة المختلفة ووضع الحلول المناسبة للمشكلات التي تعوق العمل العربي المشترك في المجال الثقافي، باعتبارها وسيلة لتوسيع نطاق سُبل التنمية، ومكافحة الفقر، ونبذ أوجه عدم المساواة وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان وحماية التراث الثقافي واتخاذ الاليات التنفيذية المناسبة لصونه من الإرهاب والتدمير .
وتأتي أهمية تحقيق هذه الغايات خاصة في ظل الظروف والتحديات التي تواجهها الأمة العربية من إرهاب وتطرف فكري ونزاعات مسلحة، الأمر الذي يتطلب حشد وتضافر الجهود وتبادل الخبرات والممارسات والمبادرات الناجحة والعمل على تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة في مجال الثقافة، ومناقشة التحديات التي تعوق التنفيذ وإيجاد الحلول المناسبة، حتى نتمكن من أداء متميز في دعم صناع القرار على الوجه الأمثل.
وإنني على ثقة بأن هذه النخبة المتميزة من المشاركين في هذا المؤتمر، ستتوصل إلى توصيات عملية وقابلة للتنفيذ ستضاف لرصيد العمل الجاد الهادف إلى النهوض بالعمل الثقافي العربي المشترك، وإرساء أسس الأمن والسلام وتحقيق التنمية الثقافية.
في ختام كلمتي أتوجه إليكم جميعاً بالشكر والتقدير على حضوركم المميز والذي من شأنه إنجاح أعمال هذه المؤتمر وتحقيق الأهداف التي نتطلع إليها جميعاً، وأكرر شكري للمركز العربي للثقافة والإعلام وعلى رأسه الدكتور عبد الله الخشرمي رئيس المركز على حرصه المستمر على عقد هذا المؤتمر، والشكر موصول لكافة القائمين على تنظيم هذه الفعالية الهامة وكل من ساهم في إنجاحها في أفضل الظروف وأيسرها.