عند مرورك بمنطقة القصور، في حي زيزينيا، يستوقفك قصر أبيض اللون مميز في تصميمه، عما يحيطه من قصور، إنه قصر الأميرة فاطمة الزهراء، أو متحف المجوهرات الملكية، أسسته زينب هانم فهمي عام 1919م، وأكملت بناءه وأقامت به ابنتها الأميرة فاطمة الزهراء عام 1923م.
وكانت والدة الأميرة فاطمة، قد أتمت بناء الجناح الغربي قبل وفاتها وكانت ابنتها قد بلغت الثامنة عشرة من عمرها، وأضافت الأميرة فاطمة جناحاً شرقياً للقصر وربطت بين الجناحين بممر، وظل القصر مستخدماً للاقامة الصيفية حتى قيام ثورة يوليو 1952م.
وبعد مصادرة أملاك الأميرة سمح لها بالاقامة في القصر حتى عام 1964م حين تنازلت الأميرة فاطمة الزهراءعن القصر للحكومة المصرية، وغادرت إلى القاهرة، وقد توفيت الأميرة فاطمة الزهراء عام 1983م، واستخدم القصر كاستراحة لرئاسة الجمهورية حتى تحول إلى متحف بقرار جمهوري عام 1986م.
يضم المتحف مجموعة مجوهرات الأميرات، ابرزها تاج الأميرة شويكار، وتاج الملكة فريدة المصنوع من الذهب والبلاتين، والذي يحمل 1506 قطعة من الماس مع قرط من البلاتين والذهب مرصع ب 136 قطعة من الماس، كما يوجد محبسًا من البلاتين عليه اسم الأميرة فوزية مرصع بالبرلنت.
كذلك نجد علبة النشوق الذهبية المرصعة بالماس الخاصة بـمحمد علي باشا، والشطرنج وسيف التشريفة الخاص به وهو مصنوع من الصلب على شكل رأس ثعبان به 600 ألماسة.
اما مقتنيات الملك فاروق فقد خصصت 3 قاعات لعرضها، على رأسها، العصا المرشالية المصنوعة من الأبانوس والذهب، وشطرنج من الذهب المموه بالمينا الملونة المرصع بالماس، وصينية ذهبية عليها توقيع 110 من الباشوات، وطبق من العقيق مهدى من قيصر روسيا.
تعرض المتحف للغلق مرتين، ففي عام 2003 اغلق لتنفيذ مشروع ترميم متكامل له تضمن رفع كفاءته وترميمه معماريا وإنشائيا وهندسة اليكترونية وفتارين عرض متحفي، وأعيد افتتاحه عام 2010.
ولم يستمر الافتتاح طويلا ففي عام 2011 وبعد اندلاع ثورة 25 يناير، تم اغلاقة مرة أخرى؛ حرصاً على سلامة مقتنياته، خاصة بعد حالة الانفلات الأمني حينذاك، الى أن افتتحه وزير الآثار السابق ممدوح الدماطي في اكتوبر 2014.