شهدت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، يرافقها اللواء أسامه القاضي محافظ المنيا اليوم الثلاثاء، حفل تكريم وتخريج أول دفعة من متعافي الخط الساخن "16023"، لعدد 100 متعافي في مركز العزيمة بالمنيا .
جاء ذلك بحضور عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي - مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي ، وأعضاء مجلس نواب المحافظة وكابتن احمد حسن عميد لاعبي العالم والدكتور شريف فارق نائب رئيس مجلس إدارة بنك ناصر الاجتماعى والدكتور طلعت عبد القوى رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية.
وقام عبد الرحمن الحسينى أحد المتعافين بتقديم احتفالية حفل تكريم وتخريج أول دفعة من متعافي الخط الساخن مؤكدا انه تلقى أوجه الرعاية الكاملة بالمركز حتى تعافيه من الإدمان .
أكدت الوزيرة أن قضية تعاطي وإدمان المواد المخدرة ستظل في مقدمة اهتمام وزارة التضامن الاجتماعي في إطار من الشراكة الكاملة مع كافة الوزارات والجهات المعنية وسنمضي قدماً في تنفيذ خطوات هامة لمواجهة المشكلة خلال عام 2020 مشيرة إلى أن أهم هذه الخطوات تتمثل الانتهاء من إعداد المسح القومي الشامل عن مشكلة المخدرات والذي ينفذه الصندوق بالتعاون مع الأمانة العامة للصحة النفسية والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وسيتم الإعلان عن نتائج المسح في نهاية مارس القادم وانه سيتم إعداد الخطة القومية لمكافحة المخدرات وفقاً لنتائج المسح، وسيتم إعداد الخطة في إطار تشاوري مع كافة الجهات الحكومية والأهلية .
وأضافت الوزيرة انه سيتم الاستفادة من نموذج مركز العزيمة لتأهيل مرضي الإدمان وتعميمه في محافظتي البحر الأحمر وبورسعيد، حيث سيتم في أبريل القادم افتتاح مركزين جديدين بمدينتي "الغردقة وبور فؤاد" بالإضافة إلي افتتاح فرع جديد للخط الساخن بمحافظة الفيوم بالتعاون مع كلية الطب جامعة الفيوم، فضلاً عن افتتاح مركزين جديدين للخط الساخن بالصندوق بمحافظتي سوهاج وبني سويف، وتطوير خدمة الخط الساخن بمستشفي المعمورة بإضافة 70 سرير وذلك بالتعاون مع الأمانة العامة للصحة النفسية.
وأوضحت " القباج " انه خلال الأسبوع الحالي تم البدء فى رحلة تشييد مستشفي علاج الإدمان بمنطقة إمبابة بالتعاون مع وزارتي "الصحة والسكان والإنتاج الحربي " وهو المشروع الذي شهد المهندس الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء بروتوكول توقيعه بتكلفة تصل إلي 155 مليون جنيه يتحملها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، ويمثل نموذجاً جديداً لاستثمار الأصول غير المستغلة للدولة، حيث يقع هذا المشروع علي مساحة 10 آلاف متر مربع داخل مستشفي حميات إمبابة، وسيوفر هذا المشروع خدمات العلاج لمتوسط 20 ألف مريض إدمان سنوياً علي مستوي العيادات الخارجية والعلاج الداخلي ،كما سيشهد العام الحالي تكثيف لحملات الكشف عن التعاطي بين العاملين بالدولة، حيث نستهدف هذا العام الكشف علي 300 ألف موظف استكمالاً للمسيرة التي بدأناها العام الماضي وشهدت الكشف علي (128 ألف) موظف في (29) وزارة بـ(26) محافظة ونتج عنها انخفاض نسبة التعاطي بين الموظفين من 8% في مارس 2019 إلي 2% في الفترة الحالية كما يستمر الصندوق في متابعة قانون الكشف عن المخدرات بين العاملين بالجهاز الإداري للدولة والذي اعتمده مجلس الوزراء 20 مارس 2019 وجاري حالياً مناقشته بمجلس النواب.
وأشارت إلى أن الصندوق سيستمر في عملية التوعية والوقاية والتي هي محور أساسي للعمل سواء من خلال البرامج التدريبية الوقائية حيث نستهدف العام الحالي تنفيذ برامجنا في 10 آلاف مدرسة و165 مركز شباب من خلال شبكة ممتدة من المتطوعين في كافة محافظات الجمهورية، أو من خلال الحملات الإعلامية حيث نستهدف العام الحالي إطلاق حملتين جديدتين الأولي تستهدف الشباب ، والثانية تستهدف السائقين لافته إلى أننا سنمضي قدماً في تبني مفهوم التعافي الشامل في برامج الصندوق والذي يعني التغيير في مستوي نوعية الحياة التي يعيشها المتعافي في النواحي الاجتماعية والاقتصادية وليس فقط التوقف عن تعاطي المخدرات.
من جانبه، أوضح المحافظ أن احتفالنا الذي نشهده اليوم بتخريج 100 متعافي من أبناء المحافظة من مرض الإدمان وتأهيلهم لسوق العمل إنما يعكس اهتمام ورعاية الدولة المصرية بأبناء الصعيد، فمصر عازمة علي المضي قدماً لتنمية الصعيد في مختلف المجالات كما أنها رسالة هامة، تعكس التعاون والتنسيق بين كافة الجهود الحكومية من جهة و المجتمع المدني من جهة أخرى لتنمية المجتمع وإعلاء المصحة العامة.
وقال المحافظ إننا نرى اليوم أملاً جديداً يتحقق، بتماثل أبناءنا للشفاء، فالمجتمع الذي يقٌدر قيمة أبناءه، ويعمل علي دمجهم وتمكينهم في شتي المجالات وتحدي الصعاب، لهو المجتمع الأقوى ، والأفضل لتحقيق أماله وما يصبو إليه، وهو ما تسعي لتحقيقه الدولة المصرية بكل أجهزتها ، وعلي رأسهم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال الوصول إلى مجتمع مصري ، مُتضامن، ومُتماسك، ومُنتج ، يوفر العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية والحياة الكريمة للأسرة والفرد على أسس من العدالة والنزاهة والمشاركة.
كما ثمن المحافظ جهود وزارة التضامن الاجتماعي لدعمها وتعاونها المستمر مع المحافظة وسعيها إلى توفير الحماية الاجتماعية والرعاية المتكاملة والتمكين الاقتصادي للمواطنين المستحقين دون تمييز، مؤكداً أن الحكومة المصرية لديها الإرادة الكاملة لمكافحة الإدمان والتعاطي، فالحملات مستمرة للكشف عن تعاطي وإدمان المخدرات ، الى جانب تطوير خدمات العلاج والتأهيل ، لتقديم يد العون والمساعدة لمن يحتاجها ومنح المتعاطين فرصة للعلاج والانخراط في المجتمع.
ووجه المحافظ كلمته للمتعافين قائلاً " حمدا لله على سلامتكم والعودة لأسركم بعد التعافي ، وعليكم التمسك بفرصة الحياة مرة أخرى وعدم العودة لطريق الإدمان فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء وهى نعمة وجب الحفاظ عليها" .
وفى نفس السياق افتتحت الوزيرة أول معرض لمنتجات المتعافين من الإدمان داخل مركز العزيمة بالمنيا حيث يتضمن منتجات الملابس والموبيليا والأعمال اليدوية ، كما سلمت " القباج"، مجموعة جديدة من المتعافين من إدمان المواد المخدرة شيكات بقيمة 130 ألف جنيه ليصل إجمالي القروض التى تم توفيرها لإنشاء مشروعات صغيرة للمتعافين من بنك ناصر الاجتماعي إلى ما يقرب من 2 مليون و730 ألف جنيه حتى الآن.
هذا ويُعد مركز العزيمة أول مركز متخصص لـتأهيل مرضى الإدمان فى محافظات الصعيد وتصل طاقته الاستيعابية إلي 126 سرير ويخدم ما يقرب من 4000 مريض سنوياً علي مستوي الإقامة الداخلية والرعاية النهارية ويتضمن صالات ألعاب رياضية وملعب كرة قدم " خماسي" وتأهيل بدني وتنس طاولة وبلياردو كما يتضمن مجمع ورش " تدريب مهني ، ورش نجارة وخياطة ورشة حدادة.