"مصطفى طفل مش زي أي طفل، بدل ما يلعب زي الأطفال اللي في سنه، ينضرب و يتعذب و يتهان وينطرد"، بهذه العبارة نشرت صفحة أطفال مفقودة على مواقع التواصل الاجتماعي قصة الطفل ومعاناته خلال الـ10 أيام الماضية.
"15 جنيهًا" هي السبب الرئيسي في مآساة الطفل الذي لم يتعدى عمره الـ 14 عامًا، حسبما نشرت الصفحة:" الحكايه بإختصار، أنه في ١٤ يناير كان آخر امتحان في مدرسته عثمان ابن عفان في منطقة الرحاب، مصطفي روح مع مامته و سألته عن باقي فلوس درس ١٥ جنيه فقال لها أنه سلفهم لأصحابه اللي كانوا عاوزين يشتروا بسكوت فالأم شيماء راحت ماسكه السلك اللي بتضربه بيه دايما".
كما أكدت الصفحة أن الطفل "مصطفى" قفز من الشباك و هرب، قائلة: "مصطفي نام في الشارع لحد تاني يوم الصبح فصاحبه محمد محمود شافه، استأذن مامته و راح بات عنده في البيت يوم ١٥ و ١٦ يناير. يوم ١٦ يناير مامته عرفت مكانه فراحت بمنفاخ عجل لمنزل والده محمد محمود اللي مكانش موجود في البيت مع مصطفي بيشتروا عصير و بسكوت من تحت البيت، فطلبت من ام محمد محمود تتصل بالولاد و متقولش ان الأم موجودة".
وتضمن المنشور على صفحة مواقع التواصل الاجتماعي أن الأم قامت بضرب الطفل بالمنفاخ، واتهمته أنه حرامي، حيث جاء المنشور كالآتي: "أول ما وصل نزلت فيه ضرب بالمنفاخ و تخبطه في الحيطه لحد ما نزل مدخل العماره و طلبت من عامل ديلفري كان متواجد بالصدفه يمسكه بحجة إنه حرامي و قلعته الشبشب وقالتله أي بيت هعرف إنك فيه هجيلك وأطردك منه عشان تفضل عايش في الشوارع، الطفل مشي حافي في البرد لحد جامع موجود في سوق الرحاب عشان ياخد شبشب يلبسه، و محمد محمود و صحابه قعدوا يدوروا عليه بعد ما الام مشيت لحد ما وصلوا لمكانه و رجعوا بيه علي بيت محمد محمود و اتغدي معاهم".
وبعد عرض قصة الطفل على تلك الصفحة، ناشد أدمن صفحة أطفال مفقودة المسؤولين بسرعة التدخل لإنقاذ الطفل، خاصة بعد تعرض الطفل لتعذيب وضرب مبرح، وتظهر علامات الحروق على جسده من قبل الأم، حتى تدخلت إدارة المدارسة لمساعدة الطفل.
والدة الطفل تكذب
جدير بالذكر، أنه بعد نشر قصة الطفل على الصفحة، قامت والدة الطفل مصطفى بإرسال فيديو لابنها وهو في بيتها، وتؤكد أن ابنها بخير وما حدث ليس له أساس من الصحة، الأمر الذي لم يصدقه المتابعين، مؤكدين أن الولد يتحدث تحت التهديد وأن علامات الخوف تظهر على وجهه، وناشدوا حماية الإنسان وحقوق الطفل بالتدخل السريع لإنقاذ الطفل.
خط نجدة الطفل يتلقى البلاغ
بمجرد تلقى خط نجدة الطفل 16000 التابع للمجلس القومي للطفولة والأمومة مساء الجمعة، بلاغا تم نشره على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي يفيد بقيام أم بتعنيف ابنها البالغ من العمر 14 عام ومعاملته معاملة سيئة تتضمن تعريضه للخطر بمنطقة الرحاب، وجهت الدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة بإحالة البلاغ إلى مكتب حماية الطفل بمكتب معالي النائب العام، والذي تم إحالته الي السيد المستشار المحامي العام الأول لنيابة القاهرة الجديدة الكلية وباشرت النيابة العامة تحقيقاتها.
متابعة التحقيقات
كما وجهت أمين عام المجلس بضرورة حضور مدير عام خط نجدة الطفل 16000 ومحام من وحدة الدعم القانوني وأخصائي نفسي لمتابعة التحقيقات وللوقوف على الواقعة ومتابعة حالة الطفل. وقد تحرر عن هذه الواقعة المحضر رقم 1823 لسنة 2020 جنح التجمع الأول وتم عرض المحضر على النياية العامة حيث تم سؤال كلاً من مدير عام خط النجدة والاخصائي الاجتماعي والنفسي والمحامي الحاضر من خط نجدة الطفل، بالإضافة إلى سؤال الطفل والأم وصديقتها المدعي بمشاركتها في تعريض الطفل للخطر.
تقرير المجلس القومي للطفولة
قدم خط نجدة الطفل تقريره بعد مناقشة الطفل و دراسة حالته حيث تبين عدم صحة الواقعة، وأن الطفل بحالة صحية جيدة ولا تظهر عليه أي آثار ضرب أو خلافه
كما قرر الطفل أنه لم يتعرض لأي إيذاء من والدته وأنها تعامله معاملة حسنة وتبين أن الطفل يعاني من مشاكل سلوكية ( تمرد وعناد وتأثير الاقران عليه ) نتيجة مروره بمرحلة المراهقة كما تستكمل النيابة العامة تحقيقاتها في الواقعة.