أثنت الأحزاب المصرية على ما توصل إليه مؤتمر برلين حول ليبيا الذي شاركت فيه مصر مع 10 دول أخرى، حيث اتفقوا فيه على أنه "لا حل عسكريا للنزاع"، كما وعد المجتمعون باحترام حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة عام 2011 على ليبيا.
وتعهدت أبرز الدول المعنيّة بالنزاع الليبي الأحد باحترام حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على ليبيا وبعدم التدخّل في شؤونها الداخلية، سعيًا منها إلى إعادة السلم إلى هذا البلد الذي تمزّقه حرب أهليّة.
فقد قال المهندس أشرف رشاد الشريف، رئيس حزب مستقبل وطن، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي، في مؤتمر برلين للسلام حول الأزمة الليبية، يعكس دور مصر المحوري والفاعل في حل الأزمة.
وأضاف رشاد، أن المؤتمر بمثابة نجاح لجهود مصر في إقناع العالم بعدم شرعية التدخلات الخارجية في الشأن الليبي الداخلي، ودعوة المجتمعات الدولية بسرعة التدخل ووقف النزاعات القائمة، ودعم ومساندة المؤسسات الوطنية الليبية.
وثمّن رشاد، السياسة الخارجية المتوازنة للرئيس السيسي، ورفض التدخلات السافرة في الشأن العربي، كون الأمن القومي العربي خط أحمر؛ والتي رسخها منذ ساعاته الأولى كرئيس للبلاد، لافتًا إلى أن الرئيس وعد وأوفى بكل عهوده على كافة المستويات.
وأوضح رشاد، أن هذه القمة ستكشف الوجه القبيح واللعين لجميع الأطراف غير الشرعية في ليبيا، والدور الخبيث الذي يقوم به الرئيس التركي الإخواني رجب طيب أردوغان، متوقعًا بأن تخرج القمة بانحياز تام للجيش الوطني في مواجهة المرتزقة وأصحاب الأجندات الخارجية، ومن ثم يعود الاستقرار لليبيا الشقيقية.
وأشار إلى أن البعد العربي يظل محور رئيسي في اهتمامات الدولة المصرية، يهدف لتأمين جميع الجبهات الاستراتيجية للمنطقة، منوهًا إلى كلمة الرئيس في عام 2014 التي قال فيها: "مصر العربية يتعين أن تستعيد مكانتها التقليدية، كشقيقة كبرى تدرك تمامًا أن الأمن القومي العربي خط أحمر.. وها هو الرئيس يفي ويطبق كل كلمة يقولها".
رحب حزب حماة الوطن، برئاسة الفريق جلال الهريدي، بتوافق الدول المعنية بالشأن الليبي عبر مؤتمر برلين، حول ضرورة الحل السلمي ووضع خريطة حل سياسي ورفض التدخل العسكري والإيفاء بحظر توريد الأسلحة، مؤكدًا ضرورة أن يتحول هذا الاتفاق لقرار ملزم من مجلس الأمن الدولي في أقرب وقت وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في نيويورك.
وأكد الحزب أن هذا التوافق نادت به مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي حرصا على مصلحة الشعب الليبي، ورفضا حاسما للتدخلات الأجنبية في المنطقة وعدم شرعيتها، مشيرا إلى أن ذلك ما تعتمد عليه السياسة الخارجية المتوازنة للدولة المصرية نحو الاضطرابات القائمة في المنطقة والقائمة على ضرورة استخدام الحلول السلمية والدبلوماسية، وأن شعوب الدول هي من تحدد مصيرها.
وثمن الحزب الدور المصري في المشاركة بمؤتمر برلين، مؤكدا أن مصر تقف مع الشعب الليبي في أي موقف يريده، والأمن القومي الليبي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي المصري ومن ثم الدعم الكامل نحو وضع حد للتدخلات الأجنبية غير المشروعة في الشأن الليبي مع التأكيد على أن اتفاق تركيا وفايز السراج يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولا جدوى منه على أرض الواقع ولا بد أن ينتبه المجتمع الدولي لهذه الإشكالية.
في السياق ذاته، أكد حزب حماة الوطن، أن مصر سبقت الجميع في التحذير من خطر الإرهاب في ليبيا وخطورة وجود عناصر مسلحة أجنبية في طرابلس بدعم ورعاية دول بعينها.
وأضاف أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعاد ما سبق وأن حذرت منه مصر، حيث أعرب عن قلقه من نقل العناصر الإرهابية من سوريا إلى ليبيا، مشيرا إلى أن التزام الدول المشاركة في المؤتمر وتعهدها بعدم التدخل في الشأن الليبي هو صفعة مدوية على وجه الرئيس التركي رجب أردوغان الذي كان يسعى لإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا لدعم حكومة السراج في طرابلس.
وثمن الحزب - في بيانه - الدور المركزي للأمم المتحدة في دعم العملية السياسية الشاملة بين الأطراف الليبية ومصالحتها، ودورها في المتابعة الدولية لقواعد إنهاء النزاع، ومواصلة التنسيق بشأن نتائج مؤتمر برلين.
وأشاد الحزب بدور ألمانيا والتي دعت للمؤتمر لإدراكها بأن ليبيا تمثل نقطة ارتكاز محورية بالبحر المتوسط، وإنهاء النزاع في هذه المنطقة ضرورة مهمة حتى لا تتحول لنقطة إرهابية تضر المنطقة بأكملها بشمال إفريقيا وجنوب أوروبا، مشيرا إلى أن المؤتمر حقق وجه النظر المصرية وحلفائها بانتصار واضح وحاسم تجاه التدخل العسكري التركي بليبيا.
واختتم الحزب بيانه بالتأكيد على أن الحزب بكافة قياداته وقواعده يثقون في رؤية القيادة السياسة المصرية التي تسعى دوما للحفاظ على الأمن القومي والعربي.
قال الدكتور حسين أبوالعطا، رئيس حزب المصريين، وعضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في مؤتمر برلين بشأن الأوضاع في ليبيا، تعكس ثقل مصر الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعد فرصة مهمة لوضع حد للأحداث المؤسفة التي تقع في ليبيا ووقف أردوغان في ليبيا والمنطقة.
وأضاف أبوالعطا، أن مؤتمر برلين يأتي في وقت شديد الحساسية في الشأن الليبي، موضحًا أنه يستهدف التوصل لحل شامل لوقف دائم لإطلاق النار، وإنهاء القتال الدائر في ليبيا منذ سنوات وأدى إلى مقتل ونزوح مئات الآلاف.
وأشار رئيس الحزب، إلى أن المؤتمر يهدف أيضًا لإطلاق عملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة تفضي إلى إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وتشكيل حكومة موحدة، موضحًا أن لمصر دور حيوي كبير في هذه العملية منذ البداية.
وتمنى رئيس الحزب، خروج المؤتمر بمواقف حقيقية تنهي معاناة الشعب الليبي ووقف نزيف الدم وإطلاق النار الدائر هناك، ووقف كافة التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية وعدم استخدام النفط "كأداة حرب"، لافتًا إلى أن مصر تقف خلف الشعب الليبي في أي موقف يريده.