قال عمرو فاروق، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إنه بشكل عام لولا عبد الفتاح مورو مرشح الرئاسة الخاسر، ما جاء الرئيس التونسي الحالي قيس سعيد، لافتا إلى أن الإخوان لم يراهنوا على رئيس إخواني لتونس، وأن الإخوان عادة ما يركزون على البرلمان والمحليات والمجالس التشريعية، واختراق مفاصل الدولة.
وأوضح "فاروق"، أنهم خططوا ألا يكون الرئيس من حزبهم ولكن "تكنوقراط"، على علاقة محبة مع جماعة الإخوان، وأن انفتاح إخوان تونس على الثقافة الغربية بشكل أو بآخر جعلهم يسبقون المشهد بجانب ميولهم إلى فكرة الإسلام العلمانى، وإيمانهم بفكرة الإسلام المتحرر بمعنى محاولة الخروج خارج إطار الضغوط الفكرية المتشددة.
وتابع "فاروق"، أن الإخوان ليس لديهم مشكلة فى التراجع عن بعض الأفكار أو الجمل الخاصة بسيد قطب أو حسن البنا، فى سبيل الحفاظ روح التنظيم وأدبيات الجماعة والمشروع الإخواني، وبالرغم من إعلان إخوان تونس الانفصال عن التنظيم الدولي لكنه انفصال تكتيكي مرحلي مؤقت، لكن لهم أهداف أخرى، طوال الوقت يضعون الأهداف بنظر العين، ولهم ملاحظات عديدة على إخوان مصر نتيجة عنادهم فى بعض الأمور منها عدم تداول قضية المرشد واحتكار إخوان مصر لمنصب المرشد واحتكارهم لفكرة أنهم الجماعة الأم والجماعة الرئيسية، فى حين أن إخوان تونس ولبنان والأردن وسوريا قدموا العديد من المرجعيات التى أصلت وطورت فكرة جماعة الإخوان على مدار تاريخها وأضاف لها محمود السباعي ويكن وغيرهم من القيادات المنتشرة فى المنطقة العربية.
وأوضح أن إخوان تونس لهم رؤية مختلفة أحياناً يجيدون لعبة السياسة ونجحوا فى الانتخابات الأخيرة عندما قدموا قيس سعيد وقاموا بطرح عبد الفتاح مورو لإيهام الجميع؛ لأنهم يعلمون تماما أنهم لن يستطيعوا نجاح مخططهم بتقديم ورقة الحزب المتمثلة فى مورو، أيضاً استخدموا أسلوب المراوغة بعدم تأييد قيس سعيد بصورة مباشرة، خوفا من المعارضة داخل تونس ومن ثم تنقلب الكفة عليهم وينجح المرشح المنافس، فكان مورو شكلا وفي الخفاء أيدوا قيس سعيد خاصةً بعد نجاحه فى جولة الإعادة، وفى ظل رفض الشارع التونسى وتراجع هيمنة وسيطرة جماعة الإخوان فى المنطقة العربية، ما كان سيؤدي إلى سقوطهم بالكامل، مدللا بما كان يحدث داخل النقابات فى مصر حيث إن جماعة الإخوان كانت تركز على العديد من المناصب داخل النقابات باستثناء منصب النقيب حتى يصبح المسئول، ولكن الوعى لدى المصريين كشف التآمر من قبل هذه الجماعة، بجانب أن غباءهم السياسى فضح مخططاتهم وكشف العيوب ونواياهم الخبيثة.
وتطرق للحديث عن الزيارة الأخيرة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان لتونس، قال فاروق، إن إخوان تونس هم أحد أيقونات معادلة التنظيم الدولي، فهم يتحركون وفقاً لتبعيات التنظيم الدولي، بجانب أن أردوغان يهيمن على المشهد فى التنظيم الدولى حالياً بشكل أكبر من قطر حيث يعد الفاشى العثمانى رأس الحربة للتنظيم الدولي الذى يقوم بتنفيذ أجندات التنظيم سواء فى سوريا وليبيا واليمن ويتم توظيفه الآن في ماليزيا، مدللاً بقمة كوالالمبور الذى كان أحد الأطراف الرئيسية لها وأحد الداعيين لها.
"2020" ستشهد سقوط أردوغان
وأكد أن 2020 ستشهد سقوط أردوغان داخل تركيا ونهايته، وستكون البداية الحقيقية لسقوط جماعة الإخوان الإرهابية داخل تركيا، والتنظيم يحاول الآن تجهيز داود أوغلو المدعوم حالياً من التنظيم الدولى؛ لأنهم يؤمنون بأن أردوغان شخصية انقلابية تبحث عن فرض نفوذها وهيمنتها ويحاول تحقيق مصالحه بشتى الطرق، وتجاوز نفوذه مشروع الإخوان الدولي، ولكن التنظيم في الوقت الحالي لا يعمل على محاسبته؛ لأنه غطاء لتحقيق مشروعهم داخل المنطقة وتمرير العديد من القضايا، فلولا أردوغان ما استطاعت حكومة الوفاق أن تعلن عن تواجدها داخل ليبيا من خلال توقيع مذكرتي التعاون الخاصة بترسيم الحدود البحرية والتعاون العسكري والأمني.
وأوضح أن الشعب التونسي رافض تمامًا لجماعة الإخوان ولكن العقبة تكمن في سيطرة الإخوان وهيمنتهم على مفاصل الدولة التونسية، ويجب ألا نغفل راشد الغنوشى الذى يلعب دوراً خطيرًا داخل المشهد التونسى والذى يعمل على طرح نفسه المرشد القادم، فعدم تقديم نفسه فى الانتخابات الرئاسية التونسية أمام عبد الفتاح مورو خوفا من السقوط، وسيعمل إخوان تونس على تقديم التنازلات للتنظيم الدولى ليتم الموافقة على أن يصبح الغنوشى المرشد القادم.
"حركة النهضة" آخر ورقات التنظيم الإرهابى
منذ سقوط جماعة الإخوان وتنظيمها فى مصر عام 2013، يعانى التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية خاصةً مع تحرك الجيش الليبى لدحر أطراف التنظيم داخل ليبيا، وفشل مشروعهم فى سوريا والسودان، لذا تمثل حركة النهضة التونسية أهمية كبيرة لتنظيم الجماعة الإرهابية للهيمنة وإعادة الظهور مرة أخرى داخل تونس.
وأكد فاروق أن السيطرة على أكبر عدد من المقاعد فى البرلمان كان الهدف الرئيسى لإخوان تونس؛ لأنها تعد الضمان الوحيد للاحتفاظ بتأييد الشعب التونسي، بجانب أنها تسعى لتشكيل الحكومة التونسية الجديدة للاحتفاظ بالسيطرة على الشارع التونسي مرة أخرى.
وأوضح الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن سبب رفض الشارع التونسي لمشروع الإخوان بعد كشف مخططهم الدموى وتورطهم فى العديد من العمليات الإرهابية، مضيفاً أن الجهاز السري لإخوان تونس تحرك خلال السنوات الماضية للوصول إلى الأجهزة السياسية والأمنية للدولة التونسية، بهدف التأثير على قرارتها وتوجهاتها.