ننشر نص كلمة السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد - رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، في المؤتمر الدولي بعنوان " المبادرات الشبابية وعلاقتها بدحر الإرهاب"، خلال الدورة الـ 64 لمجلس وزراء الشاب والرياضة العرب.
وكانت نص كلمتها كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي الدكتور/ أشرف صبحي – وزير الشباب والرياضة بجمهورية مصر العربية
ورئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب
أصحاب المعالي وزراء الشباب والرياضة ،
أصحاب السعادة السفراء ،
الحضور الكريم ،
يسعدني في البداية أن أرحب بكم في بيتكم بيت العرب جامعة الدول العربية، كما يسعدني أن أنقل لكم تحيات معالي السيد/ أحمد أبو الغيط – الامين العام لجامعة الدول العربية وتمنياته لأعمال هذا المؤتمر الهام كل التوفيق والنجاح كما يسرني تواجدي بينكم اليوم في افتتاح المؤتمر الدولي (المبادرات الشبابية وعلاقتها بدحر الارهاب) تحت شعار (شباب واحد .. فكر واحد) وان اعرب عن خالص التقدير لمعالي السادة وزراء الشباب والرياضة على جهودهم الحثيثة في سبيل النهوض بالشباب والرياضة في وطننا العربي.
أصحاب المعالي ،
السيدات والسادة ،
إن الارهاب آفة خطيرة انتشرت بشكل كبير في مجتمعاتنا مما جعلها خطراً يهدد حاضر ومستقبل الشعوب في مختلف أرجاء العالم وبات تهديداً صريحاً للأمن والسلم الاقليمي والدولي وقد ظهر هذا جلياً في الاحداث التي شهدتها المنطقة العربية على مدى السنوات الاخيرة، ومن هنا كانت القناعة العربية بأهمية التصدي الجاد الحازم للمنظمات الارهابية وفكرها المتطرف من خلال منظور استراتيجي شامل ومتعدد الابعاد للعمل على حماية الدولة الوطنية الحديثة وحماية النسيج الاجتماعي العربي وتراثه الانساني والحضاري وحماية أراضي الدولة وسيادتها واستقلالها ووحدة ترابها وسلامة حدودها ووقف كافة أشكال الدعم للتنظيمات الارهابية وفقا للقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة والعمل على ايجاد السبل الفعالة للقضاء على الجريمة المنظمة العابرة للحدود الممولة للأنشطة الارهابية وإعادة تقييم الاستراتيجيات والاتفاقيات ذات الصلة بمكافحة الارهاب والمنظمات الارهابية.
وقد امنت جامعة الدول العربية على أهمية تضافر الجهود الوطنية والدولية للتصدي لظاهرة الارهاب والتطرف عبر ايجاد منظومة مشتركة مهمتها القضاء على الارهاب وتصفيته من جذوره، ومنذ عدة سنوات قليلة عام 2016 قامت الجامعة باطلاق مبادرة عبر مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب وهي " الحملة العربية الشبابية (لا للعنف لا للتطرف لا للإرهاب) للتصدي لأفة العنف والغلو والتطرف في أوساط الشباب العربي ولنبعث برسالة قوية لصناع القرار وللشباب انفسهم وللعالم ان الشباب العربي بطبيعتـــه محب للســــــــلام والنمـــــاء وفطرته التي نشأ عليها وهي نبذ العنف والغلو والتطرف والجريمة ولننجو بشبابنا من براثن الوقوع في الهاوية فهم رأس الحربة في مكافحة هذه الظواهر الوحشية ، فالشباب هم قوة بناء وعنصر ايجابي في مجتمعاتهم التي هي في حاجة ماسة الى اسهاماتهم الثرية الفكرية والعلمية والانتاجية والنهوض بهم في مختلف القطاعات الانتاجية المختلفة وعلى رأسها الحقول المعرفية وتكنولوجيا المعلومات وغيرها
ومن هنا يمكن القول بثقة وارتياح انه من الضروري والمهم تفعيل دور الشباب في إحداث التغيير في مجتمعاتهم والعالم، والاستثمار فيهم ومنحهم المزيد من الفرص والدعم، كي تفسح المجتمعات العالمية للشباب من ابنائها ليتقدموا الصفوف كقوى انتاجية ايجابية وكي يتم توفير الفرص لهم، واستثمار طاقاتهم في البناء والانتاج وان يكونوا لبنة اساسية في بناء ثقافة السلام ومكافحة التطرف، التي وان كانت مهمة الجميع، إلاّ ان دور الشباب يكتسب اهمية اضافية كونهم الشريحة الأكبر في مجتمعاتهم وبالتالي في العالم، فضلاً عن أن دحر الارهاب فكرياً وتعزيز قيم الاعتدال وقبول الآخر والتعايش يحتاج الى شراكة حقيقية مع الشباب.
السيدات والسادة ،
إن نشر الوعي بين الشباب العربي بأهمية التصدي بمسئولية للأفكار المتطرفة التي يروج لها جماعات الغلو والتطرف، وايجاد أساليب مبتكرة لتعزيز مشاركة كافة قطاعات الدول العربية المعنية وآليات العمل العربي المشترك للوقوف ضد موجات الغلو والتطرف والعنف، واطلاق العنان للمبادرات الشبابية لنشر القيم الدينية الأصيلة التي تدعو للتسامح والعفو والاعتدال، وتعزيز مبدأ احترام الاختلاف وقبول الاخر في أوساط الشباب العربي، تعكس صورة مضيئة عن حقيقة الأدوار التي يقوم بها الشباب العربي المتسلح بالعلم والمعرفة والوسطية وحث الدول والمنظمــات الشبابيـــة الوطنيـــة والعربيـــة والفاعلين الشبــاب على تنفيذ أنشطة ارشادية.
الحضور الكريم ،
هنا يأتي الدور الهام لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ليكرس جهوده لتكون قضايا الشباب في صلب كافة عمليات الإصلاح والتغيير والتقدم، والعمل على الربط الوثيق بين الشباب وجهود التنمية الشاملة بحيث تستهدف الوفاء بحقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما تقضى بها العهود والمواثيق الدولية والعربية وبما يستجيب للاحتياجات الفعلية والتطلعات المشروعة للشعوب العربية وللواقع الجديد الذي يعيشه شبابنا.
الأخذ في الاعتبار الرياضة بوصفها جزء لا يتجزأ من التربية العامة ومن أهم أدوات تربية النشء وإعداد المواطن الصالح الذي يتمتع بصحة بدنية ونفسية واجتماعية جيدة وبحياة مستقرة. ولا يفوتني هنا التنويه عن أهمية تشجيع الرياضة المدرسية ورياضة ذوي الاحتياجات الخاصة والرياضة النسوية، ويأتي هنا أيضا الدور الهام لمختلف الاطراف المعنية لوضع الأطر التي تسهم في سن التشريعات والقوانين ووضع الخطط الوطنية الداعمة لانتشار ممارسة الرياضة بين الأطفال وبين الشابات والشباب، بما يؤهل الرياضة العربية الحصول على نتائج قارية ودولية متميزة.
وفي هذا الصدد، نأمل أن تكون مثل هذه المؤتمرات الهامة مفصلاً محورياً في توجيه مسارات التنمية المستدامة للشابات والشباب في الدول العربية. بما يسهم في وضع تصور تنموي متكامل يشترك في تنفيذه كافة قوى ومؤسسات الدولة، ومنظمات المجتمع المدني العربية، لتخطو الدول العربية خطوة هامة نحو مستقبل أفضل لكافة أبنائها، ولضمان العيش الكريم للشباب العربي ولتأهيله ليتبوء مكانه المأمول في المستقبل العربي المشرق باذن الله.
أصحاب المعالي ،
السيدات والسادة ،
إن التنمية العادلة والمستدامة لشباب وشابات أمتنا العربية هي حق من حقوقهم المشروعة، والتي تقع على عاتقنا جميعاً مهام جسام ومسؤولية كبيرة في تحقيق ذلك، وفي ربط التنمية بالتنوير والنهضة والمشاركة على كافة المستويات - أتمنى لكم كل التوفيق والسداد في مساعيكم.