من أقصى الشرق إلى الغرب، مرورًا بأوروبا والشرق الأوسط، في المدن الشرقية والغربية، يحتفل العالم بليلة رأس السنة "31 ديسمبر" آخر أيام السنة الميلادية، تختلف عادات الاحتفال بين مدينة وأخرى ولكنها تتفق في صيغة واحدة وهي الاحتفال.
ليلة رأس السنة يتم احياؤها بالاحتفالات المختلفة سواء بالرقص وتناول الكحوليات، والخروج في المنتزهات، أو مشاهدة الألعاب النارية، والتي تنطلق مع دقات الساعة الثانية عشر.
وتعد ليلة رأس السنة، من أكثر الليالي احتفالا على مدار العام، والتي تجمع شمل الأصدقاء والأحبة فتراهم على البواخر النيلية تارة ومنافذ بيع الخمور والملاهي والشوارع تارة أخرى.
وفي هذا اليوم يزداد صراع الشيطان والإنسان، حيث يرغب إبليس في حشد أكبر عدد ممكن تحت ولاءه، لتنفيذ رغباته وشهواته، وهذا ما صادفته اليوم، عندما أجريت حوارًا معه في ليلة رأس السنة.
الشيطان: "مين بائس أكتر منك دلوقت، مش كنت روحت حفلة جوهرة"؟
أنا: "ياريت كنت روحت مع عفيفي (رئيس قسم الفن)، دي ليلة كلها خمر ونساء، بس هعمل أي أسامة (مدير التحرير) بيتلكك أزاي يخصم لي، تحس إنه بياخد نسبة لما بيخصم لي".
الشيطان: "لسة الفرصة موجود على 10 اخلع، حفلة جوهرة متضيعش"؟
أنا: "مش هينفع دا 11.45 بيخصم، أنت جاي تقولي 10، خلاص انا بكرا هضرب الشفت في الجورنال، وأقضي ليلة أفجر من رأس السنة، وأهو تكون الدنيا راقت، احنا بتوع الليل وأخره".
الشيطان: "إزاي هتعمل كدا الناس كلها سهرانة للفجر وهتقضي بكرا نوم"!؟
أنا: "يعني أعمل إيه منا لازم افضل موجود لحد 12 في الجورنال، مش ناقصة تلاكيك منهم".
الشيطان: "مش عفيفي عنده شقة فاضية بتاعت الهرم، بنات وأطلعوا عليها"؟
أنا: "بنات وهرم!؟ هكلم عفيفي ونجيب اصحابنا (عمر والبشبيشي، وإسلام أسامة) معانا، مهو انا متخانق مع خوخة (حبيبتي) كنت هقضي اليوم معاها، نعوضه بقي في شقة عفيفي".
الشيطان: "عاش مهو مش عشان خوخة هتضيع ليلة زي دي"؟
أنا: "طب انا هسهر للصبح وبعدين لازم أوصل الجورنال الساعة 9، اي الليلة السودا دي، وبعدين خوخة هتعمل لي فيلم كبير، وتعد تقولي أنت صايع وبتاع نسوان وبتحب اللمة، وهتجهز لي جملتها الشهيرة، يا ابن الناس احنا نبعد شوية وبعدين نفكر ينفع نكمل مع بعض ولا لأ".
الشيطان: "خوخة أي والساعة 9 أي، بدل وخليك مسائي، وبعدين أنت زعلان مع خوخة كل دا وجي تفتكرها دلوقت"؟
أنا: "مينفعش أبدل، لأني عندي ميعاد الساعة 5 مع اصحابي (بكر وأبوكيلة) في وسط البلد، والميعاد دا أضرب كذا مرة، أبو كيلة يزعل مني، وغير عندي مؤتمر رئيس الزمالك".
الشيطان: "كلم مدير التحرير قوله إنك تعبان وعاوز بكرا أجازة، أنت مصعبها على نفسك لي"؟.
أنا: "تصدق فكرة هرن عليه دلوقتي، يبقي هخلص النهارده شغل على 12، وفي سكتي أخد عمر وبشبش، ونطلع على شقة عفيقي، نقضيها خمر ونساء وعربدة، وأنام لحد الساعة 2، بعدها أطلع على الزمالك أحضر المؤتمر، ومنه على وسط البلد أقابل بكر وأبو كلية".
الشيطان: "هو دا الكلام، هي ليلة رأس السنة دي بتيجي كل يوم عشان معقدها وتقول أسامة وخوخة والخصم، يا راجل ساعة لقلبك، ولا أي"؟
بينما أنا جالسَا على مكتبي، شارد الذهن، مواصلًا حواري مع الشيطان، تلقت طبلة أذني كلمات خارجية، "حمداوي حمداوي، أنت يا بني فين التقرير، عارف لو مكنش خلص فيها خصم أسبوع، يا أسامة تعالى شوف رجالتك بقاله ساعة قاعد باصص للشاشة، ومعملش التقرير".
خصم!!، اهتزت أركاني بعد سماع الكلمة، فأسامة يعشق الخصم، لأستفيق من غفلتي، لأجد خلفي رئيس ومدير التحرير، يخبراني بقرار الخصم، لألعن الشيطان الذي أنساني تنفيذ التقرير المكلف به، وأنساني أنني محرر صحفي.