شهدت دراما الـ 60 حلقة انتشارا كبيرا في وقتنا الحالى وأصبحت تستحوذ على قاعدة جماهيرية كبيرة ، حيث تعلقت أذهان الجمهور ببعض الأسماء التى أجادت صنع هذه النوعية باحتراف وإبداع شديد، ويبدو أن النجاح الذي حققته المسلسلات الطويلة فتح شهية المنتجين وصناع الدراما من المؤلفين والمخرجين للإقدام على تكرار هذه التجربة، على غرار المسلسلات التركية التى حصدت نسب مشاهدات هائلة في العالم العربي، وحققت تفوقًا كبيرًا على نظيرتها المصرية، بحسب النقاد الذين أرجعوا ذلك إلى قلة المصاريف الإنتاجية ، لكن هناك تفاصيل لا يعلمها إلا صناع الدراما والقريبون منهم، من ضمن هذه التفاصيل، أن عمل مسلسلات على 60 حلقة، مكسب للمنتج أكثر من إنتاج مسلسل مكوّن من 30 حلقة.
ويرى طيف واسع من النقاد أنه من الواجب الاعتراف بأن صناع الدراما المصرية ، تأثروا بالتركية لدرجة أن من بينهم من فضل اتباع نفس منهجها والسير على خطاها لتحقيق النجاح الذي حققته هي والدراما الهندية في السنوات الأخيرة ، فالبعض يقول إن ذلك محاكاة وتقليد للدراما التركية، وآخرون يقولون إنها مجرد "موضة وسبوبة "و ستنتهى ، الناقد الفني أحمد سعد الدين ، علق على هذا الاتجاه فى الدراما المصرية قائلا: ان الدراما المصرية صنعت الحلقات الـ٦٠ حلقة قبل غزو المسلسلات التركية والهنديه شاشتنا مثلا المسلسل الشهير "ليالى الحلمية" الذى تعدت حلقاته الـ٦٠ حلقة ونال على إعجاب عدد كبير من الجمهور لكن في وقاتنا هذا أصبحت المسلسلات الطويلة مجرد "سبوبة" للمنتج، لان تكلفة هذه الأعمال تكون أقل، فالمنتج لا يبحث إلا عن المكسب بشتى الطرق، فهو إذا قام بإنتاج عمل 30 حلقة، سيكلفه مبلغ ما، لكن هو يذهب لتصوير 30 حلقة أخرى على نفس مواقع التصوير بنفس الممثلين، بنفس الأجر.
وأضاف سعد الدين لـ«بلدنا اليوم»: إن المشكلة الحقيقية ليست في طول الحلقات ولكن في المحتوى الهابط الذي يقدمه المنتجون لأن هدفهم الأساسي فى تقديم هذة النوعية من الدراما تكون بالكم وليست بالكيف لآن الكثير من المنتجين لا يهتمون من المحتوى الدرامي وان هناك كثير من المسلسلات الطويلة لاتصلح للمشاهده وقائمه على الفهلوة وشحن العاطفة ليس أكثر من ذلك ويلجأون إلى الفهلوة وشحن العاطفة ليس أكثر.
واستطرد سعد الدين تصريحاته: إن الدراما في وقتنا هذا لم تجذب المشاهد كما في السنوات الماضية فالمشاهد كان ينتظر متابعة حلقات المسلسل حلقة بحلقة بعكس وقتنا هذا فأصبح المشاهد يشاهد المسلسلات مجرد "تحصيل حاصل" وهذا يرجع إلى وجود أزمة كتابه ومؤلفين تمر بها الدراما المصرية، فالكتابة أصبحت الآن قائمة على الفهلوة.
وتابع سعد الدين : لن تكون أبدا فى صالح الدراما، لأن صعب أن يكون هناك سيناريست قادرًا على خلق أحداث على مدى 60 حلقة، وبهذا يصيب الجمهور الملل، وهذا بسبب افتقدنا للموضوعات الجاذبة التى كان يكتبها الكاتب الكبير أسامه أنور عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن ووحيد حامد.
واختتم سعد الدين تصريحاته: إن السبب الحقيقى في انخفاض مستوى الدراما المصرية بعد توقف اتحاد الإذاعة والتلفزيون مع مدينة الإنتاج الإعلامى مع صوت القاهرة عن الإنتاج وتقديم محتوى درامى صحيح بهدف الارتقاء بالفن وليس كما في وقتنا الحالى تقديم الدراما بشكل سئ ، ومحتوى غير قادر على الجاذبية ، واستخدام الألفاظ الخادشه للحياء .
وفي نفس السياق أكدت الناقدة ماجدة خيرالله :" أن صناع الدراما المصرية تأثروا بالتركية لدرجة أن من بينهم من فضل اتباع نفس منهجها ، والسير على خطاها لتحقيق النجاح الذي حققته هي والدراما الهندية في السنوات الأخيرة، هذه النوعية من المسلسلات، تعتبر دخلا قويا، وتضيف الكثير للقنوات وعملية الإنتاج، وهو المطلوب حاليا، حتى تستمر عجلة إنتاج الأعمال الفنية، وهذه النوعية لاقت نجاحا كبيرا ، وهناك مسلسلات مصرية على هذا النمط مثل مسلسل سلسال الدم للفنانة عبلة كامل، فلماذا يكون اتجاها سلبيا.
وأضافت خيرالله :ان هناك مسلسلات تتعدى الـ ١٢٠ حلقة ومازالت محافظة على جاذبيتها مثل المسلسل الشهير ست كوم Friends الذي بدأت في الـ22 من شهر سبتمبر عام 1994 ، وانتهت 6 مايو 2004، وقدموا قصصهم على مدار 236 حلقة في 10 مواسم ليصبح مسلسل Friends علامة فارقة في تاريخ الدراما الأمريكية والعالمية، فنجاح العمل هو العامل الاساسى في تكرار التجربة مرة أو أخرى، مدام قادر المسلسل على إسعاد الجمهور وتقديم محتوى جيد .
واختتمت ماجدة خيرالله تصريحاتها لبلدنا اليوم :"بان العامل الاساسى لنجاح العمل هو تقديم المحتوى الذي ينال على إعجاب الجمهور .