الكرة العربية تحتكر ألقاب آسيا وأفريقيا في 2019

السبت 28 ديسمبر 2019 | 12:19 مساءً
كتب : أحمد عصام

لقبان على مستوى المنتخبات وأربعة للأندية، رسمت خريطة الهيمنة العربية على البطولات المختلفة بالقارتين الأسيوية والأفريقية، خلال عام استثنائي لكرة القدم العربية في 2019.

وأحكمت الكرة العربية قبضتها على جميع الألقاب الكبيرة على مستوى الأندية والمنتخبات في القارتين، لتعوض الكرة العربية في 2019 إخفاقاتها في 2018، والتي كان أبرزها الخروج المبكر لجميع المنتخبات العربية الأربعة التي شاركت في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا.

وكانت ضربة البداية لهذه الهيمنة من خلال بطولة كأس آسيا 2019 التي استضافتها الإمارات في يناير ومطلع فبراير الماضيين، وشهدت مشاركة 11 منتخبا عربيًا من بين 24 منتخبًا في النهائيات.

وتقلص العدد تدريجيًا حتى وصل إلى منتخبين فقط في المربع الذهبي للبطولة، الذي لم يسبق له أن اجتاز دور الثمانية في أي مشاركة سابقة له بالبطولة.

وضمنت الكرة العربية مقعدًا في النهائي الأسيوي بعدما التقى المنتخبان الإماراتي والقطري في المربع الذهبي قبل أن يحجز الأخير هذا المقعد.

كان المنتخب القاري في أفريقيا من نصيب الكرة العربية، حيث انتزعه المنتخب الجزائري من خلال بطولة كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر في يونيو ويوليو الماضيين.

وشاركت خمسة منتخبات عربية في هذه النسخة من البطولة والتي شهدت مشاركة 24 منتخبًا للمرة الأولى.

ولم يكن المنتخب الجزائري هو الأكثر ترشيحا للقب من بين هذه المنتخبات العربية الخمسة، لاسيما مع عدم الاستقرار في الإدارة الفنية للفريق خلال السنوات القليلة الماضية، وتولى المدرب الوطني جمال بلماضي مسؤولية الفريق قبل عشرة شهور فقط، على المعترك الأفريقي الذي لم يكن تأهل الخضر إليه سهلا.

ورغم هذا، قدم بلماضي عملًا رائعًا مع الفريق وقاده للفوز باللقب دون أي هزيمة في المباريات السبع التي خاضها على مدار مسيرته في البطولة، والتي اختتمها بالفوز على نظيره السنغالي في المباراة النهائية.

وأحرز المنتخب الجزائري "الخضر" اللقب الأفريقي للمرة الثانية في تاريخه، وهو الأول له خارج أرضه، حيث كان لقبه الوحيد السابق عندما استضافت بلاده البطولة في 1990.

ومثلما هو الحال على مستوى المنتخبات، كانت للكرة العربية السيطرة التامة على ألقاب القارتين بالنسبة للمسابقات الكبيرة للأندية ففاز الترجي التونسي بلقب دوري أبطال أفريقيا، والزمالك المصري بلقب كأس الاتحاد الأفريقي "الكونفيدرالية"، والهلال السعودي بلقب دوري أبطال آسيا، والعهد اللبناني بلقب كأس الاتحاد الأسيوي.

وشهدت كل من بطولتي الأندية الأفريقية نهائيًا عربيًا خالصًا، حيث توج الترجي بلقب دوري الأبطال، بعد التغلب في النهائي على الوداد البيضاوي المغربي.

ورغم فوزه على الوداد في نهاية مايو الماضي بنهائي دوري الأبطال، لم يضمن الترجي التتويج باللقب القاري إلا بعد ذلك بأكثر من شهرين بسبب الأزمة التي شهدها لقاء الإياب بين الفريقين على استاد "رادس" في تونس، والتي شهدت إنهاء الحكم للمباراة بعد فترة توقف طويلة، بسبب اعتراض لاعبي الوداد على قرارات الحكم في ظل عدم تشغيل نظام حكم الفيديو المساعد "فار".

وكان الترجي متقدمًا بهدف نظيف في هذه المباراة، فيما كانت مباراة الذهاب بين الفريقين على ملعب الوداد انتهت بالتعادل السلبي.

وإزاء فشل محاولات الحكم إقناع لاعبي الوداد باستكمال المباراة بدون تقنية "فار"، أنهى الحكم المباراة لصالح الترجي بعد توقف دام لنحو ساعة ونصف الساعة.

وفي ظل الشكوى المقدمة من الوداد على قرار احتساب المباراة لصالح الترجي، ظل الموقف معلقًا حتى السابع من أغسطس الماضي، حيث تم احتساب اللقب نهائيا لصالح الترجي، ليكون الثاني له على التوالي ويشارك الفريق في مونديال الأندية للنسخة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخه.

وفي بطولة الكونفيدرالية، توج الزمالك باللقب بعد الفوز على نهضة بركان المغربي في النهائي 5 / 3 بركلات الترجيح، بعدما تبادل الفريقان الفوز على ملعبيهما بنفس النتيجة 1 / صفر.

ولم تخل هذه المواجهة من الأزمات أيضًا حيث تقدم نهضة بركان بشكوى رسمية ضد الحكم الإثيوبي باملاك تيسيما، الذي أدار لقاء الإياب بين الفريقين بدعوى مخالفته اللوائح وعدم طرد محمود عبد الرحيم جنش حارس مرمى الزمالك، اثر خطأ من الحارس خلال ركلات الترجيح التي انتهت إليها المباراة.

ونال جنش إنذارًا بعد التحام مع أحد لاعبي نهضة بركان في الشوط الأول من المباراة، وخلال تنفيذ ركلات الترجيح، أعاد الحكم إحدى هذه الركلات بسبب تحرك جنش متقدمًا أمام خط المرمى، قبل اللجوء لنظام حكم الفيديو المساعد "فار"، وأمسك تيسيما بالبطاقة الصفراء، ولكنه لم يشهرها في وجه جنش ليستمر الحارس في مهمته ويقود الزمالك للقب الكونفيدرالية للمرة الأولى في التاريخ، كما أنه اللقب القاري الأول للزمالك منذ فوزه بلقبه الخامس في دوري الأبطال الأفريقي عام 2002 .

قبل موقعة الليلة.. تاريخ مُشرف للأهلي أمام أندية زيمبابوي وحضور رائع للخطيب

وفي القارة الأسيوية، استعاد الهلال عرش القارة بفوزه على أوراوا ريد دياموندز الياباني في النهائي.

وتغلب الهلال على أوراوا 1 / صفر ذهابًا في الرياض، قبل أن يجهز عليه في عقر داره وينتزع فوزًا غاليًا 2 / صفر على الفريق الياباني، باستاد "سايتاما" إيابًا ليكون اللقب الثالث للهلال في هذه المسابقة القارية لكنه الأول له منذ عام 2000.

وفي كأس الاتحاد الأسيوي، صنع فريق العهد اللبناني تاريخا رائعا بعدما توج باللقب بالتغلب على 25 أبريل الكوري الشمالي 1 / صفر في المباراة النهائية للبطولة، وأصبح العهد أول فريق لبناني يتوج بلقب قاري.

ومع فوزهما بدوري الأبطال الأفريقي والأسيوي، شارك الترجي والهلال في بطولة كأس العالم للأندية، كما شارك معهما فريق عربي ثالث هو السد ممثلًا عن البلد المضيف.

ونالت الأندية الثلاثة احترامًا كبيرًا وإشادة بالغة من المتابعين للبطولة، وعاند الحظ فريق الهلال ليفشل الفريق في حجز مقعده في المباراة النهائية، بعدما خسر أمام فلامنجو البرازيلي في المربع الذهبي، وأنهى البطولة في المركز الرابع بالهزيمة أمام مونتيري بركلات الترجيح، في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

وفي المقابل، فاز الترجي بالمركز الخامس بعد التغلب على السد 6 / 2 في مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس، محققًا بهذا أكبر نتيجة في تاريخ البطولة.