أعلنت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد وزيرة الهجرة، البدء في تنفيذ حملة ضخمة للتوعية تتعاون فيها الوزارة مع كافة أجهزة الدولة المعنية، تستهدف المحافظات الأكثر احتياجا والتي تعد الأكثر تصديرا للهجرة غير الشرعية.
وقالت وزيرة الهجرة إن حملة "مركب نجاة" ستقوم بحملة طرق الأبواب، بدء من محافظة الفيوم، وتستهدف الحملة طلبة المدارس في المرحلة الإعدادية والثانوية، وكذلك الأمهات بهدف التوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية من المنبع.
وفي السياق ذاته، تواصلت السفيرة نبيلة مكرم، مع الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم؛ حيث رحب بطلبها بأن تكون محافظة الفيوم، نقطة انطلاق الحملة، مؤكدا تقديم كل سبل الدعم والمساعده للمبادرة الرئاسية من أجل نشر البرامج الخاصة التي تقوم وزارة الهجرة بإعدادها بالتعاون مع شركة "ويل سبرينج" لأطفال المدارس في المحافظات المصدرة للهجرة غير الشرعية بهدف تعزيز التوعية لديهم بمخاطر هذه الظاهرة، مشيرا إلى البدء في إعداد قائمة بالمدارس المستهدفة للبدء الأسبوع المقبل، لتكون في استقبال السيدة الوزيرة والجهات المشتركة بالحملة.
وتعتبر محافظة الفيوم من أولى المحافظات تصديراً للهجرة غير الشرعية، بناء على ذلك تم اختيارها كنقطة بداية لانطلاق الحملة.
فتعتبر قرية تطون بمركز إطسا بمحافظة الفيوم من أهم المناطق التي يلجأ اهلها الى الهجرة غير الشرعية، وذلك من خلال وجود 12 ألفا من أبنائها في إيطاليا، حتماً لا يوجد منزل في القرية إلا وأحد سكانه ضمن المسافرين إلى إيطاليا،وذلك عن طريق الهجرة غير الشرعية ، ورغم غرق 300 من أبناء القرية في مياه البحر، كان آخرهم 13 مهاجرا على متن مركب رشيد منذ عام او اكثر ، فاصبح حلم البحث عن السفر في أوروبا لم ينقطع حتى اليوم ،فهذه القرية تعتبر الاكثر ترويجاً لفكرة الهجرة غير الشرعية.
فقد وصل تعداد سكانها 50 ألف، بالإضافة الى وجود أربعة مكاتب سفر وذلك يعود الى الإقبال على السفر إلى الدولة الأوروبية، وهذا ما يؤكده صاحب أحد المكاتب الذى قرر العودة الى مصر بعد الإقامة بإيطاليا ستة أعوام، وفتح مكتب لتسهيل إجراءات السفر، حيث يقول إن إيطاليا تعتبر الدول الأوروبية التي يعرفها أهالي القرية.
ولفت أن الهجرة غير الشرعية عن طريق البحر انخفضت إلى حد ما بعد التشديدات التى تتبعها السلطات الإيطالية، بالتعاون مع السلطة الليبية، حيث تمكنت عصابات التهريب من تكوين شبكات أرسلت الآلاف إلى إيطاليا خلال الأعوام القريبة الماضية، عبر الهجرة غير الشرعية.
وأكد صاحب المكتب أن هناك بعض الاشخاص داخل مصر لهم أعوان بالمحافظات يسهلون لهم الطرق الخلفية لسفر الشباب وتهريبهم، خصوصا الذين يتراوح عمرهم بين 16 و18 عاما، من خلال الهجرة غير الشرعية ، وهو السن المطلوب، لأن الأطفال لا يتم ترحيلهم، حيث يلقون رعاية واهتمام الصليب الأحمر، ويوجد هناك عصابات متخصصة فى عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية.
يقول أحد شباب القرية: "هسافر وأجرب حظى.. فقد وعدونى اصدقائي بتوفير عمل، كما أكد أنه لا يحتاج إلى مال ومن الممكن أن يوفر مشروعاً صغيراً لكنه يفضل السفر حتى وان كان غير شرعي".
من جانبه قال أحد المسافرين بالطرق غير الشرعية، بعد أن فشلت محاولته ونجا من الغرق إن المركب الذي كان على متنه يحمل حوالي 100 فرد، لا يتحمل سوى 30 فقط، لافتاً أنه قديم ومتهالك، واستقبلنا الصليب الأحمر وفي مركز طبي تم تسنين جميع من كان على المركب ومن كان تحت سن الـ 18 تم السماح لهم بالبقاء فىي إيطاليا، وتم ترحيلي إلى مصر.
في سياق متصل، أكدت إيمان محمود مديرة المدرسة النموذجية بالفيوم، أن فكرة مبادرة "مركب نجاة" سيكون لها تأثيراً ايجابياً على الأطفال فهناك أكثر من طريقة لتعليم الأطفال مخاطر الهجرة غير الشرعية الدور الآخر عائد على الأمهات بالاعتماد على دور الرائدات الريفيات بكل محافطة؛ لدعم الحملة والمشاركة في توعية الأمهات بأهمية توعية أولادهم بمخاطر الهجرة غير الشرعية.