نال شهرة ومكانة عالية، ويأتي إليه الجميع من كافة انحاء العالم، أنه دير الأنبا "شنودة "بصعيد مصر والذى يوجد في صحن الجبل الغربي بسوهاج، ويشتهر بـ "الدير الأبيض" نتيجة تشييده من الطوب الابيض الذي تم جلبة من بعض الأماكن بالدير والمحاجر المجاورة للدير.
واجهة الدير عبارة عن جدار حجري عريض الشكل يرتفع إلى نحو 12 مترًا تقريبًا، وفي أعلاه لافته مكتوب عليها "دير القديس العظيم الأنبا شنودة يرحب بالزائرين " ويتوسط الجدار بوابه خشبية تقودك إلى ساحة مستطيلة، ويأخذ المحيط الخارجي للكنيسة شكل المعبد الفرعوني في ارتفاعه وضخامته ، إذ يتراوح ارتفاع جدرانه الخارجية من 12 إلى 15 مترًا، وسمك حوالي 190 من أسفل وإلى 110 سم من أعلى، ويوجدا إطار حجري من أعلى على شكل كورنيش يبرز حوالي 30 سم، ما يجعل صلابة الجدار شديدة.
والدير الابيض من الداخل عبارة عن ساحة واسعة علي شكل مستطيلي بها عدد من الأعمدة الحجرية غليظة الحجم التي يرجع أصلها إلى العصر الفرعوني، وأرضيتها من البلاط ،و عرض الصحن نحو 13 مترًا وبين صف الأعمدة نحو 11 مترًا و 50 سم، والأعمدة الموجودة بعض منها من الجرانيت والمسافات بينها غير متساوية .
ويعتبر ة الزوار من أهم المعالم القبطية الأثرية بمحافظة سوهاج ويأتون للتبرك به والعبادة فيه والتمتع بالمناظر الأثرية الخلابة التي توجد داخل الدير .
بنى الدير الابيض على مساحة تقارب 13 ألف فدان ،ويبعد عن محافظة سوهاج ما يقارب 8 كيلو مترات غرب المحافظة بالقرب من حضن الجبل ، وعلى مقربة منة الدير الاحمر.
أكد المؤرخون انه ولد الأنبا "شنودة" فى مركز أخميم شرق سوهاج ،في عام 333 م وتوفي في عام 451 م، وبنى الدير وسعي فى التوسعة، وحيث تولى رئاسة الدير الأبيض بعد وفاة خالة القديس "بيجول" .
و يعتبر الأنبا" شنودة" من أوائل الأقباط الذين طالبو بالعودة للثقافة المصرية في مواجهة الغزو الثقافي والديني للاحتلال البيزنطى، وفتح الأديرة لكل المصريين ، ولقب بـ"عميد الأدب القبطي"، أما لقبه الأشهر فهو "رئيس المتوحدين".
عندما تتجول في الدير تقع الاعين على مجموعة من الكنائس والمباني الملحقة به والتي منها ما يخص تقديم الخدمات للزوار من مطابخ ومخازن وحجرات متعددة للإقامة، و وصالة المحاضرات والمستشفي والمائدة ومخزن الخبز والمصانع، و يوجد بداخل الدير البئر الأثري ، والذي كان يستخدمه الرهبان في قضاء مستلزماتهم واحتياجاتهم من مياه.
لم يتبق من الدير غير كنيسة، لذا فقد أطلق عليها "الدير الأبيض"، و قد شيدت على الطراز البازيليكي وهو عبارة عن هيكل وصحن و جناحين، وأطلق على المنطقة التي يقع بها الدير ألأبيض والتي تمتد من قرية الشيخ عمد جنوبًا إلي الدير الأحمر شمالا باسم جبل أدربية أو أتريب في العصر القبطي.