في إطار مساعي الدولة لرفع كفاءة الخدمات الصحية التي تقدم للمواطنين, انطلقت فكرة منظومة التأمين الصحي الشامل عام 2019, وذلك بدعم كبير يقدم للمشتركين في المنظومة, التي أطلقت العنان لكافة الأسر المصرية الاستفادة من الدعم الغير محدد, على عكس ما هو الحال عليه في منظومة التأمين الصحي القديمة.
أعطت المبادرة الحق لكل مواطن الاشتراك في خدمات المنظومة, وتحدد قيمة اشتراك المواطن بمقياس دخله الشهري, ويشمل الاشتراك أفراد الأسرة التي يعولها المشترك, كما يتم إعفاء غير القادرين على سداد الرسوم, وتوفير كافة خدمات المنظومة لأسرهم بدون دفع أية رسوم.
بدأت المبادرة المرحلة الأولى في عام 2019 بـ 6 محافظات, تضمنت بورسعيد, والسويس, والإسماعيلية, وجنوب سيناء, والأقصر, وأسوان.
المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل
وتستعد المرحلة الثانية من الانطلاق في 5 محافظات على رأسهم محافظة كفر الشيخ, التي يقترب عدد سكانها مع بداية عام 2025 إلى 4 مليون نسمة, بـ 10 مراكز, و3 مدن, ويتواجد بها 26 مستشفى حكومي, جميعهم يتجهز لاستقبال المنظومة الجديدة للتأمين الصحي الشامل.
أبو السعد: تبدأ مستشفيات كفر الشيخ العمل في الأول من يوليو القادم
ومن جانبه, قال الدكتور محمد عطية أبو السعد, وكيل وزارة الصحة بمحافظة كفر الشيخ, إن مستشفيات المحافظة تبدأ العمل لاستقبال منظومة التأمين الصحي الشامل بدءًا من أول يوليو القادم, بناء على خطة الوزارة التي تعمل بشكل متوازي مع محافظات المرحلة الثانية في تنفيذ المنظومة الجديدة.
تخصيص 4 ألاف و500 متر لإنشاء مسشفى طوارئ كفر الشيخ
وأوضح وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ, أن كفاءة المستشفيات بالمحافظة, من حيث الخدمات المقدمة للمواطنين, ومن حيث البنية التحتية لها, جعلها ضمن اختيار اللجنة المشكلة من الوزارة لتقييم المنظومة الصحية في المرحلة الثانية لتطبيق المنظومة, مضيفًا أن هناك عدد آخر من المستشفيات جاري تجهيزه, مثل مستشفى الحامول, ومستشفى مطوبس, ومستشفى الرياض, التي يتم بنائهم أوشكوا على الانتهاء, وسيتم افتتاحهم قريبًا, وتم ترميم مستشفى بيلا, وبرج البرلس على مستوى عالي جدا, كما سيتم البدء في بناء مستشفى طوارئ كفر الشيخ الجديدة بعاصمة المحافظة, على مساحة 4 ألاف و500 متر, خلال شهرين, وذلك بالتزامن مع إحلال وتجديد مستشفى سيدي سالم المركزي.
وأضاف " أبو السعد" إن كافة مستشفيات المحافظة ستكون على كامل الاستعداد لاستقبال المنظومة الجديدة, لكن اللجنة المشكلة من الوزارة هي من المنوط بها اختيار المستشفيات التي تطبق فيها, وسيكون الاختيار تباعًا, أو جملة, على حسب المعايير ومطابقة الشروط, التي تقرها الوزارة حينئذ.
التحول الرقمي لمنظومة التأمين الشامل
وأشار الدكتور صلاح زغلول عبد الدايم, مدير قطاع المستشفيات بكفر الشيخ, إلى أن من شروط دخول المستشفيات منظومة التأمين الصحي الشامل, هو التحول الرقمي, وميكنة العملية التنظيمية, وهو ما بدأنا بالفعل تنفيذه في بعض المستشفيات, خاصة مستشفيات التأمين الصحي الحالية بمنظومتها العادية, وهذا بشكل مبدئي, قبل تعميمه في جميع مستشفيات كفر الشيخ, لمواكبة ثورة التقدم التكنولوجي, التي تسعى الدولة لتعميمه في جميع المؤسسات, وحتى لا يقف هذا الأمر عائق أمام إدراج بعض المستشفيات في منظومة التأمين الشاملة الجديدة, وحرصا على تقديم الخدمة وتيسيرها على جميع المواطنين.
وفي السياق نفسه, أكد الدكتور محمد أبو سمرة, مدير هيئة التأمين الصحي بكفر الشيخ, على تميز آلية تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل, وأنها تخضع لرقابة أكثر من هيئة, مما يعزز من وجود خدمة طبية متميزة, وتوفير كافة أنواع الدعم لها, حيث تتولى هيئة التأمين الصحي تنظيم وإدارة المنظومة, وتتكفل هيئة الرعاية الصحية بوزارة الصحة, الرعاية وتقديم الخدمات الصحية للمرضى, بينما تقوم الهيئة العامة للرقابة والاعتماد, بمتابعة ورقابة تطبيق معايير الجودة بالمستشفيات, واختيار الأنسب منها ليتم اعتماده وإدراجه تباعًا ضمن المبادرة.
وقال اللواء حسن البحيري, عضو مجلس الشيوخ عن محافظة كفر الشيخ, إن هذه المنظومة رغم أهميتها إلا أنها تأخرت كثيرًا, فهي تعطي الفرصة للدولة لتقديم خدمة أكثر كفاءة, وتقدم أيضا للمواطن دعمًا إضافيًا يوفر له رعاية تليق به.
وأشار " البحيري" أن محافظة كفر الشيخ من أكثر المحافظات احتياجًا لمنظومة التأمين الشامل, لأن بها عدد كبير, وهو النسبة الأكبر, لا يستفيد من دعم منظومة التأمين الصحي العادية, فأغلب أبناء المحافظة لا يعملون في القطاع الحكومي, ولا يخضعون لنقابات مهنية تقدم دعمًا أو تعاقدًا على الخدمات الصحية بالمستشفيات والمراكز الطبية, مطالبًا بضرورة وجود المنظومة الجديدة بكل مستشفيات المحافظة بشكل كامل, بما يضمن تواجدها بكل المراكز, وبما يسهل على المواطنين التعامل مع المنظومة والاستفادة منها لحد كبير.