قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضى، إن القارة الأفريقية تشهد حاليا تحولا كبيرا، مرحبا فى الوقت نفسه بتعاون مصر مع الصين فى القارة السمراء.
تحول كبير
وأضاف راضى - فى مقابلة خاصة مع وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بثتها اليوم الخميس، على هامش أعمال "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة"- أن "إفريقيا تشهد حاليا تحولا كبيرا جدا، مشيرا إلى أنه فى الماضى كانت أجندة أفريقيا فقط لحل المشكلات المزمنة من حروب أهلية ونزاعات حدودية وحروب داخلية إلى غير ذلك. أما الآن فالقارة الأفريقية تتحدث عن قضايا التنمية والاقتصاد والتجارة ومد سكك حديدية للربط بين دولها، كذلك قضايا المرأة والشباب والابتكار والتكنولوجيا البازغة"، مشيرا إلى أن جميع هذه الموضوعات وغيرها لم تكن مطروحة فى الماضى القريب.
وأشار راضي إلى أن "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة" جاء بمبادرة خالصة للرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته حينما تولى رئاسة الاتحاد الأفريقي، وتم التأكيد عليها أيضا فى القمة الأخيرة الروسية - الأفريقية فى سوتشى بروسيا ، لافتا إلى أن المنتدى يمثل منصة رفيعة المستوى لتبادل الآراء وبلورة الأفكار والمقترحات والمبادرات تجاه أفريقيا، وأن "فكرة التنمية مختلفة فى هذا المنتدى عما هو متعارف عليه فى منتديات أخرى، فالتنمية هنا يقصد بها تنمية ما بعد النزاعات والتنمية المستدامة بعد استتباب الأمن واستعادة الاستقرار فى الدول".
العقد الاجتماعي
وتابع السفير راضى أن الاختلاف يأتى من أن الأوضاع فى هذه الدول التى تشهد نزاعات تكون غير طبيعية، حيث يحتاج الاقتصاد فيها إلى التعافي، وتكون هناك حاجة ماسة للتنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي، وأنه فى هذه الحالة أيضا "يكون العقد الاجتماعى ما بين الحكومات والمواطنين قد تأثر نتيجة أى احتراب داخلى أو حروب أهلية، منوها إلى أن كل ذلك يجعل هناك حاجة لإطار خاص جدا للتعامل مع هذه الحالات بشكل معين.
وبالنسبة لآليات التنفيذ لـ "منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة"، أكد راضى أنها متعددة، وأن هناك آليات تنفيذ كثيرة للاتحاد الأفريقي، معتبرا اتفاقية التجارة الحرة التى تم إقرارها مؤخرا وإطلاقها، إطارا مناسبا جدا فى التعاون الاقتصادى والتجارى والاستثمارى بين دول القارة.
لجان مشتركة
وأضاف:"أما على المستوى الثنائى بين الدول وبعضها البعض فهناك لجان مشتركة، وهناك تعاون وأطر كثيرة جدا"، موضحا أن هناك منتديين آخرين فى أفريقيا يحملا نفس المعنى ولكن باشتراك جانب غربى سواء فى التنظيم أو إدارة الجلسات، ولكن هنا فى هذا المنتدى فى نسخته الأولى فهى مصرية خالصة باشتراك الزعماء الأفارقة.. مؤكدا أن ذلك تتويجا لمجمل ما تم تحقيقه خلال العام الماضي، عام رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، والتى بصدد تسليم رئاسة الاتحاد لجنوب أفريقيا فى فبراير المقبل.
مركز الاتحاد الأفريقي
وأضاف راضى أن مركز "الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات"، الذى تستضيفه مصر، يعد مركزا مهما جدا لأنه يأتى فى نفس السياق الخاص بالتنمية ما بعد النزاعات والحروب الأهلية، مشددا على أن الرئيس السيسى وضع خطة تعتبر بمثابة خارطة طريق وخطة عمل للسنوات المقبلة، وأنه سيتم التنسيق والمتابعة فى هذا الشأن مع جنوب أفريقيا الرئيس القادم للاتحاد الأفريقى وهو ما تم الاتفاق عليه ومراجعته خلال القمة الثنائية التى جمعت أول أمس "الثلاثاء" بين الرئيس السيسى ونظيره الجنوب إفريقى سيريل رامافوزا بالقاهرة.
وفيما يتعلق بقضية التمويل كمعوق للتنمية فى أفريقيا، قال راضى "هناك تنسيق كبير بقيادة مصر بين الدول الأفريقية والمؤسسات العالمية فى هذا الشأن، وأن "الفرصة كبيرة جدا لمؤسسات التمويل والقطاع الخاص والشركات للاستثمار والعمل فى أفريقيا"، معربا عن أمله فى أن يكون هناك توازنا بين الاستغلال الأمثل للموارد فى أفريقيا والعائد المباشر على الشعوب والحكومات الأفريقية.
وحول التعاون الثلاثى المصرى - الصينى - الأفريقي، أكد المتحدث باسم الرئاسة السفير بسام راضى أنه قائم منذ فترة ومستمر حاليا، "ومصر ترحب به دائما"، مشيرا إلى أن هناك أطرا لهذا التعاون الثلاثي، وأن "الصين لديها خبرة كبيرة فى أفريقيا وهى من الدول المانحة والتى لها نشاط فى القارة، ومصر تحرص على التنسيق مع الجانب الصينى فى هذا الإطار".