عصر جديد طرأ على الشعوب الأفريقية في الآونة الأخيرة، خاصة منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي حكم البلاد، وترأس الأتحاد الأفريقي، فهو يسعي جاهدًا في رفع أسم القارة في سماء، وذلك من خلال الدعوة إلى التنمية واستغلال ثروات السمراء من أجل تحقيق الاستفادة القصوى لشعوبها.
وأستمرارًا لجهود الرئيس بالقارة الأفريقية ودعم شعوبها للتنمية والإصلاح الإقتصادي، تستعد "عروس النيل" لإستضافة منتدي أسوان للسلام الدولي، غدًا الأربعاء، وإستقبال ضيوف المنتدي والذي يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويأتي ذلك من خلال تأهب محافظة أسوان لإبراز المواقع الأثرية والمتمثلة في معبد إدفو وكوم أمبو وفيله والمسلة الناقصة وأيضًا معابد رمسيس الثاني بمدينة أبوسمبل السياحية؛ لاستقبال أي وفود شبابية من ضيوف المنتدى للاستمتاع بهذه المناطق التاريخية.
الأمر لم يُكن غريبًا ومثيرًا للدهشة، خاصة وأنها ليست السابقة الأولى التي تستضيف فيها محافظة "أسوان" لمثل تلك المنتديات الكبرى والمؤتمرات العالمية، خاصة وأن أسوان تعد مدينة ذات تاريخ ثقافي وأثري عريق، ضارب بجذوره في تاريخ الإنسانية كلها، بالإضافة إلى أنها مهد ومسقط رأس الكثير من المثقفين الكبار، في مقدمتهم الكاتب الكبير الراحل عباس محمود العقاد.
سر اختيار أسوان
برج الصداقة ومعبد فيلة فى وسط النيل، جبل "أبو الهوا" والنوبة العلامة الفارقة في تاريخ المحافظة السمراء، نهر النيل العظيم والقرب من السودان وأفريقيا بكل تفاصيلها، هي أمور لم تكن بعيدة عن ذهن الرئيس عبدالفتاح السيسى فى اختياره لمدينة أسوان كعاصمة للشباب الأفريقى واختيارها لتمثل مصر في تنظيم منتدى أسوان للسلام الدولي، والمقرر أنطلاقه غدًا ويستمر حتي يوم الخميس المقبل.
كما تضم أسوان، عروس النيل، وبوابة مصر نحو عمق القارة الأفريقية، بعض المزارات التى تمثل مقصدًا مهمًا للسياحة الدينية، مثل مسجد بدر بالطابية، والمسجد الجامع، ودير القديس الأنبا هدرا، وكاتدرائية الكاثوليك، إضافة إلى السياحة البيئية المتمثلة فى قرية غرب سهيل بمدينة أسوان، وحى منشية النوبة بمدينة أبوسمبل السياحية، وأيضًا قرية غرب أسوان، حيث تتميز هذه الأماكن بالطبيعة الساحرة، كما أنها تتميز بأن كل منزل فيها يعتبر مصنعًا صغيرًا، أو ورشة للمنتجات المحلية من الخرز والقماش والخوص والمعادن، التى تستخدم فى صناعة الحلى ومنتجات النخيل، إلى جانب تميزهم فى الفنون والحرف اليدوية.
منصة إقليمية وقارية
ويركز منتدي السلام الدولي، على مفهوم وتطبيق السلام من ناحية والتنمية المستدامة من ناحية أخرى، مستهدفا وضع الآليات والإجراءات ذات الصلة موضع التنفيذ للوصول إلى الأهداف المنشودة والمرجوة التي حملتها مصر على عاتقها منذ توليها رئاسة الاتحاد الأفريقي في شهر يناير الماضي.
كما يساهم المنتدى في توفير ومنصة إقليمية وقارية، يجتمع فيها قادة السياسة والفكر والرأي وصناع السلام وشركاء التنمية في حوار دائم وتفاعل متواصل بينهم لربط السلام بتحقيق التنمية المستدامة، وهو ما يعمل على تشجيع وتحفيز مؤسسات التمويل الدولية لمساعدة وتمويل مشروعات التنمية في القارة، ويجذب الاستثمارات إليها، ويعزز استثمار مواردها المتعددة ويحولها إلى قيمة مضافة بالتوازي مع تطوير البنية التحتية بها، مما يمهد لتحقيق التنمية المستدامة.
أفريقيا التي نريدها
ويتضمن المنتدى ضمن فعالياته، عقد ورشة عمل بعنوان "إسكات البنادق في أفريقيا"، فضلا عن عقد اجتماع المجلس الاستشاري الدولي للمنتدى الذى من المتوقع أن يعلن عن دورية انعقاده بصفة سنوية، ويتضمن برنامج عمل المنتدى فى يومه الأول عقد جلسة صباحية بعنوان "أفريقيا التى نريدها"، حيث يتم طرح موضوع استدامة السلام والأمن والتنمية من خلال حوار مع قادة القارة، إلى جانب توجيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش رسالة للمنتدى.