شهدت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، اليوم حفل إطلاق مشروع روضة السيدة بمشاركة وحضور الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية واللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة ونخبة من السادة الفنانين والرياضيين.
ويعد مشروع روضة السيدة أحد المشروعات التنموية الهامة التي تنفذها الوزارة لقاطني حي روضة السيدة (تل العقارب سابقاً) .
وفي بداية كلمته وجه محافظ القاهرة التهنئة لمعالي الوزيرة لاختيارها لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة ومدير مقر المنظمة في فيينا.
وأكد المحافظ أن المنطقة التي سوف تنفذ فيها المبادرة تقع على مساحة تبلغ أكثر من 7 أفدنة في قلب القاهرة وهي منطقة يقطنها 600 أسرة في مساكن كانت غير حضارية وغير لائقة وتم تطويرها بالفعل وتحويلها من منطقة عشوائية إلى منطقة حضارية ذات معمار تراثي على الطراز الفاطمي الإسلامي تماشياً مع توجيهات السيد رئيس الجمهورية الذي كانت أولوياته الاهتمام بالمواطن وتوفير حياة كريمة له وقد تم إعادة تسكين أهالي المنطقة في وحدات سكنية كاملة الفرش والتجهيز.
من جهته، وجه المهندس عاصم الجزار وزير الإسكان التهنئة لمعالي الوزيرة على المنصب الجديد، وأكد أن مشكلة العشوائيات ليست مشكلة عمرانية وإنما هي مشكلة اجتماعية واقتصادية يظهر وجهها القبيح في العمران ومنطقة السيدة زينب لها طابع تاريخي لذا كان لابد من مراعاة أن يتناسب المشروع مع هذا الطابع كما يجب أن يتناسب مع الطابع العمراني الذي تنتهجه الدولة .
وأضاف، أنه مع نهاية هذا العام سوف نكون قد انتهينا من القضاء على الأماكن ذات الخطورة القصوى حيث يتم الانتهاء من تطوير 220 ألف وحدة سكنية جديدة في أماكن الخطورة الداهمة .
وأبدت "والي" إعجابها الشديد باختيار الطراز المعماري لروضة السيدة؛ قائلة: "أثمن على اختيار الطراز المعماري المتميز للمساكن الجديدة لأنه يجمع بين التراث العربي والإسلامي والمصري وأحيي المخطط المعماري عاصم الجزار".
وأضافت والي أنه تم تسليم ١٨ ألف أسرة وهو مجهود كبير، مشيرة إلى أن كل أسرة بها من ٤ - ٥ أفراد كل أسرة تحتاج إلى شهادات ميلاد وبطاقات شخصية حيث تواجه مشكلات عديدة لعدم اكتمال الأوراق أو النزاع على الوحدات السكنية وأيضا مواجهة علاقات اجتماعية متشابكة ومتعددة.
كما ثمنت "والي" على مجهود محافظ القاهرة في التعامل مع محافظة تعد من أكبر محافظات الجمهورية، مضيفة أن الارتقاء لا يكون فقط في الحجر لكن أيضا في البشر، مؤكدة أن المطلوب من الناس الحفاظ على المكان، كما للدولة دور في أن تعرف المستحق لبطاقات التموين ومعاش تكافل وكرامة وتمنحه وأن تعرف من يقدر على العمل ونوجد له عمل مناسب لقدراته ونعمل على تدريبه، وأن تعرف من يعاني من الأمراض و ننظم له القوافل الطبية ونعرفه بالخدمات الصحية وتتأكد الدولة من وجود تأمين صحي لهم.
ولفتت "والي" إلى أن الإيجار المدفوع في روضة السيدة هو نصف الإيجار في العشوائيات؛ حيث وصل الإيجار في المناطق العشوائية لنحو ١٠٠٠ جنيه بينما في روضة السيدة إلى ٣٠٠ جنيه.
وأكدت "والي" أن المنظور الذي تم على أساسه تنفيذ المشروع هو منظور حقوقي؛ حيث إن المواطنين لهم حقوق ومتطلبات وعليهم أيضا واجبات، مضيفة أن المنظور الحقوقي يوازن بين الحق والواجب؛ حق الناس أن يعيشوا في مكان نظيف وواجبهم ألا يرموا مخلفات، حق المواطن أن يمارس أولاده للرياضة لعدم تعرض الأولاد لمخاطر الشارع وليس من حق أحد أن يشوه المباني والحفاظ على المكان خارجيا كما نحافظ على بيوتنا من الداخل، والحفاظ على النسق المعماري للمكان كما هو والعمل على توعية الناس بالفرق بين الملكية العامة والخاصة.
كما قدمت الشكر إلى شباب مؤسسة اسمعونا؛ موضحة أنهم تصدوا لهذا المشروع وهو تحد كبير، مشيرة إلى أهمية الارتقاء بالبشر عن طريق الفن وممارسة الرياضة واكتشاف المواهب.
وأكدت "والي" أن الحفاظ على المكان يتطلب تعريف المرأة بحقوقها واكتشاف المواهب وتنظيم الأسرة ومحور التشغيل والانتظام في الذهاب إلى المدارس والالتزام بالتطعيمات حتى يصبح المكان نموذج تنموي يطبق في مناطق مطورة كالأسمرات.
وقد تم خلال الاحتفال عرض فيلم تسجيلي عن منطقة روضة السيدة وعن سعادة سكان المنطقة بالتغيير الذي تم بها بالإضافة الى التعرف على احتياجاتهم خلال الفترة المقبلة وفي ختام الاحتفال تم توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة ومؤسسة اسمعونا المسند اليها تنفيذ المشروع حيث قام بالتوقيع عن الوزارة عمرو عثمان مساعد وزير التضامن الاجتماعي وعن المؤسسة الدكتور محمد فتحي رئيس مجلس أمناء مؤسسة اسمعونا
جدير بالذكر، أن هذا المشروع يتم تنفيذه من خلال مكون تأهيل اجتماعي وتعديل للسلوك عن طريق تكوين مجموعات وروابط من الشباب بالمنطقة وتأهيلهم وتدريبهم على مجموعة من المهارات الحياتية وتعديل السلوك مثل نبذ العنف ، تقبل الآخر وتأهيل المقبلين على الزواج بالإضافة الى رفع وعي سيدات حي روضة السيدة من خلال اكسابهم العديد من المهارات الاجتماعية وتعديل السلوك والتعامل مع القضايا المختلفة منها التربية الوالدية والتعامل السليم مع الاطفال والنظافة وصحة المرأة وتنظيم الأسرة .
كما يعمل المشروع أيضاً من خلال مكون ثقافي وتعليمي حيث يتم تنفيذ مجموعة من البرامج الفنية المتنوعة منها مسرح وسينما الشارع والتي تتضمن رسائل المشروع المختلفة بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات واعظي وواعظات الازهر لنشر القيم وتنفيذ برنامج لمحو الأمية .