بعد غياب دام لنحو عقدين، يتطلع الهلال السعودي إلى استعادة عرش القارة الأسيوية على حساب أوراوا ريد دياموندز، عندما يحل ضيفًا عليه غدًا الأحد في إياب الدور النهائي لدوري أبطال آسيا لكرة القدم.
وللمرة الثانية في غضون ثلاثة أعوام، سيشهد استاد مدينة سايتاما اليابانية مواجهة مثيرة بين الفريقين نفسهما على كأس البطولة الغالية، وتأشيرة التأهل إلى بطولة كأس العالم للأندية.
وقبل عامين، تعادل الهلال على ملعبه 1 / 1 ذهابا ثم خسر صفر / 1 في سايتاما إيابًا، ليتوج الفريق الياباني بلقبه الثاني في البطولة بعد التغلب على الهلال 2 / 1 في مجموع المباراتين.
والآن، وبعد فوز الهلال على ملعبه ذهابًا 1 / صفر قبل أسبوعين، ستكون مباراة الإياب غدًا على ملعب سايتاما، بمثابة فرصة ذهبية أمام الهلال لتحقيق كل شيء، ولكن عدم قدرة الفريق على تدعيم فوزه ذهابًا بنتيجة إيجابية، في مباراة الإياب غدًا سيعني خروجه من البطولة هذا الموسم خالي الوفاض.
ويحتاج الهلال في مباراة الغد للفوز بأي نتيجة أو التعادل أو حتى الخسارة بفارق هدف واحد بشرط هز شباك أورواوا في عقر داره.
ويتطلع الهلال "الزعيم" إلى تحقيق جملة مكاسب من مباراة الغد يأتي في مقدمتها بالطبع الفوز والتتويج باللقب الأسيوي، كما يسعى لمزاحمة بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي في صدارة قائمة الفرق الأكثر إحرازا للقب، حيث سيكون الثالث له متساويا مع النادي الكوري، علمًا بأن أوراوا يطمح أيضا للفوز باللقب الثالث له في البطولة ومزاحمة بوهانج ستيلرز.
كما يسعى الهلال للثأر من أوراوا بعد عامين من السقوط أمامه في سايتاما في نهائي البطولة عام 2017.
وفي نفس الوقت، يحلم الهلال بمشاركته الأولى في بطولة العالم للأندية بشكلها الحالي حيث كان آخر فوز للهلال بدوري الأبطال الأسيوي في 2000 قبل سنوات من إقامة مونديال الأندية بشكله الحالي.
وإذا توج الهلال باللقب الأسيوي غدًا، سيكمل عقد المشاركين في مونديال الأندية الذي تستضيفه الدوحة خلال الفترة من 11 إلى 21 ديسمبر المقبل حيث تأتي مباراة الغد بعد أقل من 24 ساعة على حسم لقب بطولة كأس ليبرتادوريس، حيث يلتقي ريفر بليت الأرجنتيني مع فلامنجو البرازيلي مساء اليوم السبت في نهائي ليبرتادوريس على البطاقة قبل الأخيرة لمونديال الأندية.
انتهت المهمة بنجاح.. على الطريقة الإسبانية الفرعنة يسرقون اللقب بـ"القناع"
في نفس الوقت، يحاول الهلال منح الكرة السعودية لقبها الخامس في بطولات دوري أبطال آسيا، حيث توج الهلال باللقب الأسيوي في عامي 1992 و2000، فيما توج به اتحاد جدة في 2004 و2005 ومنذ ذلك الحين عاند الحظ الأندية السعودية أكثر من مرة رغم اقترابها من اللقب ببلوغ النهائي عدة مرات.
وبعد فوز الاتحاد بلقبه الثاني في 2005، سقط الفريق أمام بوهانج ستيلرز 1 / 2 في نهائي 2009 ثم خسر جاره أهلي جدة أمام أولساي هيونداي صفر / 3 في نهائي 2012.
كما تعثر الهلال أمام ويسترن سيدني في نهائي 2014 بالخسارة صفر / 1 في مجموع المباراتين، قبل أن يسقط مجددا أمام أوراوا ريد دياموندز في نهائي 2017.
ويأمل الهلال في كسر سو الحظ هذه المرة والتتويج باللقب الأسيوي على حساب الفريق الياباني، ليكون اللقب الثالث له والخامس للأندية السعودية في البطولة القارية.
وتمثل المواجهة بين الهلال وأوراوا حلقة جديدة في مسلسل الصراع بين فرق غرب وشرق آسيا، علمًا بأن التفوق من حيث عدد الألقاب يصب في مصلحة أندية شرق القارة.
كما أن سجل اللقب في السنوات القليلة الماضية لا يقف في صف الهلال، حيث احتكرت أندية شرق وجنوب شرق القارة اللقب منذ 2012.
ولكن الزعيم يتطلع إلى الاستفادة من فوزه في مباراة الذهاب، لاستعادة اللقب القاري على ملعب سايتاما غدًا.
وكان الهلال فرض سيطرة شبه مطلقة على مجريات اللعب في مباراة الذهاب على ملعبه، لكن لاعبيه تسابقوا في إهدار الفرص السهلة واكتفوا بهدف نظيف جاء بضربة رأس من المهاجم البيروفي أندري كاريلو في الدقيقة 60.
ولهذا، سيواجه الهلال غدًا أكثر من تحد مثير حيث يحتاج الفريق للتغلب على حالة الطقس والأمطار في سايتاما حاليًا، إضافة لمواجهة المساندة الجماهيرية الكبيرة التي يحظى بها أورلااوا على ملعبه.
وكانت الأيام القليلة الماضية شهدت نزوح أعداد كبيرة من مشجعي الهلال إلى اليابان لمؤازرة الفريق في هذه المهمة الصعبة.
ومن بين التحديات التي يواجهها الهلال في مباراة الغد أيضًا، ستكون قدرة اللاعبين على استغلال الفرص وأنصاف الفرص في هذه المباراة الحاسمة لاسيما وأن تسجيل هدف في مرمى أوراوا غدًا سيصعب بشدة من مهمة الفريق الياباني الذي سيكون بحاجة وقتا لتسجيل ثلاثة أهداف من أجل الفوز باللقب.
ويعتمد الروماني رازفان لوشيسكو المدير الفني للهلال بشكل كبير على اللاعبين الدوليين في صفوف فريقه، حيث يضم الهلال بين صفوفه سبعة من نجوم المنتخب السعودي الذي تغلب على منتخب أوزبكستان 3 / 2 في عقر داره قبل أيام ضمن التصفيات المشتركة المؤهلة لبطولتي كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 بالصين.
واللاعبون السبعة هم محمد البريك وعبد الله عطيف وهتان باهبري ونواف العابد وسلمان الفرج وسالم الدوسري وياسر الشهراني.
والحقيقة أن اللاعبين السبعة قد يكونون الأكثر جاهزية في ظل غياب الهلال عن المباريات الرسمية والودية على مدار أسبوعين كاملين منذ خوض مباراة الذهاب في النهائي الأسيوي.
وكانت مباريات الدوري السعودي توقفت في الفترة الماضية بسبب روزنامة المباريات الدولية.