"الدهن في العتاقي".. ذئب بشري يرتكب جريمة مخجلة بـ"مسنة محرم بك"

الاربعاء 20 نوفمبر 2019 | 09:21 مساءً
كتب : دينا سليمان

اعتدنا في السنوات الأخيرة على سماع جرائم الاغتصاب الملحقة بقتل المجني عليها للتخلص من آثار الجريمة المخجلة في حق الجاني، وكان السائد أن القائم بالواقعة يكون من أصحاب الأيادي العاطلة أو متعاطي المخدرات أو ذو السمعة السيئة، والغالب أن تكون الضحية مما هم في سن الشباب وعزها كما يقال.

ولكن في الآونة الأخيرة أصبح يتردد على أذاننا إغتصاب طفلة أو محاولة الاعتداء الجنسي والتحرش بمسنه، ولكن الشاذ على مسمعنا أن صاحب الأخلاق، الحريص على اداء الصلاة في وقتها بالمسجد يقع في شبكة الشيطان ويغوية بعد أداء الصلاة مباشرة، لإرتكاب هذة الفاحشة الشنعاء، ويترك أهواءه وشهواته تتحكم به وينسى أنه منذ دقائق كان بين يدى الله، ويسقط فريسه في أنياب الشيطان ليثبت قوته أنه مازال يعافر للتلاعب بعقول البشرية وإغوائهم وجعلهم يرتكبون السيئات.

لم تكن تعلم "م.ع" التي أطال بها العمر حتى صارت في العقد السادس من العمر، صاحبة السمعة الطيبة التي أتى عليها الزمن وبعد أن كانت تسكن بين 4 حيطان في شقة مغلق عليه باب يحميها من أنياب الذئاب البشرية، قد أتى الزمن أيضا على منزلها الذي كانت تتستر فيه وأصبح لا يصلح للعيش به، وأصبحت السيدة المسنة في الشارع لا سكن له، فأشفق عليها شخص ذو قلب رحيم وأسكنها بغرفة بجوار أحد المساجد بمنطقة محرم بك بالإسكندرية، كانت تستخدم لتحفيظ القرآن.

وذات يوم ذهب"محمد.ع.م" البالغ من العمر40 عام، يعمل نجار، لأداء صلاة الظهر بالمسجد المجاور لغرفة الـ مسنه، كما اعتاد وبعد انتهائه من أداء الفريضة خرج من المسجد وارتدى حذائه ليعود كي يكمل عمله، فبدأ هنا الشيطان يندث بين أفكاره ويوسوس له بالدخول لغرفة الضحية.

ولم يتردد الجاني لحظة عن الاستجابة لرغبة الشيطان، وأقتحم الغرفة وعندما شاهدته المجني عليها بدأت في الصراخ، لتستنجد بالجيران، فخوفا من الفضيحة دفعها الذئب البشري على الأرض، وعقب سقوطها، تكشفت أجزاء من جسدها، فأغواه الوسواس القهار، لمواقعتها جنسيا.

وبعد أن قام باغتصابها لم ينهي الأمر عند هذا الحد، ولكن بدأ يستوعب بشاعة فعلته، وتخيل الفضيحة عند انكشاف أمره بين الناس، فقرر إخفاء معالم الجريمة بالتخلص من العنصر الأساسي في كشف أمره.

وقام بالتخلص من المجني عليه بخنقها بطرحة الصلاة، وتركها جثة هامدة ملقاه أرضا وفرا هاربا.

وبعد قليل عثر الأهالي على السيدة المسنة، مفارقة الحياة ولكن تركت ورائها سيرتها العطرة بين سكان منطقتها.

تعود أحداث الواقعة عندما أشرف المستشار محمد عبدالسلام، المحامي العام لنيابات استئناف الإسكندرية على التحقيقات الخاصة، بمحضر يحمل رقم ١٠٦١٤ لسنة ٢٠١٩ إداري محرم بك، أفاد العثور على جثة سيدة مسنة داخل شقتها بشارع على بك الكبير بنطاق دائرة القسم الذي على إثره انتقلت قوة أمنية من ضباط المباحث إلى مكان البلاغ لعمل المعاينة، وتبين وجود جثة المجني عليها "م.ع" البالغة من العمر 60عام، ربه منزل، مسجاة على الأرض وبمناظرتها تبين وجود سحجات وكدمات بمناطق مختلفة من جسدها ووجود قطعة من القماش حول رقبتها، كما ثبت من تقرير الطب الشرعي المبدئي تعرض المجني عليها للاغتصاب.

وعقب إجراء كشف الطب الشرعي المبدئي، تم تشكيل فريق من الأمن العام، لكشف ملابسات الواقعة، وكشفت التحريات أن المتهم "محمد.ع م"٤٠ سنة، نجارموبيليات، مقيم سيدي بشر قبلي اول المنتزة، هو مرتكب الجريمة، وعقب استئذان النيابة العامة ألقى القبض عليه وأحيل إلى النيابة لمباشرة التحقيق.

وبمواجهته أمام النيابة العامة إعترف أنه معتاد التردد على مسجد عمار بن ياسر في أوقات الصلاة، ويوم الحادث عقب صلاة الظهر دعاه الفضول لدخول غرفة مجاورة لمدخل المسجد كانت تستخدم دار تحفيظ قرآن ولم يكن يعلم أن المجنى عليها انتقلت للعيش فيها بعد تصدع منزلها.

وأضاف المتهم، في التحقيقات، أنه أثناء تواجده في الغرفة فوجئ بالمجني عليها تدخل الحجرة وبمجرد مشاهدته صرخت فقام بدفعها لإسكاتها ولكنها سقطت على الأرض، مشيرا إلى أنه "بمجرد سقوط الضحية على الأرض تكشفت أجزاء من جسدها فأغواه الشيطان بمواقعتها جنسيا وبالفعل انكب عليها وشل حركتها وما إن أفرغ شهوته سارع بخنقها بيده وأكمل عليها بطرحة الصلاة، ثم لاذ بالفرار بعد أن سرق هاتفها المحمول ودبلة يدها".

وجاء في محضر التحريات، التي أشرف عليها العميد شريف البيلى وكيل مباحث الإسكندرية، أن كاميرات المراقبة أظهرت دخول المتهم مسجد "عمار بن ياسر" وعدم خروجه مع المصلين وعقب عودة المجني عليها تفاجئت بتواجده بالمسجد فظنت أنه لص فتعالت صرخاتها الأمر الذي جعل المتهم يقوم بخنقها ودفعها داخل منزلها.

وأضافت التحريات أن انكشفت عنها عورتها فواقعها جنسيا مكمماً فمها فحدثت وفاتها ثم قام بسرقة بعض المنقولات من داخل شقتها وفر هارباً ظناً منه أنه سيفلت من العقاب إلا أن جهود البحث تمكنت من رصده بإحدى الكاميرات وتتبع خط سيرهروبه وعقب تحديد هويته تم استئذان النيابة العامة في ضبطه أثناء اختبائه بمنطقة العامرية غرب الإسكندرية".

وبمواجهة المتهم بما أسفرت عنه التحريات اعترف بارتكاب الواقعة تفصيليا وبما جاء بمحضر تحريات الشرطة وأرشد عن المسروقات وهى الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليها ودبلة فضة نزعها من اصبعها بعد أن قتلها ومبلغ مالي.

وبعرض نتائج التحقيقات على المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، قرر حبس المتهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد المقترن بالسرقة والاغتصاب واستعجال تقرير الصفة التشريحية للمجني عليها.