حوار| حلمي بكر: المهرجانات "سرطان" أصاب الفن.. والأطفال يقلدون أغنية "البانجو مش بتاعي"

الثلاثاء 12 نوفمبر 2019 | 11:33 مساءً
كتب : أحمد عفيفي

برامج اكتشاف المواهب سبوبة فاشلة.. ولا أعترف بـ"المينى ألبوم"

محمد منير قدم للعالم لوحة فنية من داخل مصر.. والفن فى أسوأ أحواله

مطربو المهرجانات بلطجية و"بائعو كشرى" ويجب وضعهم فى حوض أحماض لتنقيتهم من التلوث

حمو بيكا صفر فى الغناء ووضعته على قائمة الحظر

أغير على الأغنية المصرية وكأنها من أهل بيتى.. وارتفاع أسعار تذاكر مهرجان الموسيقى العربية شائعات

ملحن مصري عاصر مطربي العصر الذهبي في الأغنية المصرية، ولحن حوالى 1500 لحن لكبار الأغنية المصرية، وقدم أيضاً 48 مسرحية غنائية، واكتشف العديد من المواهب، يكره مطربى المهرجانات ولم يسلم أحد من انتقاده الفنى الشديد، وأطلق عليه البعض لقب المنتقد.. إنه الملحن الكبير حلمى بكر الذى كان لنا معه هذا الحوار الشيق الذى لا يخلو من الصراحة ليكشف لنا عن كواليس الأغنية المصرية فى الوقت الراهن ولماذا اختلفت عن عصر العظماء "كوكب الشرق" والعندليب وعبدالوهاب وغيرهم ورأيه فى أغانى المهرجانات ومن يؤدونها، فإلى نص الحوار.

كيف ترى الدورة الـ"28" من مهرجان الموسيقى العربية؟

فى الحقيقة مهرجان الموسيقى العربية مميز للغاية، وبالأخص الدورة الـ"28"؛ لأنها تحتوى على الكثير من النجوم المطربين العرب الذى وصلت شهرتهم إلى العالمية، ويجب على الجمهور أن يأتى إلى الأوبرا لحجز تذاكر المهرجان، لكى يعرفوا الفرق بين أغانى المهرجانات والطرب الأصيل الذى يطرب الأذن ويغزى الروح والعقل.

كيف ترى مشاركة محمد منير فى حفل الافتتاح للمهرجان؟

شىء جيد للغاية، فالمطرب محمد منير قدم لون الفن الذى تتميز به النوبة، وهذا النوع لاقى إقبالا من الخارج، والدليل على ذلك أن منير اشترك مع الكثير من العازفين العالميين، والعالم فرح بفن منير، فما المانع أننا نقدم محمد منير لجمهوره الذى يعشقه، ولا يمنع أيضاً أن الدورة المقبلة من مهرجان الموسيقى العربية تقدم عمرو دياب فى حفل الافتتاح، فهذا لصالح هؤلاء المطربين، حتى يتحدث العالم عن احتفالنا بهؤلاء المطربين، فيجب أن نتقدم بالمهرجان ولا نقف فى أماكننا وتكون كل دورة شبيهة للتى قبلها، فمنير قدم بأعماله لوحة فنية إقليمية من داخل مصر، ولم يختلف أحد من الجمهور على فن محمد منير.

هل أسعار تذاكر مهرجان الموسيقى العربية باهظة كما يدعى البعض؟

لكى تنجح هذه الدورة يجب علينا أن نصحح الشائعات التى تلاحقها بشكل مستمر، والحقيقة أن أسعار التذاكر متفاوتة من فنان لآخر، حيث يحدد السعر وفقا لطبيعة أجر المطرب، إذ أن هناك عددا من المطربين يحصلون على أجور مرتفعة، فالمهرجان تذاكره فى متناول الجميع والجميع يستطيع أن يحضر مهرجان الموسيقى العربية فى دورتة الـ"28".

ما هو تقييمك للفن المصرى فى تلك الفترة؟

الفن الآن فى أسوأ الأحوال، والدليل على ذلك أن الأطفال أصبحوا يقلدون أغنية "البنجو مش بتاعى"، فكيف لنا أن نطور حال الفن المصرى، فتطوير الفن المصرى يحتاج إلى حوض أحماض من معمل الكيمياء لوضع المطربين به لكى ننقيهم من التلوث الذى يصدرونه للجمهور المصرى، فإذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت الرقص.

ما هو تقييمك لأغانى المهرجانات؟

مهرجان تعنى كرنفالًا، وهذه الأغانى هى سرطان وليست كرنفالا فنيا، فمن يقدمونها هم بائعون على "عربيات كشرى" وليس مطربين، فلا أحد يشفى من السرطان إلا بالوهم، فأنا لا أعترف بهم ولا أريد أن يسمعهم أحد لأنهم بالفعل أفسدوا الذوق العام، ومعظمهم لا يعرف القراءة والكتابة فهم لا يدركون خطورة ما يقدمونه ويبثونه للشباب، وأشكر نقابة المهن الموسيقية والنقيب هانى شاكر على موقفه الحاسم معهم؛ لأنهم بالفعل بلطجية وليسوا مطربين وأكبر دليل على ذلك ما فعله "حمو بيكا" بنقابة الموسيقيين.

لماذا رفضت "حمو بيكا" كمطرب أثناء خضوعه للجنة اختبار نقابة المهن الموسيقية؟

حمو بيكا خضع بالفعل لاختبار نقابة المهن الموسيقية فى شعبة الغناء، وكان تأشيرى على استمارته بتوقيع لا يصلح، فهو لا يعرف أى شىء عن الطرب وعن الغناء، وصوته لا يصلح للغناء، فلهذا وقعت بذلك، فأنا لا أضطهده وإن كان يصلح كان أخذ أى تصويت من لجنة الاختبار ولكن اللجنة أجمعت على أنه لا يصلح ليس أنا فقط من قال هذا، وهو حاول الاتصال بى ولكننى وضعته فى قائمة المحظورين من الاتصال.

ما هو رأيك فى عودة مطربى التسعينيات بألبومات جديدة خلال تلك الفترة؟

هذا استنزاف للوقت والمجهود، هم بالفعل طرحوا ألبومات جديدة ولكن لم يتقبلها الجمهور لأنهم لم يواكبوا العصر، فهم طرحوا تلك الألبومات بنكهة التسعينيات ونحن الآن فى عام 2019 فهناك اختلاف فى الأجيال، فنجوم التسعينيات يغرقون فى وهم التاريخ الذى حققوه من قبل وإن استمروا فى ذلك الأمر سيمحون تاريخهم من ذاكرة الجمهور المصرى.

بالرغم من وجود مهرجانات عالمية فى الفن، لماذا لا يوجد بمصر مهرجان موسيقى عالمى؟

مصر كان بها مهرجان موسيقى عالمى يشارك به العديد من المطربين العالميين من جميع أنحاء العالم، وكنت أمين عام المهرجان، ولكن المهرجان لم يتم بسبب تكلفته العالية، وكان به حفلة تحمل اسم "ليلة العظماء" وكان يوجد به أيضاً مطربون عرب، وكان وزير الثقافة هو السبب فى استقالتى من المهرجان وتوقف المهرجان بعدها.

إلى أين تتجه المزيكا خلال الفترة المقبلة؟

لا أحد يعلم الغيب ولكن المزيكا فى الفترة الماضية فى انهيار فنى، واتجاهات المزيكا خلال الفترة المقبلة سوف توضح إلى أين ستذهب، فيجب علينا أن نضع خطوطا عريضة يسير عليها أهل الفن لتطوير المزيكا والفن المصرى حتى نحافظ على ما قدمه لنا العظماء.

ما هو الاختلاف بين عصر كوكب الشرق والعندليب والعصر الحالى؟

الاختلاف فى القيمة، فجيل العندليب وأم كلثوم له قيمة فنية كبيرة أما الجيل الحالى بلا قيمة إلا من رحم ربى، وهذا ما تعلمناه بالفطرة، فالآن الجهل هو سيد الموقف فيجب علينا أن نتثقف أكثر.

لماذا دائماً يصفونك بالمهاجم والمنتقد لكل ما هو جديد؟

أنا دائماً لا يعجبنى أى شىء يسىء للأغنية المصرية، فأنا أغير عليها وكأنها من أهل بيتى، وأنا لا أنتقد شخصا بعينه فأنا أحلل ما يقدمه المطربون، وأنتقده إذا كان خاطئا ولا يليق بمستوى الفن المصرى العريق، فنحن من صدرنا الفن للعالم بأجمعه ويجب علينا أن نستمر على هذا النهج.

ما رأيك فى ظاهرة المينى ألبوم؟

لا أعترف بها، فالمطرب الناجح هو ما لا يخشى الفشل، فكل من يقدمون مينى ألبوم هم مطربون يخشون الفشل، ومن المعروف أن الألبوم هو أساس الأغنية المصرية فلماذا نختصره أو نقلصه، فيجب على المطربين أن يختاروا أغانى الألبومات بعناية ويقدمون ألبوما كاملة.

ما هو تقييمك لبرامج المسابقات الغنائية؟

هذه البرامج ما هى إلا مجرد سبوبة فنية لجذب المال فقط، ولا تعتبر "سى فى" لأى شخص يشارك بها، فالمتسابق يجد الدعم الكامل أثناء عرض البرنامج ومع انتهاء عرض البرنامج يجد نفسه فى الشارع، والدليل على ذلك الأمر أن معظم من نجح فى تلك البرامج ليس له أى وجود فى الوقت الحالى.