الإنسان يشعر بموته قبل أن يأتيه الأجل بأيام.. فيما يبدو أن هذه المقولة السابقة لم تكن مجرد خرافات كما وصفها البعض، ولكنها أصبحت تلامس الحقيقة في حالاتٍ كثيرة، فعلى غرار الرسائل الأخيرة التي كتبها الفنان الشاب هيثم أحمد زكي عن اقتراب أجله، كان أحمد الحلواني، يتجهز لمثواه الأخير في الأيام المتبقية ليقابل ربه.
الموت صار يراوضه طوال الوقت، ولم يفكر بشيء غيره، فعلى الفور بدأ يفرج عن فسه تلك الهموم بمشاركة الأصدقاء ، حيث كتب في تدوينة قصرة على صفحته، عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قبل 5 أيام من موته يقول فيها : "وداعًا للحياة"، وكأنه ينقش السطور الأخيرة في حياته لتظل ذكرى للأصدقاء عبر العالم الفضائي.
"مش عايز يصرف على العيال".. زوجة الحداد المنتحر في حلوان تروي التفاصيل
تلك العبارة الصغيرة، كانت علامة على أنه ينوي التخلص من الحياة بسبب الضغوط التي ضيّقت عليه الدنيا بما رحبت، حيث نشر بعد هذه التدوينة بيومين منشورًا أخر يقول فيه: "حسبي الله في كل من يخرب بيوت الناس بالفتنة، حسبي الله ونعم الوكيل في كل من يجعل طفلا صغيرا يتيمًا"، وذلك عقب ولادة طفله الصغير بيومين.
كان المقدم أحمد البنداري، رئيس مباحث قسم شرطة حلوان، تلقى بلاغا من الأهالي، بمنطقة العزبة القبلية، مفاده، انتحار جارهم، داخل محل عمله، وبالانتقال والفحص تم العثور على جثة المدعو "أحمد حسن معوض"، حداد، ومعلق بحبل غسيل أعلى سقف المحل الخاص به، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتباشر النيابة التحقيقات.
عقب الانتقال إلى مكان الواقعة، أجرت قوات مباحث قسم شرطة حلوان، تحقيقاتها حول الواقعة حيث استمعت لأقوال زوجته "لمياء إبراهيم" التي قالت إن زوجها ترك المنزل منذ 20 يوما، ولا تعرف أي شيء عنه، بسبب خلافات بينهما، لرفضه الإنفاق على أبنائه، بسبب مروره بضائقة مالية، عقب خروجه من السجن حديثا على خليفة قضاء عقوبة 15 عاما.
وأضافت خلال التحقيقات التي أجرتها مباحث حلوان، إنها وضعت مولد من 3 أيام، وفوجئت بخبر انتحار زوجها بشنق نفسه داخل الورشة محل عمله، وترك جواب بجواره يبرر سبب انتحار لوجود خلافات بينه وبينها.