"إمام الدعاه" لم يكتسب الشيخ محمد متولي الشعراوي هذا اللقب فقط بل اكتسب أيضًا قلوب الكثير من الرواد والتابعين، لذا فمع أي محاملة لانتقاد الشيخ يثار الكثير من الجدل ويقع الشخص الذي أثار الهجوم محل انتقاد الجميع من محبي الشيخ الراحل، وبالرغم من حدوث أزمات عدة لمثل هؤلاء الأشخاص الذين خرجوا علنا لانتقاد الشعراوي وأفكاره إلّا أنّ هذا الأمر يتكرر في كل عام.
خلال الأيام القليلة الماضية خرجت أسما منير نجل الفنان شريف منير لتهاجم بعضًا من أفكار الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، ووصفتها بالتطرف لينهال عليها الهجوم من كل اتجاه وعلى كآفة الأوساط، وبالرغم من خروجها للاعتذار عن مابدر منها إلا أنّها لم ترحم من الهجوم والنقد، هذا الأمر الذي لم يحدث مع أسما فقط بل أصبح أمرًا معتادًا مع جميع من يهاجمون الشيخ الشعراوي، سواء كان إعلاميين أو مثقفين.
«لم أر شيخًا يمثل مجموعة من الأفكار الرجعية المناهضة للعلم والتقدم إلا الشعراوي، ولم أصادف رجلًا مثله يستخدم كل المنح الربانية التي أنعم بها عليه فيما يخدم التطرف»، تلك الكلمات التي خرج يرددها الإعلامي والكاتب إبراهيم عيسى ، مهاجما الشيخ الشعراوي، فالجميع يعلم جيدا الرأي الذي يعتنقه إبراهيم عيسى تجاه الشعراوي حتى أنّه قد صدر كتابا عنه في التسعينات تحت عنوان «أفكار مهددة بالقتل: من الشعراوي إلى سلمان رشدي»، وصف حينها إبراهيم عيسى أفكار وآراء الشيخ الشيخ الشعراوي بالمتطرفة والداعية للإرهاب والقتل، وبالرغم من الهجوم الشديد عليه إلا أنّه لم ينآى عن هذا الفكر، بل وصل به الحال إلى وصفه بأنّه عبارة عن مجموعة من الأفكار الرجعية المناهضة للعلم والتقدم بل أنّه ستخدم كل المنح الربانية التي أنعم بها عليه، في خدمة التطرف.
أسما منيرلم تكن وحدها إبراهيم عيسى أيضًا لم يكن هو أول المهاجمين بل لم تخلو قائمة المنتقدين للشيخ الشعراوي بعد، فقد خرج من قبل الكاتب خالد منتصر مهاجمًا الشعراوي؛ بسبب تصريحاته التي قال فيها إنه سجد لله شكرًا على هزيمة مصر في حرب 1967، بل أيضًا هاجم المتطرفين في حب الشعراوي بسبب تبرريهم لما فعله بأنه انتصار للدين، بل خرجت بعده أيضًا فريدة الشوباشي لتهاجمه على نفس هذا الفعل.
الشيخ الشعراوي لازالت أفكاره وآرائه مرجع يعتد بيه في العديد من الحلقات والدروس الإسلامية، إلّا أنّه كان أكثر الشيوخ الذي حصلوا على نقد وهجوم كبير بسبب تلك الأفكار التي لم ترقى لعقول البعض ممن هاجموه.