ليس من السهل استقرار العراق في الظروف الراهنة، رغم أنه لم يستقر منذ تكوينه، ولكن اليوم أصبح الوضع أكثر تعقيدا بسبب كثرة التدخلات الخارجية و عدم توافق بعض مكوناته، بسبب المصالح الذاتية التي أدت إلى ما آل إليه عراق اليوم.
لكي نكون صادقين مع أنفسنا وبعضنا؛ فالمرحلة التي يمر بها العراق ليست يسيرة، بل من أصعب فترات تاريخه، يعتقد البعض من أصحاب المصالح الذاتية والخاصة أنه منذ فترة تولي الدكتور عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء أصبح العراق مهمشا، دون التفكير بعقلانية وحكمة فى أن الفساد وسوء الادارة منذ 2005 حتى يومنا هذا تراكمت تداعياتهما، وأصبح الشعب الضحية، مع عدم تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين.
فمدينة البصرة أغلى وأغنى مدينة في العالم أصبحت أفقر مدينة في العالم، فمن المسؤول؟ أليس الذين حكموا العراق منذ 2005 هم من يتحملون مسؤولية ما يحدث الآن فى البلاد؟.
في العام 2012 تقريبا، أعلن الزعيم الكردي مسعود البارزاني في يوم 21 مارس "العيد القومي للشعب الكردي"، وسط احتفالات جماهيرية في أربيل، أن العراق يتجه نحو الديكتاتورية و الانهيار وعلينا جميعا العمل من أجل الوقوف بوجه ديكتاتورية جديدة و بناء العراق حسب الدستور، لكن البعض تصرفوا حسب أهوائهم وكانوا سببا في سيطرة داعش على المناطق الغربية من العراق و كانت بغداد قاب قوسين من الانهيار.
من يدعي اليوم بإجراء انتخابات و تعطيل البرلمان و تعديل الدستور لا يفكر في مصلحة العراق، وإنما دعم أجندات خارجية، ولا يفهم في مواد الدستور وحتى بعض القرارات التي صدرت من البرلمان اليوم ضد مواد الدستور و عمل البرلمان.
العراق ليس ملكا لفئة معينة أو قومية معينة، وإنما ملك جميع مكوناته؛ ولا يجوز تهميش أو محاولة تهميش أي عرق من مكونات العراق، فهذا البلد سيظل قويا بلم الشمل والعمل من أجل كافة مكوناته دون تمييز، وإلا سيصبح في خبر كان.
الواجب الوطني يحتم على الجميع العمل من أجل عراق ديمقراطي فيدرالي تعددي، بعيدا عن الأجندات الخارجية و الطائفية والمذهبية، ولا اعتقد بهذه التصرفات والأعمال سيكون العراق موحدا، وخاصة وسط تحركات ولعب الكبار فى المنطقة، وهم يستهدفون الانفراد بكل عرق على حدا لتحقيق أغراضهم ومصالحهم، وكل لبيب بالإشارة يفهم.
*كاتب صحفي عراقي كردي