تحركاته تشبه خفافيش الظلام، تسبب في فزع العديد بجانب قلق الدول التي تخشي من تحركاته الدامية والتي من شأنها خلخلة نظام بأكمله، رجل دموي، إرهابي متطرف، لا يعرف الرحمة، مسميات عديدة أطلقت على زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، الذي لقى حتفه جراء العملية الأمريكية التي أطلق عليها "كايلا مولر"، داخل مقره بسوريا.
وجاء مقتل البغدادي المحظور في العديد من دول العالم، ليثير العديد من التكهنات والتساؤلات حول الزعيم القادم الذي يستطيع أن يتتدبر الأمر سريعاً خوفاً على مستقبل تنظيم داعش في العراق وسوريا.
ولعل أبرز الأسماء التي تم ذكرها، عبد الله قرداش الذراع الأيمن للبغدادي.
نشأته قرداش
ولد في بلدة تلعفر، شمال غرب مدينة الموصل بالعراق، وتعد تلك القرية إحدى ركائز قيادات تنظيم داعش بعد سقوطه في الموصل.
رفيقه بالسجن وخلال الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على العراق عام 2003، رافق عبد الله قرداش، البغدادي في سجن "بوكا" بمحافظة البصرة جنوب العراق، هذا السجن يديره القوات الأمريكية.
أشرس قادة التنظيم
يصفه العديد أنه من أشرس قادة التنظيم وأكثرهم دموية، بجانب أنه سيعمل خلال الأيام القليلة المقبلة بعمليات متفرقة على نطاق كبير، ليوجه رسالة إلى عناصر التنظيم ويثبت لهم أنه قادر على قيادة داعش بل والانتقام لقتل زعيمهم البغدادي، وبطريقة الدم والنار المعتادة كي يجعل العناصر يخشوه ويعلنون الطاعة له ولأوامره، وفقاً لما ذكرته العديد من التقارير الخارجية.
مجهول لم يتمكن حتى الآن أحدا من معرفة مكان تواجد قرداش، ولكن رجحت تقارير إعلامية متعددة أن الخليفة القادم للبغدادي يتواجد بالعراق.
انتصار ترامب
لن يغفل أحد عن أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يعد أكبر المستفيدين من مقتل البغدادي، جراء حربه مع اللتظيم خلال السنوات القليلة الماضية وخاصة داخل الأراضي السورية.
يذكر أن البغدادي كان أكبر العناصر المناهضة لانسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، لتنقلب الطاولة ويصبح المشهد داخل صفوف جماعة التنظيم المتطرفة أكثر ضبابية بين العديد من الجبهات.
"النصرة" أكثر المستفيدين بالنظر إلى الجبهات بداخل التنظيمات الإرهابية، نجد أن مقتل البغدادي فتح الباب أمام العديد من الميليشيات الإرهابية والجبهات لفرض هيمنتها، ولعل أبرزهم "جبهة النصرة" التي تعد أكبر المستفدين من مقتل البغدادي، بجانب أنها تعد الآن الأكثر تماسكاً بخلاف قوتها.
ووفقاً للعديد من التقارير، أصابع الاتهام وجهت لجبهة النصرة، بأنها اتفقت مع العناصر الأمريكية في عملية التخلص من أبو بكر البغدادي، حيث أكدت التقارير أن البغدادي كان يتواجد في مقر أبو البراء، الذي يعد ضمن تنظيم حراس الدين التابعة لجبهة النصرة بأدلب السورية.
لغز الجولاني
تساؤلات عديدة فرضها حادث مقتل البغدادي ولعل أحد أهمها، لماذا ترك ترامب أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، خاصة أن العديد من التقارير أكدت تواجد الجولاني وقت حادثة مقتل البغدادي، لغزاً يدعو للتفكير وبشكل أكبر وقوع العملية أيضاً جاء بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لمنطقة الهدير، وقتما قررت قوات الرئيس الأمريكي إجراء عمليات آخري بدافع محاربة الإرهاب، وحتى لا يقتصر على روسيا وسوريا.
قبلة الحياة
تحركات عناصر البيت الأبيض وبخاصة وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، ورئيسه ترامب، تؤكدا أن واشنطن تريد إحياء أطراف آخرى من التنظيمات الإرهابية المتعددة على رأسها جبهة النصرة وحراس الدين وجيش البادية، ولا يغفل أحد أن من أهمها هو تنظيم خراسان والذي يستهدف إيران، ما يؤكدا أن البيت الأبيض يسعى وبقوة إلى أن تتوسع حركة تلك التنظيمات وتصل إلى دول شرق آسيا ومنها الصين وإيران.
محاولة واشنطن لنشر الجماعات المتطرفة، غرضها الرئيسي إشغال الجيوش لدول المنطقة بالحروب والصراعات من أجل مبيعات الأسلحة وإنعاش الاقتصاد العسكري للشركات الأمريكية.
دلائل تؤكد أن خسارة المساحة الجغرافية لداعش لا يعني تفكك التنظيم الإرهابي، والسبب يعود لانتشار القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن، بجانب أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعمل على نشر تنظيمات جديدة وتحديدا بجنوب سوريا والعراق وليبيا.
واشنطن تنتقم
ترى الولايات المتحدة أن انتصار روسيا وسوريا على الجماعات المتطرفة ضربة قوية من جانب موسكو، لذا تسعى وبقوة لدفع هذه التنظيمات الإرهابية المتطرفة إلى الانتشار انتقاما من الجانب الروسي المنافس الشرس للبيت الأبيض، في محاولة للرئيس الأمريكي ترامب، لتجنيب موسكو من التأثير الدولي.
نهاية الخلافة
اختيار عبد الله قرداش ليكون زعيم تنظيم داعش المقبل عقب مقتل البغدادي، غير من أيدولوجية التنظيم والتي تعتمد على نظرية الخلافة التي أعلنها البغدادي، ما سيقلص من حضوره الدولي وجلب مقاتلين من مختلف الجنسيات.