بعد العملية التي بدأتها تركيا في سوريا قبل أيام تزايدت المخاوف التي تعلقت بمحاولة عودة تنظيم داعش الإرهابي من جديد في المنطقة خاصة بعدما ساهمت العملية التركية في هروب عدد من السجناء الدواعش من السجون التي كانت تسيطر عليها عدد من قوات سوريا الديموقراطية، لكن الأمر شديد الخطورة وهو محاولة خروج البعض من المخيمات والمعسكرات التي تحوي آلاف الدواعش وذويهم من النساء والأطفال والذين بدؤوا يستعدون للخروج.
"معسكر الهول" من أبرز المعسكرات التي تحوي المئات من أسر الدواعش سواء النساء والأطفال، هذا المخيم الذي يعد من أكثر المخيمات شديدة الحراسة الأمنية إلّا أنه خلال الأيام القليلة الماضية نجحت بعض النساء من الفرار من المخيم وسط غفلة من الأمن، الأمر الذي كان بمثابة دافعة قوية لغيرهن لتكرار التجربة ومحاولة الفرار، بل إنّ الحال وصل لأغلبهم في بدأ تجهيز محتوياتهم الشخصية لأنّهم يتيقنون أنّ رجالهم سيقومون بتحريرهم في القريب العاجل وتحديدًا بعد خطاب البغدادي الذي طالب فيه الدواعش بتحرير النساء والأطفال، الأمر الذي يشكل تهديدًا كبيرًا خاصة وأنّه حال انهسار هذا المعسكر فإنّه سيكون بمثابة إعادة الانتشار مجددًا لتنظيم داعش الإرهابي في المنطقة.
ويعد مخيم الهول أحد أكثر المعسكرات التي يخشى الجميع تحولها إلى وكر جديد يمكن لداعش من خلاله استعادة نشاطه الإرهابي في الأراضي السورية والعراقية، خاصة أنه يضم العناصر الفارة من التنظيم، الأمر الذي يمكن استغلاله من أجل إعادة بناء قاعدتها الأيديولوجية في عقولهم، هذا المعسكر الذي يشرف عليه الأكراد، مليء بالنساء اللواتي تزوجن عناصر داعش خلال السنوات القليلة الماضية، وبالأخص العراقيين منهم، وهو ما يجعل المخيم أحد المعسكرات التي يمكن أن ترتكز إليها داعش في استعادة مكانتها.
قبل أيام قليلة خرجت بعض الوكالات الأجنبية وعلى رأسها سبوتنيك الروسية، لتكشف عن وجود أعمال شغب بداخل معسكر الهول في الحسكة، حيث قامت عددا من نساء مسلحي "داعش" المعتقلات ومعهم بعض الشبان بافتعال حالة من الشغب داخل المخيم لإحداث ثغرة في المعسكر، ليتمكنوا من الاستفادة منها في تنظيم عملية هروب، مستغلين نقصا في عدد الحراسات داخل المعسكر وفي محيطه بعد قيام "قسد" بسحب عدد من مسلحيه باتجاه جبهات رأس العين وتل أبيض لمواجهة هجوم الجيش والميليشيات التابعة له شمال شرق سوريا، وبالفعل نجح بعضهم في هذا الأمر وتمكنّ من الهرب من المعسكر.