"نحن نحمي البلد من الفراغ الذي سيؤدي إلى الفوضى ونحن نتطلع إلى أبعد من البعيد وحاضرون أن ندفع ضريبة الاتهام بأننا ضد المطالب ونحمي الفاسدين ولكن نحن لسنا كذلك. منفتحون على أي نقاش لكن ليس على قاعدة الذهاب إلى الفراغ وأي فراغ سيكون قاتلا"، هذه الكلمات التي قالها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله موجهًا خطابه للمتظاهرين في ساحات لبنان.
وتمر لبنان هذه الأيام بفترة غليان عقب احتجاجات شعبه ضد الحكومة، وجاءت الشرارة الأولى بعد فرض ضريبة قدرها 6 دولارات على مكالمات "واتس اب"، ومن هنا بدأ الآلاف يتوافدون في ساحات العاصمة اللبنانية بيروت وكذلك مدن آخرى كطرابلس، منهم من تحدث عن القمع وآخرون عن الظلم والباقي ما بين معارض لحكومة سعد الحريري و السياسة الحالية التي يتخللها الطائفية.
وبعد نزول حركة أمل وعناصر حزب الله وسط المتظارهين، بل وراحت أيد نصر الله وأعوانه لضرب المتاظهرين والاعتداء عليهم، ما ينذر بحرب أهلية تشعل بلاد الأرز.
بيروت تغلي
مشهد أكثر ضبابية لم تعتاد بيروت عليه، ولكن تحرك نصر الله وأعوانه للعبث ومحاولة منهم في عدم حدوث انقلاب، فهل تسقط التحركات العدائية من قبل عناصر حزب الله وأمينهم نصر الله .
في الوقت الذي أكد فيه الأمين العام لحزب الله، أن الرئيس اللبناني ميشال عون، قد فتح الباب أمام المتظاهرين، لعرض مطالبهم، مضيفاً أن الاحتجاجات فرضت على الحكومة الحالية أن تضع ميزانية خالية من الضرائب والرسوم.
تحركات أنصاره العدائية قد تسقطه
ولكن هل يستطيع نصر الله إسقاط الخطوط الحمراء، كما أعلن، ولماذا لم يرد على القصف الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية بطائرتين مسيرتين؟.
في هذا السياق أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن نصر الله تصرف بمنطق يحكمه العقل بعدم الرد على الهجوم بشكل موسع، فليس من صالحه هذه الفترة أن يشعل حرب واسعة مع إسرائيل.
وأضاف فهمي، أن الرد المحدود من قبل حزب الله، للحفاظ على مصداقيته التي اكتسبها طوال السنوات الماضية.
وقال أستاذ العلوم السياسية، إن حزب الله لم يوسع الرد للعديد من الأسباب على رأسها حساباته الإقليمية التي تتعلق بإيران حليفتها، مضيفاً أنها لا ترغب في فتح باب الصراع مع إسرائيل هذه الفترة، في الوقت الذي تفتح فيه إيران محادثات مع فرنسا للعب دور الوسيط لحل أزمتها مع البيت الأبيض فيما يتعلق بالاتفاق النووي وكذلك الملاحة بالمنطقة.
وعلى الصعيد الداخلي انتقد فهمي، ما يفعله عناصر حزب الله وحركة أمل تجاه المحتجين قائلاً أن الشعب له الحق في الاعتراض ضد سياسات الظلم التي يتعرض لها، لكن نوه أن اللبنانيين وحزب الله يدركون أنه ليس من مصلحة بلادهم خوض غمار التغيير الشامل في الحكومة اللبنانية.
واختتم قائلاً: أن تحركات حزب الله قد تسقط نصر الله في الفترة المقبلة إذ لم يتعامل بحذر مع تلك الاحتجاجات، بجانب وقف الاعتداءات على المتظاهرين.