تشهد كل محافظات مصر إنشاءات جديدة وتوسعات ممتدة إما بمدن متكاملة أو إمتداد للرقعة الزراعية، التى تقلصت على مدار الثلاثة عقود الماضية، وتوسعات أفقية وأخرى رأسية من أجل نجاح مسيرة التنمية فى كل الإتجاهات والمستويات ، بالإضافة الى عمل مخططات جديدة تليق بمصر الحديثة بعيدا عن العشوائية وسوء التخطيط، الذى ظهرت تبعاته بسبب تلك العشوائية المفرطة.
ولذلك ستجد البداية منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم فى مصر، فظهرت أسماء لمدن جديدة وصل عددها الى 14 مدينة وعلى رأسهم مدينة العاصمة الإدارية الجديدة ، ومدينة العلمين الجديدة لتكون هاتين المدينتين من أعظم مدن العالم ، سواء من الناحية التكنولوجية أو الناحية الجغرافية ، أو اللوحات الفنية المرسومة من خلال مبانيها والتى لن تضاهى أفضل مبانى العالم ، بل ستكون الأفضل وستكون عبارة عن مدينة مميزة بين أفضل مدن العالم سواء من ناحية الشكل أو المضمون المرتبط بحال المدن.
ومن هنا بدأت فكرة إنشاء طرق وشرايين جديدة تمتد لكل المدن الجديدة، وتكون متنفسا قويا للمدن والكيانات القديمة والتى يسعى الرئيس الى تطويرها من خلال إيجاد وتوفير كل بنود البنية التحتية والتى تحتاجها الدول للإرتقاء بمواطنيها.
ولهذا نسلط الضوء ناحية معظم الطرق الجديدة والتى تم إنشائها فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجوانب الفائدة والدعم من خلال هذه المدن ، والنفع الذى سيصيب المواطن بسبب قوة البنية التحتية فى الحاضر والمستقبل، كما نسلط الضوء ناحية المشاكل التى عانى منها المواطن فى الماضى بسبب عدم إيجاد تلك الطرق ، وما هى المتغيرات الجوهرية الإيجابية التى نالها المواطن.
طريق بنها شبرا الحر
"بنها ــــ شبرا " هو طريق أنشأ حديثا فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل تخفيف المعاناة عن كاهل ثلاثة ملايين مواطن يوميا كانوا يعبرون طريق "القاهرة – الإسكندرية" الزراعى ، والذى كان المتنفس الوحيد لأبناء 7 محافظات فى عبورهم للقاهرة ، فالطريق القديم كان شريان الحياة الوحيد لأهالى البحيرة والشرقية والمنوفية والدقهلية وجزء كبير من سكان الإسكندرية بالإضافة الى سكان محافظة القليوبية.
وكان يوم إفتتاح هذا الطريق بمثابة إعلان أن الأمل مازال موجود وأن المستحيل يتكسر على عتبات الأمل والعمل والبناء والمثابرة ، فلقد أنهى الطريق الجديد المشاكل التى كان لا حصر لها ولا عد، وخلق حالة من البهجة بكونه أول طريق زراعى حر يبدأ من بداية حدود محافظة القليوبية من ناحية الدقهلية والشرقية والمنوفية ويقطع المسافة الى القاهرة فى 25 دقيقة تقريبا ، ويصل طوله الى حوالى 40 كيلو متر، كان يتم قطعها فى الماضى على الطريق القديم "القاهرة ـــ إسكندرية الزراعى" فى 3 ساعات أو يزيد بسبب التكدس المرورى الذى كان يتميز به هذا الطريق فى السابق ، وساهم في رفع معاناة كبيرة عن كاهل المواطنين، حيث يوفر كثيرا من الوقت والجهد واستهلاك المحروقات عبر طرق مصر المختلفة.
الطريق الدائرى الإقليمى الجديد
الطريق الدائري الإقليمي يبلغ طوله 400 كم، وشارك فى تنفيذه وزارة الدفاع والإسكان والنقل، ويخدم 15 محافظة ويهدف لربط الطرق الرئيسية لهذه المحافظات، ويسهم في تخفيف الحركة المرورية العالية على الطريق الدائري الحالي حول القاهرة الكبرى بنسبة 50%، ويمر مساره بـ4 محافظات هي "الشرقية – القليوبية – المنوفية – والجيزة"، بدءًا من بلبيس وانتهاء بتقاطعه مع طريق القاهرة – الإسكندرية الصحراوي ويشمل 114 عملا صناعيا و50 كوبريا و64 نفقا.
كما أن الطريق الدائرى الإقليمى كان مخططًا له منذ 2002، وتم تأجيله لكثرة الصعوبات، ولكن الرئيس عبد الفتاح السيسى حمل على عاتقه إنهاء هذا الطريق كاملا فى أقل من سنتين ، كما أن القوس الشمالى للدائرى الإقليمى تكلف 8.9 مليار جنيه، حيث أن هدف القيادة السياسية من إنشاء المشروعات خدمة المواطنين ، وبما أن الإحصائيات الدولية تشير إلى أن 80% من الحوادث فى مصر بسبب الخطأ البشرى، كان لابد من عمل طرق يتم تفادى فيها الأخطاء البشرية لأقصى درجة ممكنة وإيجاد عوامل الأمان والطمأنينة من السير على الطرق ، ويعتبر الدائرى الإقليمى مثال مهم جدا للطرق الدولية المدروسة والمنشأة بعناية .
ويجب التأكيد على أن الدائرى الإقليمى الجديد والذى يخدم حوالى نصف محافظات مصر ، ربط بين المدن الجديدة والمدن القديمة ، كما ربط بين المناطق الصناعية فى كل المحافظات مما أدى الى تخفيف العبء عن كاهل الصناعة وتطوير المناطق الصناعية بسهولة لما أصبح سهلا فى حركة النقل والمواصلات التى كانت معاناة سابقة لأصحاب المصانع والشركات ، كما أن الدائرى الإقليمى وضع ضوابط للسير عليه خلال ساعات النهار وخلال ساعات الليل ، مما أدى الى حل مشكلة المرور فى القاهرة ومحافظات القاهرة الكبرى ومحافظات الدلتا بنسبة تقترب من الحل النهائى .
طريق "القاهرة – العين السخنة"
لا يختلف اثنان على جمال وسحر مدينة العين السخنة، ذلك المنتجع السياحى الاستثمارى الصناعى الواقع على ساحل خليج السويس فى البحر الأحمر، والتابع لمحافظة السويس، بالمياه الزرقاء الصافية شبه الخالية من الأمواج والجبال العالية المبهرة، تشكل رحلة السخنة تجربة خاصة وفريدة، ورغم كل مميزات العين السخنة، تعد الميزة الأكبر لها هى قربها من القاهرة، حيث يستغرق الوصول لها ما بين الساعة والساعة ونصف فقط، ولذلك هى تعد الاختيار الأول فى رحلات اليوم الواحد، وتظل ممتعة ومبهرة لرحلات الأيام المتعددة.
وعندما تصل طريق العين السخنة وتشاهد الطرق الجديدة التى تقوم الدولة بإنشائها حاليا وتشق الجبال الشاهقة من أجل فتح الطريق لإنشاء مدن ومصانع وقرى سياحية جديدة تستوعب المزيد من العمالة، تتذكر مطالب أبناء محافظة السويس على مدى 30 عامًا الذين كانوا يطالبون بضرورة إنشاء طرق جديدة بالعين السخنة لوقف نزيف الدم على الأسفلت بسبب حوادث الطرق، وبالفعل يتم الآن إنشاء هذه الطرق، ولم يتوقف الأمر عند الحد من حوادث الطرق ولكن أيضا فتح الطريق للتعمير.
حيث إن ما قامت به الهيئة الهندسية للقوات المسلحة والشركات المسئولة عن تنفيذ مشروعات الطرق الجديدة بالعين السخنة، إنجاز كبير لا يعلم قيمته سوى أبناء محافظة السويس، فهذا الطريق فى السابق كان يشهد نزيفًا يوميًا لدماء أبناء المحافظة بسبب الطرق السيئة، ولكن اليوم تم تحقيق التنمية وإنشاء طرق جميلة، فالطرق الجديدة بالعين السخنة التى أنشئت تربط بين محافظة السويس والعين السخنة والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات جبل الجلالة.
طريق "محور روض الفرج ـــــــ الضبعة"
حيث يعتبر هذا الطريق إنجاز سحرى يضاف الى سجلات القيادة السياسية والتنفيذية المشرفة بكونه يتميز بعدم وجود تقاطعات أو تفريعات، بخلاف 4 تفريعات طرق إلى الجانب الشرقى فقط باتجاه مدينتى الحمام والعلمين و طريق وادى النطرون – العلمين، كما أن الطريق مزود بمحطات وقود وبها بعض خدمات السيارات وكافيتريات، مع وجود استراحات جانبية على الطريق، وتواجد نقاط إسعاف وخدمات أمنية ثابتة ومتحركة، مع تغطية الطريق بشبكات الاتصال المحمول ، وقلص هذا الطريق مدة عبور السيارات من القاهرة الى مرسى مطروح فى ثلاثة ساعات فقط ، بعد أن كان المسافر سواء ذاهبا أو راجعا يقطع الطريق القديم فى يوم تقريبا.
ويعد محور روض الفرج، أحد أكبر المشروعات القومية في مصر، ويبدأ من ناحية القاهرة بأعرض كوبري ملجم "معلق" في العالم، بعرض 64.8 متر، وتم تسجيله في موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية.
الطرق الرئيسية بالصعيد
كحال الدلتا والوجه البحرى تعيش مدن ومحافظات الصعيد حالة إستثنائية من إنشاء الطرق والمحاور المرورية الجديدة والتى تربط محافظات الصعيد ببعضها البعض سواء فى أسيوط وأسوان والوادى الجديد وبنى سويف وباقى محافظات الصعيد.