يوجد العديد من المؤشرات التي تحذر بأن السينما المصرية تشهد تراجعا وانسحابا كبيرا، كما تنذر لجفاف مصادر التمويل، خاصة في الفترة الأخيرة، نتيجة تعثر الكثير من المنتجين وعرقلة بعض الأعمال بسبب أزمات إنتاجية متنوعة، وهذه الظاهرة جعلت مستوى السينما تدخل في نفق مظلم دون نهاية، ولعل أبرز الافلام التي تعتبر نموذج واضح لهذه الأزمة "3شهور" رغم ضمه لاسمين لهما ثقلهما في الوسط الفني، وهما أحمد السقا ومنى زكي، لكنه توقف بسبب مشكلة الإنتاج.
توقف فيلم "3 شهور"
فيلم "3 شهور" تم إيقاف تصويره، أثناء تواجد أبطال العمل في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أعلن مخرج العمل الفني محمد سامي توقف الفيلم وذلك لارتفاع تكاليفه ومشاكل إنتاجية أخرى، كما أن الميزانية المتفق عليها لم تصل للولايات المتحدة للشروع في التصوير هناك، وأن المنتج لا يرد على اتصالاته واختفى، ما دفعه للعودة لمصر.
وكان من المقرر أن يدفع المنتج إبراهيم إسحاق، مالك شركة "ريماس" مليون و200 ألف دولار، للشركة الأمريكية التي تتولى الأجزاء التي تصور بأمريكا، إلا أنه بعد وصول فريق العمل إلى هناك تفاجأوا بعدم إرسال الأموال للشركة، واختفاء المنتج، ليقرروا العودة إلى القاهرة بعد رحلة استغرقت أسبوعين.
ونتيجة لتصريحات محمد سامي، ألقت شركة "ريماس" المسؤلية على الشركة الأمريكية، في بيان رسمي، وأكدت "ريماس" أن سركة التصوير الأمريكية حصلت على مقدم، ولكنها بعد ذلك ماطلت وطالبت بضعف المبلغ.
ارتفاع تكلفة الأفلام السبب
وفي هذا السياق قال الناقد الفني خالد عيسي إن حركة الإنتاج الآن صعبة بعض الشئ، وترجع المشكلة لعدة أسباب أهمها ارتفاع أسعار تكلفة إنتاج الأفلام إلى أضعاف الثمن، كما أن هناك مشكلة ارتفاع أجور الفنانين بشكل مبالغ فيه.
وأضاف عيسى أن المنتج أصبح هو الموزع في الوقت ذاته، وهذه من أكبر المشاكل التي تواجه المنتجين، فليس كل المنتجين ينتهجون نهج عائلة السبكي بإنتاج أفلام جيدة، وأخرى تجارية لتعويض التكاليف، وهذا لا يوجد في أي دولة أخرى.
وأوضح الناقد الفني أن مع ظهور "الموزع المنتج"، أصبحت هناك أفلام يستمر عرضها رغم فشلها على حساب أخرى، لأن الموزع عندما ينتج فيلم يعطيه الأولوية في العرض على حساب أفلام منافسيه.
ويرى خالد عيسى أن الحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو تدخل الدولة في الإنتاج، من خلال عودة الإنتاج المشترك بين مبنى الإذاعة والتلفزيون وشركات الإنتاج الأخرى.
وأضاف أن المنتجين وجدوا منطقة منافسة أخري غير السينما، حيث اتجهوا للدراما التليفزيونية، وذلك لما يوجد من عقبات كثيرة تواجه السينما، المتمثلة في ارتفاع تكاليف تأجير معدات التصوير وارتفاع الأجور، الأمر الذي نفر المنتجين من صناعة السينما وأصبح يهددها، مأكدا أن كل هذه العوامل تغذي المخاوف من توسع موجة الهروب الكبير من السينما المصرية من قِبل المنتجين، وتوجههم نحو الدراما التلفزيونية كبديل لاستثمار أموالهم.