شهدت الأيام القليلة الماضية واقعة مأساوية، اقشعرت لها الأبدان، حيث قام طفل يعانى من مرض نفسي، بتنفيذ حكم الإعدام على شقيقته، وذلك حالة تواجد والده ووالدته فى محل عملهم، وقام الطفل بعد تنفيذ جريمته بمحاولة الانتحار ولكن لم يستطع حتى قام الجيران بإبلاغ والدهم، بأن هناك مشاجرة شديدة بين الطفلين وعلى الفور ذهب للبيت وجد طفلته الصغيرة جثة هامدة.
بمنطقة شارع القاضي بميدان الجيزة "مسرح الجريمة"، ظهر الحزن على مقتل الطفلة الصغيرة "نوران"، صاحبة الـ 14 عامًا، وحبس شقيقها الطفل المتهم بالقتل " زياد"، صحاب الـ 17 عامًا، والجميع يتحدث عن الجريمة البشعة، وهو حزين و مصدوم مما حدث، حيث التقت جريدة "بلدنا اليوم" عائلة الطفلة "الضحية" و الطفل " المتهم بالقتل" ليسردوا تفاصيل الحادث الأليم فى سطور ولكن البداية بدأت بالطرد، من المنزل بسبب الأخبار غير الصحية التى انتشرت عن الواقعة، من قبل بعض الجرائد و المواقع، واحتوى الموقف محمد عادل، جار الضحية و المتهم، وقام باستضافتنا بمنزله، وأكد أنه قام بتحرير محاضر ضد بعض المواقع و الجرائد لنشرها معلومات غير صحيحة عن الواقعة، وأكد أن ما فعله والد الجانى و المجنى عليها، ناتج عن غضبه لما نشر، وايضًا لفقدانه أولاده الاثنين.
وصعد محمد عادل، إلى والد المتهم بالقتل، والضحية، لـ يتفاهم معه و الموافقة على نشر الحقيقة عن الواقعة، وبالفعل وافق، سيد سعد، والد الضحية نوران، و المتهم زياد، بالحديث ومعنا وكشف حقيقة ما حدث.
وبنظرات حزينة وصوت خافت، تحدث ولد الجانى والمجنى عليها، والذي ظهرت عليه ملامح الذهول والصدمة قائلا: «البت راحت والواد اتحبس، انا مليش غيرهم فى الدنيا.. أنا نفسي اللى حصل ده يطلع حلم.. انا مش عارف استوعب ما حدث.. زياد يقتل نوان ليه انا مش عندي أولاد تانى غيرهم، أنا عايزهم يرجعوا تاني، أو يفرجوا عن زياد مش كفاية نوان ضاعت، بهذه الكلمات الصعبة بدأ عم سيد صاحب الـ 50 عامًا حديثه لنا، ثم بعد ذلك دخل فى حالة من الانهيار والبكاء الشديد.
وأضاف والد الضحية و المتهم بقتل شقيقته، أن نجله زياد المتهم فى القضية، اعترف على نفسه فى محضر الشرطة، وفى اثناء التحقيق معه من قبل النيابة العامة بالجيزة، وأكد أن نجله كان من المتفوقين فى الدراسة، حتى العام الماضى حين رسب في أحد المواد ومنذ ذلك الحين وأصابته حالة من الاكتئاب الحاد، وكشف سيد أن والدته "جدة زياد من الأب" قامت بالذهاب به لأحد الأطباء النفسيين للكشف عليه، دون علمهم، وأكد أن الأطباء كشفوا لها أنها يعانى من اكتئاب شديد وحالة نفسية صعبة، وعندما حكت لهم السبب فى ذلك، طالبوا منها التأهيل النفسي للطفل حتى لا يتعرض لأمراض نفسية أكثر مما هو فيها.
« صباح يوم ارتكاب الجريمة، استيقظنا أنا ووالدتهم بعد أذان الفجر، و بعد ذلك قام زياد لصلاة الفجر معنا، وبعد ذلك ظل يذاكر والدته طلبت منه أنه إيقاظ شقيقته فى الثامنة صباحًا لكي تذاكري هي الأخري، وتوجهت أنا ووالدته للعمل وفوجئت باتصال يخبرني بما حدث من كارثة لا تتوقع.
وكشف والد المتهم، أن هناك أحد الجيران سمعهم وهم يتشاجرون بسبب المذاكرة، حيث قام زياد بإيقاظ شقيقته، لكي تذاكر، لكن الأخيرة رفضت، وقالت له «يا فاشل ذاكر انت ملكش علاقة بيا انا شاطرة لكنت أنت فاشل روح ذاكر » واستكمل والد الضحية و المتهم، حديثه قائلا: " أن زياد لم يقصد قتل شقيقته مؤكدًا أن زياد حاول الانتحار بعد ارتكاب الجريمة ولكن لم يستطع، وطالب والد الضحية والمتهم بالإفراج عن نجله الوحيد، معلقًا " انا مش عندي غيرهم واحد اتحبس والتانية ماتت ووالدتهم ستموت هى الأخرى أذا سجن زياد» .
ودخل والد المتهم بالقتل و الضحية، فى حالة بكاء للمرة الثانية أثناء حديثه، مطالبًا الجهات القضائية بتطبيق روح القانون، والإفراج عن نجله الوحيد، حتى لا تتدمر الأسرة بالكامل، مؤكدًا أن نجلته الصغيرة ماتت ونجله الولد الذى سيحمل أسمه فى المستقبل مهدد بالحبس أو الإعدام، ووالدتهم فى حالة نفسية ستقضي عليها بالموت" .
وكشف والد المتهم بالقتل و الضحية، تفاصيل حواره مع نجله المتهم بعد القبض عليه، حيث قال، : " انه جلس مع نجله بعد القبض عليه لمعرفة ما حدث، حيث أكد ما تم ذكره، وأكد له أنه لم يقصد قتلها، وأوضح أن نجله أعترف على نفسه فى المحضر لكي يتم تنفيذ حكم الإعدام عليه، مشيرًا إلى أن نجله لا يفكر فى هذا التوقيت سوى فى الانتحار و الذهاب لشقيقته التى كان يحبها كثيرًا" .
الأم المكلومة التي فقدت ابنتها وابنها
وقد تلقى قسم شرطة الجيزة بلاغا من طالب ثانوي يفيد بقيامه بتنفيذ حكم الإعدام في شقيقته الصغري معلقا "أنا خلصت عليها، كل شوية تقولى يافاشل"، وعلى الفور وجه اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بسرعة الانتقال لمسرح الجريمة وكشف الملابسات، وأشارت التحريات إلى أن المتهم يدعى زياد بالغ من العمر ١٧ سنة طالب ثانوى وشقيقته تدعى نوران تبلغ من العمر ١٤ سنة ومازالت التحريات مستمرة، وتم تحرير محضر حمل رقم 12291 جنح الجيزة لسنة 2019.
وفى نفس السياق قال الدكتور أحمد مهران، إن القتل الخطأ عقوبتها السجن مدة لا يزيد عن 3 سنوات، وفى حالة طلب الأب بالتخفيف عن نجله فمن الممكن أن تقوم هيئة المحكمة بالرأفة بحالة الأب والأسرة وتقوم بنزول درجة فى الحكم، ليصبح الحكم عام، وإذا استخدم روح القانون من الممكن أن يحصل الحكم على المتهم فى القضية، سنة مع إيقاف التنفيذ.
وحكى أستاذ القانون العام عن واقعة عندما كان يعمل فى مكتب الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب الاسبق، والخبير القانوني، وقال إن هناك واقعة مشابهة لهذه الواقعة وتم الحكم بعام مع إيقاف التنفيذ، فالحكم المتوقع فى هذه القضية هو عام مع إيقاف التنفيذ.