"ضحايا الشهامة".. 3 جرائم مأساوية راح ضحيتها شباب دفاعا عن الفتيات

الخميس 10 أكتوبر 2019 | 11:40 مساءً
كتب : محمود صلاح

المشهد محزن للغاية، فتاة في ريعان شبابها تمر في أحد الشوارع الضيقة قاصدة مكانٍ ما، وخلفها مجموعة من الشباب يتبادلون الكلمات الجريحة التي تستاء منها الكثير من الفتيات، بينما يخترق عليهم تلك المهذلة شابًا قادته شهامته لإنقاذ الفتاة من بين الوحوش البشرية، وهناك في الجانب الآخر شابًا يفتقد حياته على يد تجار الكارتة، من أجل إنقاذ عجوز وقع في شباك الفوضى التي يفعلونها.

مشاهد كثيرة تحدث ما بين الحين والآخر في شتى المحافظات المصرية، ترفع شعار "قتلى من أجل الشهامة" حتى سارت نموذجًا متكررًا في أغلب الأوقات، تعاني منه الكثيرات من الفتيات، ويقع ضحيتها الشباب الأبرياء، الذين كانت كل جريمتهم هي الشهامة التي دفعتهم لإنقاذ الموقف.

"بلدنا اليوم"، تستعرض عبر السطور التالية، أبرز الجرائم البشعة التي وقع ضحيتها العديد من الشباب الأبرياء الذين دفعتهم الشهامة من أجل إنقاذ الموقف.

شاب المنوفية

محمود البنا، شابًا في الثامنة عشر من عمره، وقع ضحية الغدر بمركز تلا بمحافظة المنوفية على يد 3 شباب قرروا الانتقام منه بمطواة لمعاتبته لأحدهم على معاكسة فتاة بعرض الشارع ومحاولة التعدي عليها بالضرب إلا أنهم لقنوه درسا قاسيا أودى بحياته، وتركوه سائلا في دمه وفروا هاربين حتى تم ضبطهم من قوات الشرطة معترفين بجريمتهم بقتل الشاب طالب الصف الثاني الثانوي والمعروف عنه حسن الخلق وانتمائه لأسرة حسنة السمعة بين أبناء مركز تلا.

القضية التي أثارت جدلًا واسعًا كانت بدايتها، عندما تعرض أحد الشباب ويدعى محمد راجح 18 سنة لفتياة في شوارع تلا محاولا ضربها والتقاط الهاتف منها وسط وابل من الشتائم؛ الأمر الذي دفع محمود البنا للتدخل مدافعا عن الفتاة طالبا من الشاب الآخر بالابتعاد عنها.

مقتل إرهابي حاول استهداف أحد الارتكازات الأمنية بالعريش

محمود البنا الذي وقع ضحية الشباب الثلاثة، كتب قبل قتله على حسابه بالفيسبوك منشورايوضح فيه أنه ليس من الرجولة الاعتداء على فتاة، لتثير غضب القاتل الذي قرر الانتقام من محمود طالب الثانوية العامة.

وبعد أيام اصطحب القاتل اثنين من اصدقائه ليطارد محمود ضحية الغدر في أحد شوارع المدينة حاملا مطواة معاتبا له على تدخله فحاول ضحية الغدر محمود البنا الهرب منه إلا أنه طارده هو وأصدقائه مسددين له عدة طعنات بالفخذ الأيسر فسالت دماؤه على الأرض وفروا هاربين حيث لفظ محمود البنا ضحية الغدر أنفاسه الأخيرة بسبب النزيف الشديد حتى وصل إلى المستشفى جثة هامدة وسط حزن الجميع.

كانت كاميرات المراقبة وثقت واقعة تعدي الشباب على ضحية الغدر محمود البنا فيما ألقت قوات الأمن القبض على أحدهم فور حدوث الواقعة بينما فر اثنين آخرين هاربين محاولين الاختباء خوفا من المحاكمة إلا أن قوات الأمن تمكنت من القبض عليهم عقب ساعات من جريمة القتل، وهم مصطفى محمد مصطفى 17 سنة طالب ومحمد أشرف 18 سنة طالب وإسلام عاطف 17 سنة طالب وبحوزتهم أداة الجريمة المستخدمة "مطواة".

فيما قررت نيابة تلا حبس المتهمين الثلاث 4 أيام على ذمة التحقيقات عقب اعترافهم بالقتل بسبب مشادة كلامية بينهم.

شاب البساتين

لم تكن واقعة البنا هي الأولى، ولكن شهدت منطقة فايدة بالبساتين جريمة مأساوية بعدما نشبت مشاجرة بين شابين وآخرين قاموا بمضايقتهما حال استقلالهما توك توك.

وأثناء المشاجرة تصادف مرور عامل رخام أحد أقارب الشابين فاستنجدوا به، وتدخل للدفاع عنهم فقام شخص من الطرف الثاني بطعنه طعنة نافذة بمطواة، أودت بحياته في الحال، ولاذا بالفرار.

وتلقى قسم شرطة البساتين، إشارة من مستشفى البركة، مفادها وصول المدعو "أحمد خالد"، 27 سنة، عامل رخام، مصابٱ بطعن نافذ وجروح في أماكن متفرقة من الجسد، وتوفي فور وصوله المستشفى.

بـ"القتل والشيكولاتة".. حكايات الغدر بالأبرياء لانتهاك أعراضهم

وعلى الفور انتقلت قوة أمنية لمحل البلاغ، وبالفحص تبين نشوب مشادة كلامية بين شابين من أقارب الضحية حال مرورهما بمنطقة فايدة كامل، وعدد من الأشخاص بذات المنطقة قاموا بمضايقتهما، وتصادف مرور الضحية وقت المشاجرة، ووقف لحل الخلاف، وتطور الأمر لمشاجرة بالأسلحة البيضاء، أقدم على إثرها شخص بطعنه طعنة نافذة بمطواة قرن وتوفي متأثرا بإصابته البالغة.

شاب الطالبية

عانى العديد من سكان منطقة الطالبية من "بلطجة الكارتة" حيث كشفت عن جريمة قتل مؤسفة راح ضحيتها شاب كل ذنبه تدخله لمناصرة رجل عجوز، قال كلمة حق فانتقل إلى دار الحق.

مشادة كلامية عابرة وقعت بين طرفين بمحيط مطعم مأكولات شعبية بمنطقة الطالبية، احتكم فيها الطرفان إلى عقد جلسة صلح لمنع تفاقم الأمور، لكن عامل كارتة يدعى "نبيل. إ" وشهرته "نبيل القرن" تعدى بالسب والشتم على الحضور، ولم يسلم من لسانه أحد حتى عجوز بلغ من العمر أرذله.

لم يرضَ الشاب "كريم رفعت" بإهانة العجوز، فعاتب "القرن" على سلوكه غير القويم، طالبه باحترام الجميع "عيب ما تشتمش راجل كبير" كلمات قوبلت بالعنف الفوري، أشهر عامل الكارتة- المعروف لقاطني المنطقة- مطواة مهددا "كريم" محدثًا إياه: "أنا ماليش كبير" حتى تدخل الحضور وعاد الهدوء ثانية.

انصرف الجميع كل إلى بيته للخلود إلى النوم بعد جلسة عصيبة، إلا أن رغبة في الانتقام سيطرت على "القرن"، يتردد صداها داخل مخيلته، وعقد العزم على تأديبه؛ الأمر الذي تحقق بعد ساعات قلائل.

انتظر "نبيل القرن" مرور "كريم" بمنطقة سكنه، وما إن وقعته عيناه عليه، وسدد له طعنات نافذة أفقدته اتزانه وسقط مغشيا عليه لتطلق السيدات صرخات استغاثة أيقظت الجميع.

تجمع الأهالي وحضر شقيق "كريم" الأكبر "محمد" وطاردوا المتهم، وتمكنوا من السيطرة عليه وبحوزته الأداة المستخدمة في الواقعة، وأبلغوا شرطة النجدة، بينما أسرع آخرون بنقل "كريم" إلى مستشفى الهرم؛ أملًا في إنقاذه.

تحريات المباحث توصلت إلى أن المتهم مسجل خطر، ومفرج عنه حديثا من السجن، وسبق اتهامه في قضايا متنوعة (سرقة بالإكراه - مخدرات - فرض سيطرة).