لا يزال إرث جماعة الإخوان الإرهابية، يفرض نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يوجد أفضل ممن عاصروا هذه الفترة العصيبة على الدولة المصرية لرواية الأحداث كشاهدين على العصر الذي كان متأزما على مصر، وشكل خطرا حقيقيا على تواجد الدولة المصرية بعد أكثر من 7 آلاف عام مثلت حالة الاستقرار في العالم أجمع وركنه الأساسي في حل الأزمات الإقليمية.
كان اللواء مصطفى باز رئيس قطاع السجون بعد 25 من يناير إبان ولاية اللواء محمد إبراهيم وزارة الداخلية شاهدًا عليه، ليروي في حوار لـ"بلدنا اليوم" عن تفاصيل رئاسته للقطاع وتواجد الإخوان في السجون وكيف كانت الحالة بينهم وبين نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، والذين كان معروف عنهم خلافاتهم الشديدة مع الإخوان.
أكثر المساجين إثارة للشغب
ويقول اللواء مصطفى باز مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع السجون، إن قيادات جماعة الإخوان الإرهابية كانت أكثر المحبوسين في قضايا سياسية الذين يقومون بإثارة القلاقل ومحاولة إظهار عدم السيطرة، حيث طالبوا بعدم وجود ضباط أو حراسة أثناء الزيارات من أهاليهم والقادمين لزيارتهم في السجون، إلا أن ذلك كان غير واقعيا خاصة وأنهم يحاولون طول الوقت على إدخال مخالفات، وتمرير رسائل إلى الخارج، وهو الأمر الذي يقتضى معه مراقبة من قبل إدارة السجون لهذه الزيارات لقيادات موضوعة بالفعل على قوائم الجماعات الإرهابية.
وأضاف باز خلال حواره مع "بلدنا اليوم" أن خيرت الشاطر القيادي الإخواني ونائب التنظيم قد تم تقديم شكوى فيه خلال ترأسه للقطاع بينما هو في السجن، وذلك للسبب نفسه، حيث كان يطالب أن ينفرد بزائريه من أسرته أو من أعضاء الجماعة الآخرين، وكانت الشكوى لمنظمة أجنبية، وهو الأمر الذي تم التعامل معه والتوضيح حوله، خاصة وأن الحراسة لشخصيات على قوائم الإرهاب مختلفة تماما عن الحراسة لشخصيات تقضي فترة السجن بسبب جنائي، وهو ما لم يكن متوفرا في قيادات الإخوان ومنهم خيرت الشاطر الذين كانوا يحاولون إثارة الشغب كل فترة، بينما لم تترك لهم إدارة السجون أي فرصة ذلك، وكان حفظ الأمن عاملا أساسيا لمنع هذه التحركات.
وأكمل باز أن قيادات نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك كانوا الأكثر التزاما داخل السجون ولم يحاولوا باي حال من الأحوال إثارة قلائل أو مخالفة النظام الذي يحدده السجن، حيث كانوا جميعا بداية من نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك، علاء وجمال، يتبعون التعليمات الموضوعة داخل السجون مثلهم مثل باقي المحبوسين داخل السجون، وكانت الزيارات تأتي لهم من أسرتهم فقط، وهو أمر معتاد ولا يركز فيه القطاع طالما أن الأمر يسير بشكله الطبيعي ووفقا للتعليمات التي تضعها إدارة السجون، وهو ما كان ينفذه كل من علاء مبارك وجمال مبارك نجلي الرئيس الأسبق حسني مبارك، ليس هم فقط ولكن كافة قيادات والمحبوسين في قضايا تخص النظام السياسي الأسبق الذي كان رئيسه حسني مبارك.
موقف حبيب العادلي
أما بالنسبة لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي فكان الإعلام يحاول بشكل دائم تسليط الضوء على طريقة تعامل قوات الأمن والسجون معه باعتباره القائد العام للمجلس الأعلى للشرطة، لكن بكل أمانة لم يحاول حبيب العدلي خلال فترة حبسه أن يحصل على أي مميزات، وكان أكثر المحبوسين التزاما بالتعليمات التي وضعتها إدارة السجون في هذه الفترة التي قضاها، ولم يطلب شيء في هذه الفترة مختلفة عن زملائه في السجن، وبالتالي كانت تعامله إدارة السجون من جهتها بشكل طبيعي تماما ولم يكن له أي ميزة لكونه وزير داخلية سابق، وإنما مسجون على ذمة قضايا يطبق عليه ما يطبق على الجميع.
وتحدث اللواء مصطفى باز حول موضوعات حقوق الإنسان المثارة في الفترة الأخيرة، وأهمها فكرة اعتراف السجون بالمتحولين جنسيًا وهي واحدة من القضايا الهامة التي أثيرت على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد حبس حالات تنطبق عليها نفس الظروف أمثال ملك الكاشف على سبيل المثال، وهو الأمر الذي اعتبره اللواء مصطفى باز غير موجود في السجون حيث يتم التعامل بحرفية كاملة، ولم يمر خلال فترة رئاسته للسجون حالات ممثالة، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية ليس فيها من الأساس هذه الحالات على نطاق واسع وإنما هي حالات فردية للغاية وبالتالي لا يمكن اعتبارها حالات حقيقية ويتم التعامل معها من قبل السجون.
وعن إحالته للمعاش والشائعات التي نالت من مجموعة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية وكان من ضمنها وقت خروجهم من الخدمة، أكد أن كافة المجموعة خرجت من الخدمة بسبب الوصول لسن المعاش وهو سن الـ60 وهو أمر طبيعي للغاية يحدث مع جميع القيادات بالتوازي، ولم يحدث مع مجموعة دون غيرها، إلا أن جماعة الإخوان الإرهابية والمنصات الإرهابية تحاول في كل مرة أن تسلط الضوء على أمور ليست حقيقية ووضع كلمة حقيقية وسط حديث غير حقيقي الأمر الذي يسهل على المواطنين تصديقه بسهولة إلا أن الحقيقة واضحة وأن المجموعة خرجت على المعاش وكنت منهم ذلك للوصول إلى سن المعاش وهو سن الـ60 داخل وزارة الداخلية.
كما نفى اللواء مصطفى باز التساهل مع جماعة الإخوان الذي كان دائما الشائعة المرتبطة بخروجه من الوزارة وترك قطاع السجون، حيث قال أنه من أكثر القيادات التي تعاملت بشدة مع قيادات التنظيم داخل السجون ومنع دخول أي شيء مخالف لهم، بالإضافة على أنهم كانوا دائمين الشكوى منه خلال فترة توليه إدارة السجون، وهو ما لم يحدث مع الكثيرين، مشيرا: "ستثبت الأيام أنني لم أخطئ في التعامل وكنت في منتهى الأمانة والمهنية في التعامل خلال هذه الفترة التي توليت فيها إدارة قطاع السجون في واحدة من أهم الفترات التي مرت على الدولة المصرية".
أحاديث خاصة
ورفض اللواء مصطفى باز الحديث عن فترة ترشحه لمجلس النواب في الانتخابات الأخيرة، معتبرا أن الأمور شخصية ولا تتعلق بالحديث عن فترة رئاسته لقطاع وإدارة السجون المصرية، حيث أنها فترة كان يرى أنه جديرا بخدمة أهالي دائرته من المواطنين إلا أنه لم يوفق فيها.
أما عن الانتقال إلى المستشفى التي كانت مشتركة بين الرئيسين السابقين محمد مرسي ومحمد حسني مبارك، فأكد باز أن الأمر متعلق بالنيابة العامة وليس إدارة السجون فقط وطالما أن هناك قرار بالنقل ويستدعي النقل إلى المستشفى يتم النقل على الفور بناء على تقارير اللجنة الطبية التي يتم توكيلها والتي تخضع لحيادية تامة لضمير الأطباء داخلها ولا يمكن التأثير على قراراتها، ولا يمكن القول بان مصلحة السجون تتساهل مع البعض أو تتعنت مع ىخرين فيما يتعلق بالانتقال إلى المستشفيات، إلا أنه لا يمكن أن يكون شخص مستمرض يتم السماح بنقله إلى مستشفى خارجية على سبيل المثال، وهنا كانت الأزمة في تسليط الضوء على أمور بعينها غير حقيقية من الأساس.
وأنهى اللواء مصطفى باز حديثه حول الأطعمة التي كان يتناولها سواء نظام الرئيس حسني مبارك أو قادة نظام الإخوان، حيث أكد أن الجميع يأكل من الأكل الطبيعي المخصص من قطاع السجون، بينما يتم السماح بدخول أطعمة من الخارج خلال الزيارات وهو أمر طبيعي يطابق القانون المصري ويسمح به طالما لا يحوي أي مخالفات في هذا الصدد.