مازال مسلسل تعذيب الأطفال في دور الرعاية الاجتماعية أمر مستمر، وفي حاجة أن تعكف الجهات المعنية المتمثلة في وزارة التضامن الاجتماعي والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، على إيجاد قوانين قوية وقرارات حاسمة لمرتكبي تلك الجريمة.
وشهدت الفترة الماضية حالات تعذيب لأطفال في أعمار صغيرة في عدد من دور الرعاية الاجتماعية، كان آخرها دار جنة ياسمين، التي انتشرت قصتها على مواقع التواصل الاجتماعي" الفيس بوك" عن قيام إحدى المشرفات بعقاب الأطفال بطريقة قاسية، بإجبارهم على حمل الكراسي البلاستيكية فوق رؤوسهم، وسمع الجيران بكاء الأطفال، وقاموا على الفور بالاتصال بالخط الساخن التابع لوزارة التضامن الاجتماعي، وجار التحقيق مع المشرفة والعاملين بالدار.
ولم تكن تلك الحادثة هي الأولى من نوعها، ولكن تكررت حوادث أخري شبيهة بتلك الحادثة في دور رعاية أخرى، وبناء على ذلك اتخذت وزارة التضامن الاجتماعي عدة قرارات واتبعت خطة قومية من شأنها تقضي على حالات التعذيب والعنف في دور الرعاية الاجتماعية والملاجيء، في محاولة منها تحقيق الاستقرار النفسي لدى الأطفال.
قالت الدكتورة سمية الألفي، رئيس الإدارة المركزية لدور الرعاية الاجتماعية، في تصريح خاص، إن الفترة المقبلة ستكون هناك متابعة وتفتيش بصفة شهرية مع دور الأيتام على مستوى المحافظات، ورصد المخالفات التي تتم داخل دور الرعاية الاجتماعية، وهناك ميزانية مخصصة للتلك الخطة تقترب من 30 مليون جنيه لتطوير دور الرعاية الاجتماعية في عدد من المحافظات.
وأضافت" الألفي" أن الرصد سيكون من خلال اتباع معايير علمية تستخدم على المستوى العالمي، حيث نقوم حاليًا بتدريب عدد كبير من شباب الخدمة العامة، وخاصة خريجي كليات الخدمة الاجتماعية وكليات الطب النفسي، للاستفادة بما دروسوه وما يتلقونه من تدريبات لرصد حالات الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية داخل الدور.
و أوضحت" الألفي" لدينا مايقرب من 468 دور اجتماعي، وسيتم تطبيق برنامج خاص على العاملين بها يقوم على تقديم الدعم النفسي لهم، وخاصة أنهم في حاجة لذلك لأنهم يحصلون على مرتب وظيفي قليل، ولكن من خلال التشجيع والتحفيز على عملهم التي يقومون به.
من ناحية أخرى، قال كريم فضل، مسؤول برنامج التطوير لدور الرعاية الاجتماعية، ومنسق مبادرة بينا، إن الفترة الماضية تم رصد حالات كثيرة في دور الرعاية الاجتماعية بها سلوكيات احترافية يتعامل بها الأطفال، فضلا عن قيام المشرفين بعض الدار بالتعامل مع الأطفال بطريقة خاطئة.
وتابع، أنه تم التعاون مع عدد من وعاظ الأزهر والأوقاف لتدريب موظفي ومشرفي دور الرعاية الاجتماعية على مهارات التعامل مع الأطفال، وكيفية تطبيق سياسة الترغيب والترهيب لردع الأطفال بدلا من التعامل معهم بقسوة وعنف، والعمل على منع تفاقم الأزمة.
وأوضح، أن تطوير دور الرعاية الاجتماعية أمر لا تختص به وزارة التضامن الاجتماعي فقط، بل الجمعيات الأهلية شريكة في هذا العمل، وما يخصنا هو الإشراف وتقديم الدعم لدور الرعاية إذا حدث بها أفعال مخالفة للتعامل مع الأطفال وتنتهك حقوق التعامل مع الطفل.
وفي ذات السياق، قالت الدكتورة سحر مشهور، مسؤول الطفولة المبكرة بوزارة التضامن الاجتماعي، إن هناك دور رعاية وحضانات تابعة لجمعيات أهلية تقوم بتعليم الأطفال العنف، نتيجة العنف الصادر منهم، حيث يتلقى الطفل النشيء سلوك المربيات، وطالما الطفل يشاهد الخطأ سيفعل الخطأ.
وتابعت، الوزارة تنتهج خطة جيدة خلال الفترة المقبلة لرصد الفجوات داخل مؤسسات دور الرعاية الاجتماعية، من خلال مشروع سيتم تدشينه على مرحلتين، الأولى خلال 7 محافظات والثانية في باقي المحافظات التي تزداد بها دور الرعاية الاجتماعية.
بينما قال علاء عبد العاطي، معاون وزيرة التضامن الاجتماعي، إنه سيتم وضع خطط لضمان حماية الطفل في دور الرعاية الاجتماعية، وتتضمن تلك الخطة تدريب مشرفي دور الرعاية الاجتماعية، والإكثار من الحملات التفتيشية في الدور، وتفعيل منظومة الضبطية القضائية بصفة شهرية أو نصف شهرية.
وتابع، إن الوزارة تشدد الرقابة على دور الرعاية الاجتماعية، وتكثف جهودها وبرامجها لحماية الأطفال في دور الرعاية الاجتماعية، مناشدة المواطنين بالإبلاغ عن حالات التعذيب والعنف.