أعلنت شبكة "BBC Monitoring" البريطانية عن كشفها لاستخدام الجماعات الموالية لتنظيم "داعش"، حسابات مزيفة من أجل حث المصريين على التخلي عن التظاهرات والانضمام إلى القتال ضمن صفوفها، مشيرة إلى أن هذه الجماعات تحاول استغلال المحاولات الفاشلة للتظاهر في مصر من أجل تجنيد عناصر جديدة.
وأشارت الشبكة، إلى أن الجماعات الإرهابية لجأت إلى حسابات غير مفعلة، وأخرى تم إنشاؤها فى وقت حديث، ضمن محاولاتها للسيطرة على "معركة الهاشتاجات"، مستدلة على ذلك بنشر تلك الحسابات أكثر من ٤٠٠ ألف تغريدة على "هاشتاجات" شهيرة مناوئة للدولة المصرية، بعد انتشار دعوات التظاهر.
وتابعت بأن "الهاشتاج" الذي أطلقته جماعة الإخوان الإرهابية، بالتعاون مع المقاول الأجير محمد على، وقيل إنه حقق أكثر من مليون تفاعل، تراجع بشكل كبير بعد أن حذفت الحسابات المزيفة الموالية للتنظيمات الإرهابية تغريداتها عليه بشكل عشوائى دون إبداء أسباب.
وقال محللون، للشبكة البريطانية، إن ما لا يقل عن ٢٠ حسابًا مؤيدًا لـ«داعش» أعادت نشر مقاطع فيديو للتنظيم الإرهابى على مجموعات "الهاشتاجات" التى ظهرت تزامنًا مع دعوات التظاهر، موضحة أن حسابًا يحمل اسم "afaqq٢٠٠" نشر مقطع فيديو واحدًا بشكل منتظم كل ساعة، بواسطة استخدام آلية "التشغيل الآلى"، هاجم فيها الدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسى، واستخدم "الهاشتاجات" العربية الشائعة، بالتزامن مع دعوات التظاهر، لاكتساب أكبر نسب مشاهدة، واستمالة أكبر عدد ممكن، حتى تم تعليقه فى وقت لاحق.
ورغم أن الجماعات الإرهابية تركز بشكل كبير على تطبيق "Telegram"، بعد ملاحقتها على "فيسبوك" و"تويتر"، تظهر الحسابات المؤيدة لتنظيم "داعش" من حين لآخر على الموقعين، للاستفادة من الأحداث الجارية.
وذكرت الكاتبة إيرين جالاجر، فى بحث نشرته على مدونتها، أن عددًا كبيرًا من الروايات غير الصحيحة يتم نشرها من جانب تلك الحسابات المزيفة على مجموعات «الهاشتاجات» الخاصة بمصر، موضحة أن ٢٠٪ من التغريدات التى تستخدم هاشتاج «#ميدان_التحرير_الآن» نشأت من حسابات مزيفة، تم نشرها عبر تطبيق "IFTTT".
و"IFTTT" هى خدمة تسمح للمستخدم بإجراء عملية ما إذا تم استيفاء شروط معينة، وتستخدم فى أوضاع غير ضارة، مثل تشغيل الأجهزة المنزلية، والإبلاغ عن وصول الطعام الذى طلبته من أى مطعم فى وقت سابق، لكن هناك استخدامًا خطيرًا له من قِبل مرسلى البريد العشوائى، يتمثل فى إرسال رسائل متعددة على وسائل التواصل الاجتماعى.
وذكرت أن العديد من الحسابات العشوائية تم إنشاؤها حديثًا، كما استخدمت أسماء عربية، خاصة من الإناث، مشددة على أنه من المستحيل معرفة مَن يقف وراء التغريدات المؤيدة لـ"داعش".
واتفق معها الأكاديمى مارك أوين جونز الذى كشف عن وجود عدد كبير من الحسابات التى تم إنشاؤها حديثًا، وتدخل للتغريد على مجموعات "الهاشتاجات" الخاصة بالاحتجاجات، مشيرًا إلى إنشاء قرابة ١٥٠٠ حساب من إجمالى ٩٧١٣ حسابًا تم نشرها على علامة هاشتاج واحدة، فى سبتمبر ٢٠١٩.
وأوضح "جونز": "تلك الحسابات المزيفة التابعة لداعش مسئولة عن ٣٧٨ ألف تغريدة، وحساب واحد منها نشر ما يقرب من ١٣ ألف تغريدة منذ إنشائه مؤخرًا، والغالبية منها لم تنجح محاولات الكشف عن مواقعها".
وأضاف: "بدأت تلك الحسابات الإرهابية فى التلاعب بمجموعات الهاشتاجات، خلال دعوات التظاهر قبل ٢٠ سبتمبر الماضى"، موضحًا أنه فى الأسبوع الماضى وصل "هاشتاج" الإخوان ومحمد على إلى مليون تغريدة، ومع حلول اليوم التالى انخفض العدد إلى نحو ٨٠٠ ألف تغريدة، وذلك بعد حذف "تويتر" الحسابات المزيفة التى كانت تنشر بشكل مبالغ فيه.
وقالت الشبكة البريطانية: "رغم أن نحو ٣٪ فقط من المصريين يستخدمون موقع تويتر، فإنه لا يزال عامل تعبئة للمناوئين للدولة".