تعد "البورة"، إحدى القرى في أسيوط حيث تقع شمال المحافظة، ويعود تاريخها إلى ثلاثة قرون من الزمان، وأقام فيها بعض القبائل العربية المهاجرة من شبه الجزيرة العربية وهم عرب "العزالية"، وقد تم إنشاء أول مدرسة بالقرية عام 1911 من الميلاد، وساهم بعض رجال القرية في تطويرها وتنميتها، وعلى سبيل المثال عبدالوكيل مصطفى علي برديسي، وكان عضوا بارزا في الاتحاد الاشتراكي وموسي علي قوشتي الذي شغل منصب وكيل وزارة الأزهر الشريف، وساهموا في إنشاء عدة معاهد أزهرية بالقرية ابتدائي وإعدادي وثانوي بنين وبنات وتعتمد القرية اعتمادا كليا على الزراعة.
"بلدنا اليوم"، ترصد أهم المشاكل التي يعاني منها أهالي قرية البورة، حيث قال عماد عبد الحفيظ "شيخ البلد" إن القرية تعوم على بركة من المياه الجوفية، بسبب عدم إدارجها ضمن خطة مشروعات الصرف الصحي، وهو ما بات يهدد منازل المواطنين بالانهيار مخاطبا المسئولين مراراً وتكرار بالتدخل ولكن دون إجابة.
وأضاف: "الآبار الجوفية بالمنازل عند معظم أهالي القرية توقفت عن العمل تماما، وأصبح على الأهالي كل أسبوعين جلب سيارة الكسح الأهلية، والتي تأخذ منهم في كل نقلة 80 جنيها مقابل سحب المياه من البئر، ونحن نقوم بسحب ما بين حملتين إلى 3 حمولات بالسيارة الخاصة بالكسح، وهذا يكلف على مدار الشهر مبلغا ماليا كبير وتصل إلى حد نصف رواتبهم تقريبا، فهل يعقل أن يقوم الأهالي بصرف نصف رواتبهم على الصرف، وهل ما تبقى يمكن أن يسد إحتياجاتهم وإحتياجات أولادهم بالمدارس والجامعات، نحن نلوذ بالحكومة سرعة التدخل وحل المشكلة، فمعظم القرى المجاورة لنا والتى هى أقل منا فى عدد السكان تم ربطها بشبكة الصرف، ونحن محلك سر ولا يوجد من ينقذنا من الهلاك".
وأكد محمد عواجة "مدرس لغة عربية": "إننا نعيش في قرية البورة والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من حوالي 10 آلاف نسمة، نعاني أشد المعاناة من عدم وجود صرف صحي بالقرية ، مشيرًا إلى اعتماد قطعة أرض لإنشاء محطة رفع ولكن دون جدوى ويلجأ المواطنين على تصريف المياه في (البيارات والخزانات الجوفية ) مما يؤدى إلى سقوط عدد من هذه البيارات، وغرق والمنازل بالإضافة إلى جفاف ترعة الهدايا والبورة".
وأضاف محمد عواجة: "ترعة الهدايا والبورة عمرها يزيد عن 100 عام، وكان الهدف من إنشائها تصريف الفائض من رى الأراضى الزراعية من الترعة الإبراهيمية لرى غابات الأشجار، ولكن نظراً لعدم إنشاء مشروع الغابات الشجرية بالمحافظة، تحولت الترعة إلى مجرى يضم بين جنباته مياها راكدة لا يحركها سوى تفريغ حمولة سيارات الصرف الصحي، وإلقاء القمامة والمخلفات العضوية والزراعية وأن الترعة تحولت إلى مفرخة للحشرات الضارة منها الناموس الذى ينقل الأمراض بين الناس، وما زاد الأمر سوء هو إلقاء محطة الصرف مياهها الفائضة في مجرى الترعة، نروى منها الأرض وتشرب منها الماشية، رغم تلوث المياه".
وناشد محمد عواجة، اللواء جمال نورالدين محافظ أسيوط، ورئيس شبكة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط، بتوصيل خط الصرف الصحي للقرية.