شهد اليوم الإثنين، توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة النقل و الهيئة العربية للتصنيع بحضور سفير المجر بالقاهرة، وذلك تنفيذا للتكليف الرئاسي بتوطين صناعة الجرارات وعربات السكة الحديد في مصر.
ويشمل البروتوكول، الإسراع بالخطوات التنفيذية لتعميق التصنيع المحلي للسكك الحديدية والشراكة بين النقل والهيئة العربية للتصنيع، لتحديث سيماف لتواكب احتياجات وزارة النقل وفقا لمعايير الجودة العالمية.
واستقبل الفريق عبدالمنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع ، الفريق كامل الوزير وزير النقل، والدكتور بيتر كيفيك سفير المجر بالقاهرة واليدكو سيجي المستشارة المجرية للتعاون الخارجي وبحضور رئيس وقيادات هيئة السكك الحديدية ومترو الأنفاق، وذلك بمقر مصنع سيماف لمهمات السكك الحديدية التابع للهيئة والذي يعد أحد الصروح الصناعية المتخصصة في صناعة السكك الحديدية ومتروالأنفاق بالمنطقة العربية والأفريقية والشرق الأوسط.
تأتي تلك الزيارة تنفيذا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعميق التصنيع المحلي وتوطين تكنولوجيا صناعة الجرارات وعربات السكة الحديد في مصر.
أكد الوزيران علي أن حجم المشروعات القومية التي تنفذها الدولة في مجال تحديث وتطوير وسائل النقل بالسكة الحديد ومترو الأنفاق، يتيح إمكانية التعاون مع الشركات العالمية المتخصصة لنقل وتوطين صناعة الوحدات المتحركة بكافة أنواعها والجرارات، اعتمادا علي القاعدة الصناعية الهائلة بالهيئة العربية للتصنيع، وذلك عن طريق الاستمرار في تطويرها وتحديثها لتواكب احتياجات وزارة النقل، بما يطابق أحدث مواصفات ومعايير الجودة العالمية.
كما شدد الجانبان علي أهمية الإسراع بالخطوات التنفيذية لتعميق التصنيع المحلي للسكك الحديدية وبحث الشراكة بين النقل والهيئة العربية للتصنيع لتلبية الطلب المتزايد من احتياجات وزارة النقل في مجال الجرارات ومهمات السكك الحديدية ومترو الأنفاق ،مؤكدين الاستعداد التام من جانب الحكومة لتقديم الدعم الكامل لتطوير مصنع سيماف والسعي للوصول إلي مرحلة تصنيع الجرارات وعربات السكك الحديدية بشكل كلي، وذلك بالتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة.
خلال الاجتماع، استمع "الوزير" لشرح توضيحي حول الدراسة التي أعدتها الهيئة العربية للتصنيع لتوطين هذه الصناعة، وتمت الإشارة خلالها لمراحل الإتفاق مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال، للتصنيع المشترك لعربات الركاب للسكة الحديد ,كما تم استعراض ومتابعة الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات الجارية بين الجانبين، مثل مشروع تصنيع وتوريد 140 عربة سكة حديد لنقل البضائع والذي يدخل ضمن خطة وزارة النقل لتدعيم الهيئة القومية لسكك حديد مصر، بعربات البضائع الجديدة خلال الفترة المقبلة بمعدل ٢٥ عربة بضائع شهريا ، وكذلك الموقف التنفيذي لتأهيل عربات الدرجة الثالثة لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين.
في هذا الصدد، أكد وزير النقل أهمية التصنيع المحلي واتخاذ كافة التدابير والإجراءات الخاصة بتدعيمه وذلك في إطار توجيهات القيادة السياسية بضرورة توطين صناعة النقل في مصر لتدعيم منظومة السكك الحديدية، لما له من انعكاس ايجابي علي الإقتصاد المصري, مشيرا إلي الحرص علي أن تكون المنتجات المصنعة وفقا للمواصفات الفنية العالية وتواكب أحدث أنواع التكنولوجيا بما يساهم في تطور منظومة السكك الحديدية وتحسين الخدمة المقدمة للركاب.
كما أكد على أهمية الإسراع بتطوير وتحديث ماكينات مصنع سيماف والاهتمام بتدريب العاملين لتحسين الجودة والإسراع بمعدلات التنفيذ بالمشروعات الجارية مع الهيئة العربية للتصنيع ومنها تصنيع وتوريد عربات البضائع وتطويرها ومنها عربات البضائع القلاب لزيادة المنقول من البضائع عبر السكك الحديدية لتخفيف الأعباء على الطرق،,مشيرا إلى أن استراتيجية الوزارة ترتكز علي مواكبة التطور العالمي في منظومة نقل الحاويات عبر السكك الحديدية، من خلال التعاقد على عربات مخصصة لنقل الحاويات.
من جانبه أكد الدكتور بيتر كيفيك سفير المجر بالقاهرة ان التعاون مع الهيئة يعد خطوة هامة لتوطين التكنولوجيا بمصر والمنطقة الإفريقية والشرق الأوسط ،معربا عن تطلعه لزيادة مجالات التعاون المصري المجري في مجال السكك الحديدية من خلال سيماف.
إذ يعد المصنع الوحيد الذي له حق تصنيع بواجي جانز المجرية، إلى جانب قدرته على تصنيع دوائر الفرامل الهوائية، كما أنه المصنع الوحيد في مصر المُصنف عالميًا في مجال صناعة السكك الحديدية، والحاصل على شهادة السجل الصناعي في هذا المجال، وحائز على عدد كبير من شهادات الجودة والاعتماد.
وأشار الى أن هناك العديد من المؤشرات التي تعكس وجود فرص واعدة لإقامة شراكة صناعية بين الشركات المجرية والهيئة العربية للتصنيع في مجال السكك الحديدية وتفعيل ما اتفق عليه بمنتدي الاستثمار المصري المجري.
من جانبه، أكد الفريق عبدالمنعم التراس أن تنفيذ تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة الجهود الجارية للتحول من التجميع إلى التصنيع وتوطين صناعة النقل في مصر بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية، مشددًا علي مراعاة أعلي المواصفات الفنية والتكنولوجيات الحديثة في التصنيع، بما يسهم في التطوير الشامل لمنظومة السكك الحديدية وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين.
وأوضح أن الهيئة العربية للتصنيع تضع كافة إمكانياتها التصنيعية لتلبية الطلب المتزايد من احتياجات وزارة النقل ، مشيرًا إلي الإمكانات الكبيرة للهيئة العربية للتصنيع والخبرة الكبيرة في تنفيذ عربات ومتطلبات السكك الحديدية بشكل فني متميز.
كما شدد التراس على خطة الهيئة العربية للتصنيع لتحسين الجودة والإسراع بمعدلات التنفيذ من خلال تطوير معدات مصنع سيماف واعادة تدريب وتأهيل العاملين في مدة زمنية من ٦ إلى ٩ أشهر من الآن.
وعقب مشاهدته لخطوط الإنتاج المختلفة والطاقات الإنتاجية والبنية التحتية لصناعة السكك الحديدية بمصنع "سيماف"، والذي يحظى بإمكانيات تصنيعية هائلة، أشاد "الوزير "بكفاءة الكوادر البشرية بالمصنع والإمكانيات التكنولوجية ومعدلات الجودة التي تضاهي مثيلاتها بالمؤسسات الصناعية العالمية حيث وصفه بالمصنع المتكامل، مؤكدا أنه لا أمل لصناعة وطنية إلا بوجود كيانات صناعية قوية يعتمد عليها كالهيئة العربية للتصنيع.