معركة لا يمكن أن تنسى مكانًا ارتوى بدماء الأبطال، حجارة سقط عليها الشُجعان بعدما ظلوا يحاربون حتى فاضت روحهم متمسكين بسلاحهم مدافعين عن تراب وطنهم، هنا سطرّ التاريخ ملحمة لا يمكن أن تُنسى، ملحمة سيتذكرّها الابناء والأحفاد بكل فخر وعزة ، ساعات قليلة شهدت على البسالة والبطولة، بسالة الجندي المصري وتصديه لعدو خائن غادر، إنّها معركة البرث، معركة كتبها منسي ورفقاه بدمائهم ليتحاكاها المصريون بعدهم، المعركة التي وقعت داخل"بيت راشد"، هذا المنزل الذي شهد على بطولة ضمن قصص الأبطال الذين سكبوا دمائهم على رمال سيناء ليحيا هذا الوطن.
جميعنا يعرف جيدًا معكة البرث وما حدث فيها، لكن كثيرًا منّا لا يعرف قصر راشد المكان الذي اتخذه منسي ورفاقه ليكون مستقرًا لهم، وكمينًا يصطادوا عن طريقه التكفيريين وأعداء هذا الوطن، في الأيام القليلة الماضية ومع عرض الحلقات الأولى من مسلسل الاختيار تفاعل ملايين المصريين مع المسلسل، الجميع يريدد أن يعرف ما فعله أبناء الوطن وملحمة البرث، لكن من ناحية أخرى أغضب العمل أشخاصًا آخرين، فباتوا يهاجمونه ليل نهار، ينشرون قصصا وهمية لا صحة لها، يحاولون تشويه أبطاله لكنّهم في كل مرة يفشلون، كان آخر قصة وفتنة حاولوا نشرها هي حكاية قصر راشد والذي شهد على ملحمة البرث.
الأذرع الإعلامية لعدد من القنوات الإرهابية، ذكرت بأنّ قصر راشد هو منزل لأحد أبناء سيناء وأنّ الجيش استولى عليه عنوة حتى يستقر فيه، وماحدث في البرث كان ثأرًا لما حدث، الغريب في الأمر أنّ كذبتهم لم تصمد كثيرًا فخرج العديد من أبناء هذا الوطن يكشفون حقيقة بيت راشدد كما يطلق عليه، هذا المكان الذي كان يمتلكه الشيخ راشد أحد مشايخ قبيلة الترابين الشهيرة وأبنائه وأشقائه ، والذين استشهدوا أثناء تصديهم للعناصر الارهابية التكفيرية ،بعد استشهاد الأبناء وهب والدهم للجيش مكانه حيث يكون قاعدة لتأمين القرى المحيطة، ليتوفى فيما بعد حزنًا على أبنائه.
"بيت راشد" أحد البيوت الذي يقع بقرية البرث أحد قرى شمال سيناء، والتي لا يوجد بها كثافة سكانية عاليه، تصلها الخدمات بشكل بسيط وذلك لبعد المسافة بينها وبين العمران، فتعد هي أقرب قرى رفح إلى حدود الاحتلال الإسرائيلي، يكثر في المنطقة التكفيرين والهاربين، ولأنّ الأمر في المنطقة كان سيئّا قرر الجيش أن ينشئ كمينا ثابتًا حتى يتمكن من السيطرة هذا الكمين الذي تواجد فيه العقيد الشهيد أركان حرب أحمد صابر منسي قائد عمليات الكتيبة 103 صاعقه ، ورجاله من الضباط والجنود.
وبعد القيام بالعديد من المهام في المنطقة أذاق منسي ورفاقه التكفيرين الكثير، حتى قرروا مهاجمته فمنسي كان مطلوبًا لديهم إسمًا وفي السابع من يوليو عام 2017، حدث هجوم بعتاد وأسلحة ثقيلة وسيارات مفخخة على كمين البرث، قاوم الجنود والرجال لآخر نفس، لم يتك أحد سلاحه حتى آخر نقطة في دمه، لكل بطل منهم حكاية وبطولة مختلفة عن الآخر، لكن في النهاية لم يستطع هؤلاء التكفيرين السيطرة على الكمين حتى مع استشهاد أبطاله لكنّهم قبل أن تفيض روحهم دافعوا بكل ما أوتوا من قوة عن وطنهم.
"وسلام على من يقاتلون فى الليل و فى الصباح بالأكفان قد عادوا سلام عليكم جميعا حتى نلتقي".
اقرأ المزيد
أحمد السقا ضيف الحلقات الأخيرة من الاختيار.. "فيديو"
"صدقت لما قولت هموت وأنا بدافع عن الأرض" ..أمير كرارة يعلق على استشهاد سالم أبو لافى