تتميز المرأة دائما في مجالات الحياة المختلفة منذ قديم الزمان، ففي بداية الزمان كانوا من ملكات حكمن دولاً بعينها؛ وحتى عصرنا الحديث مع المجندات اللاتي يشاركن في الخدمات العسكرية، ونساء يساهمن في أبحاث الفضاء والعلوم التطبيقية والتكنولوجيا وغيرها من المجالات التي اقتحمتها المرأة، وأثبتت ريادتها بها.
ولطالما كانت هناك مجالات بعينها كان النصيب الأكبر فيها قبل عدة قرون للرجال بنسب أكبر، ولكن ماذا عن أكثر نساء أثرن في تاريخ الطب؟ هذا ما سوف نتعرف عليه خلال تقريرنا التالي.
Metrodora مترودورا اليونانية:
مترودورا هي طبيبة يونانية عاشت في الفترة ما بين 200 إلى 400 ميلادي، وألفت واحداً من أقدم المراجع الطبية في فرع الطب النسائي باسم On the Diseases and Cures of Women، وهو أقدم نص طبي كتبته امرأة في التاريخ.
مترودورا اليونانية:
الكتاب اعتبر آنذاك قفزة معرفية كبيرة في عالم الطب، وخاصة في موضوعه الأساسي: عمليات الولادة. وبخلاف هذا المرجع الطبي هناك العديد من النصوص والأعمال المكتوبة لها تتناول جوانب أخرى من طب وأمراض النساء، وتقنيات الجراحة.
وتقول بعض المراجع أن مترودورا تأثرت بشكل كبير بأعمال الطبيب اليوناني الشهير (أبقراط) الملقب بأبي الطب، وهناك اليوم العديد من الأبحاث التي أعادت اكتشاف وتدقيق أعمالها، وهو الأمر الذي أثار إعجاب العالم بها أكثر من ذي قبل عندما اقتربت أبحاثها بشدة من أبحاث ومناهج الطب النسائي الحديث.
Elizabeth Blackwell إليزابيث بلاكويل:
إليزابيث بلاكويل طبيبة بريطانية المولد (1821 – 1910)، وهي أول امرأة تحصل على درجة علمية في الطب من أمريكا حيث درست، ونشأت في أسرة تقدمية لأب مناهض للعبودية، وقادت شقيقاتها حملات شهيرة مناهضة للتمييز ضد المرأة.
وقبل أن تحصل على أي استحقاق؛ عانت إليزابيث بلاكويل كثيراً مع نظم التعليم في بريطانيا وأمريكا، والتي كانت الهيمنة الكبرى فيهما للرجال، ورفضتها كل جامعات أمريكا في البداية.
إليزابيث بلاكويل:
وحتى بعد أن قبلتها جامعة جنيف للطب في نيويورك عام 1847، ظلت تعاني من عنصرية زملائها الرجال حتى استطاعت أن تتخرج بامتياز، لتغير رأي المجتمع الطبي في أمريكا آنذاك إلى أن المرأة قادرة على اقتحام المجال الطبي بقوة.
إليزابيث بلاكويل لها إسهامات عديدة في مجالات نهضة المرأة بشكل عام، ويظل كتابها Pioneer Work in Opening the Medical Profession to Women أو (الريادة في اقتحام المرأة مجال الطب) واحداً من أشهر كتب التوعية بالمساواة بين الجنسين وحق المرأة في العمل في الحقل الطبي.
أكثر نساء أثرن في تاريخ الطب: Virginia Apgar فيرجينيا أبغار
فرجينيا أبغار هي طبيبة وباحثة أمريكية (1909 – 1947) متخصصة في الطب النسائي والولادة، ولها دور كبير تحديداً في طب حديثي الولادة، بعدما ابتكرت إحدى التقنيات الحديثة لتقييم صحة المواليد سميت قياس أبغار.
وهو عبارة عن اختبار أو مجموعة من العلامات القياسية التي تركز على مؤشرات المولود الحيوية، لاحقاً طّور الأطباء والباحثون في مجال الطب هذا المقياس لإنقاذ حياة الآلاف، بل الملايين من الأطفال حديثي الولادة بفضل المبدأ الأساسي لهذا الاختبار.
فيرجينيا أبغار:
لاحقاً أصبحت أبغار أول أنثى مُحاضِرة بجامعة كولومبيا الأمريكية للطب والجراحة، والآن خلدت مصادر التاريخ الطبي اسمها بمثابة واحدة من أبرز النساء الرائدات بالطب في العالم.
Marie Curie ماري كيوري:
ماري كيوري عالمة ورياضياتية بولندية الأصل ( 1867 – 1934)، وتشتهر باكتشافها لعنصر الراديوم الكيميائي المشع، وهو الاختراع الذي حازت عنه جائزة نوبل 1903 ، كما أنه الاكتشاف الذي تسبب في مصرعها لاحقاً إثر تعرضها لكميات كبيرة منه.
ولكن ماري كيوري كان لها إسهامات كبيرة أيضاً في مجال الطب فقد كان اكتشافها للعنصر المشع هو النواة الأساسية في تطوير جهاز أشعة إكس الذي أغنى الكثير من الأطباء في العالم عن الإجراء الجراحي لتشخيص الإصابات الداخلية، وحازت ماري كيوري على جائزة نوبل أخرى عام 1911، تقديراً لجهودها في تطوير أبحاث المواد المشعة.
ماري كيوري:
وليس هذا فقط، ففي أثناء اندلاع الحرب العالمية الأولى تعاونت ماري كيوري مع ابنتها الطبيبة أيرين كيوري في تطوير جهاز أشعة إكس متنقل، وذهبت به إلى قلب المعارك المشتعلة في أوروبا لتشخيص إصابات الجنود، وهو ما ساهم في إنقاذ حياة ملايين الجرحى منهم.
Francoise Barré-Sinoussi فرانسواز باري سينوسي:
فرانسواز باري-سينوسي طبيبة وعالمة فرنسية بمعهد باستير الفرنسي للأوبئة، ولدت في العاصمة الفرنسية باريس عام 1947 وحصلت على الدكتوراة في الطب عام 1975، وساهمت في الأبحاث على الخلايا البشرية بمجموعة كبيرة من الأبحاث.
فرانسواز باري سينوسي:
ولكن أكبر إسهاماتها في عالم الطب كان عام 2007 ببحث مشترك مع الباحث والطبيب لوك مونتايغن حول أثر فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) على الخلايا البشرية والنظام المناعي البشري، وهو البحث الذي خلصت نتائجه إلى أمر لم يكن متداولاً من قبل وهو هجوم الفيروس على الخلايا الليمفاوية البشرية للمصاب ليصل منها إلى خلايا الدم في الجسد كله، وهو البحث الذي أهدى كليهما جائزة نوبل في الطب لعام 2008.
ومما يثير الإعجاب أن هذا البحث ساهم في الأعوام التالية في تطوير خريطة علاجية فعالة لمرضى الإيدز تمنحهم عمراً أطول، وحياة صحية جيدة، بل وقد يكون هذا البحث مستقبلاً نواةً لأول علاج فعال لمرض HIV نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
بماذا كلف "عبد العال" رؤساء اللجان النوعية بشأن كورونا؟
"كارثة".. تعرف على مخاطر تغيير أوقات النوم
احذر أكل الرنجة والملوحة في هذه الأيام