أكد الدكتور كرم سعيد، الباحث المتخصص في الشؤون التركية، أن هناك دعم عسكري مستمر من حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج بموجب الاتفاق الذي تم توقيعه في 27 نوفمبر الماضي، والذي يتضمن تعزيز التعاون المشترك والدفاع المشترك بين الطرفين بالاضافة إلى مسألة ترسيم الحدود وبالتالي ما يقوم به المشير خليفة حفتر يعد خطوة ونقلة نوعية في مسار معركة تحرير طرابلس.
وأوضح سعيد، أن المسألة ليست بهذه السهولة لكن من الممكن أن تتسبب هذه العملية في ازعاج شديد لقوات السراج وقد تسفر عنها اعادة تشكيل صياغة التحالفات في مناطق الغرب الليبي خاصةً أن هناك بعض الميليشيات والعناصر التي أصابها اليأس من هذه المعركة ورأت أن النتيجة ربما تكون صفرية من وراء معركة تحرير العاصمة طرابلس.
وأكد الخبير في الشؤون التركية، أن تركيا ستحافظ على دعمها للسراج لاعتبارات عديدة أبرزها تمرير مسألة الاتفاق البحري الذي تم توقيعه بالرغم من أن هناك خلاف قانوني على الاتفاق لكن تراه تركيا نقطة مهمة وتحول نوعي في حضورها في منطقة شرق المتوسط والبحث عن مكانتها بموجب الاتفاق مع حكومة السراج.
وأضاف أن الأمر الثاني متمثل في وقت دعم السراج في الوقت الراهن غاية الأهمية من ناحية تمرير الصناعات والأسلحة التركية لحكومة السراج في وقت تعاني فيه الصناعات العسكرية التركية أزمة شديدة، ويعاني الاقتصاد التركي بشكل عام فى الوقت الحالي وبالتالي من الضروري استمرار المعركة لضمان رواج حركة التجارة التركية خاصة تجارة الأسلحة، لافتاً إلى أن حكومة أردوغان هدفها اختبار مدى كفاءة تلك الأسلحة الجديدة وليس بيعها فقط.
وتابع سعيد قائلاً: أن الأمر الأخير متمثل في الحفاظ على قوة السراج في الوقت الراهن خاصةً مع قرب انعقاد مؤتمر برلين حتى يكون فايز السراج طرف فاعل وهام يمكن الاستناد عليه لأي تسوية سياسية في الأزمة الليبية، خاصةً أن السراج من ضمن شروطه حضور تركيا وقطر في هذا الاتفاق ما جعل هناك حرص شديد من طرف تركيا على إطالة تلك العملية حتى يتم الانتهاء وترى تركيا أطراف التسوية المقررة وفقاً لمؤتمر برلين المقرر انعقاده نهاية شهر ديسمبر هذا العام.
وأكد الخبير في الشؤون التركية، أن إرسال تركيا معدات عسكرية وأسلحة إلى جماعات مسلحة داخل ليبيا يعتبر انتهاكاً واضحاً وصريحاً للحظر الدولي المفروض على ليبيا منذ اندلاع الحرب الداخلية فيها، محذراً من أن ليبيا قد تكون مركزاً جديداً لعمليات تنظيم "داعش" الإرهابي، مشيراً إلى أن قائد التنظيم في ليبيا قال في تسجيل فيديو أن تركيا ستكون النقطة الأهم في العمليات العسكرية للتنظيم داخل ليبيا في الفترة المقبلة لتعويض الخسارة التي تعرض لها التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق.