أسامة حمدي: مفاوضات عُمان بين واشنطن وطهران صراع إرادات على حافة الإنفجار (خاص)

الاثنين 14 ابريل 2025 | 10:47 صباحاً
كتب : بسمة هاني

قال الباحث والمحلل السياسي أسامة حمدي، المتخصص في الشؤون الإيرانية وقضايا الشرق الأوسط، في تصريح خاص لموقع بلدنا اليوم، بأن المفاوضات المرتقبة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، والمقرر عقدها في سلطنة عمان يوم السبت المقبل، تُعد من أكثر الجولات التفاوضية تعقيدًا بين البلدين، في ظل تاريخ طويل من العداء يعود إلى عام 1979، مع قيام الثورة الإسلامية في إيران.

فرض الإرادة الإيرانية على شكل المفاوضات

وأشار حمدي إلى أن هذه المفاوضات تجري في أجواء مشحونة بعد سلسلة من التهديدات المتبادلة، إلا أن إيران تمكنت من فرض شروطها، برفضها التفاوض المباشر مع الجانب الأمريكي، وإصرارها على أن تكون سلطنة عمان هي الدولة المضيفة والراعية للوساطة، ما يعكس إصرار طهران على التحكم بسياق التفاوض.

صراع الإرادات أهداف متضادة

ولفت إلى أن المبدأ الحاكم لهذه المفاوضات هو صراع الإرادات، حيث تسعى واشنطن إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني، وإنهاء تهديده المحتمل لإسرائيل، كما تستهدف القضاء على البرنامج الصاروخي الإيراني وتقليص نفوذ طهران في المنطقة عبر وكلائها كحزب الله، حماس، الحوثيين، والحشد الشعبي.

إيران: التكنولوجيا النووية لتعزيز الردع الإقليمي

و أوضح حمدي أن إيران لا تسعى فقط لامتلاك السلاح النووي، بل تهدف إلى امتلاك التكنولوجيا النووية لتعزيز مكانتها كقوة إقليمية وازنة، معتبرة أن هذا يشكل عنصرًا إستراتيجيا في خلق توازن ردع في المنطقة، وخاصة أمام إسرائيل.

موقف متشدد من إدارة ترامب

وشدد حمدي على أن واشنطن وخصوصًا إدارة الرئيس دونالد ترامب، لا ترى في التطمينات الإيرانية المتعلقة بسلمية برنامجها النووي حلاً كافيًا، بل تطمح إلى إنهاء هذا البرنامج كليًا، خاصة أن ترامب يريد تمييز نفسه عن سابقيه الذين اعتبرهم متساهلين مع طهران، مما سمح لها بتوسيع أنشطتها النووية والاقليمية

وأكد حمدي أن المفاوضات قد تؤول إلى أحد سيناريوهين

الأول، التوصل إلى اتفاق مؤقت وهش شبيه باتفاق 2015، يمنح طهران تخفيفًا للعقوبات ويمنح واشنطن مخرجًا سياسيًا، لكنه لا ينهي فعليًا الطموحات النووية الإيرانية.

الثاني، فشل المفاوضات، وهو ما قد يقود إلى تصعيد عسكري كبير يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.

بناء الثقة قبل أي إنفراج

ونوه حمدي إلى أن هذه الجولة من المفاوضات، رغم كل ما يحيط بها من ضغوط وتعقيدات، قد تكون مجرد بداية لجلسات "بناء الثقة" وتبادل الرسائل غير المباشرة، يُبنى عليها لاحقًا حوار أكثر عمقًا وربما مباشرًا في المستقبل.

اقرأ أيضا