من داخل المقبرة.. ننفرد بفتح "صندوق أسرار" الراحل هيثم أحمد زكي

نكشف الحقيقة الكاملة للشائعات التى طاردته بعد وفاته.. ونزيح الستار عن أسرار حياته من داخل منزله وعلاقته بالطبيب النفسى

لماذا لم يتزوج البلياتشو الحزين وسر السيدة المنتقبة التى ارتبط بها

قصته مع الجيم وأغنية رجال الصاعقة "قالوا ايه علينا دولا قالوا ايه"

وصيته الأخيرة قبل الوفاة بساعات قليلة.. وأعمال الخير وحبه للأطفال

أسرة.. الموت وحده هو من استطاع أن يلم شملها من جديد، بعد وفاة الفنان الشاب هيثم أحمد زكى، عن عمر يناهز الـ35 عامًا، كان دائمًا هيثم يشعر بالوحدة، ويتمنى أن يلم الله شمله مع عائلته الفنية الشهيرة.

فقررت الذهاب إلى مقبرة الراحل أحمد زكى والتى يدفن بها نجله هيثم أيضًا، وهى مقابر الفيوم التى تسبق المدينة بـ5 كيلو مترات فقط، وأثناء الطريق كان هدفى الوصول لحارس المقبرة الخاصة بأسرة الفنان الراحل أحمد زكى، ويدعى "حسين حسن"؛ لأن كل الشائعات التى لاحقت هيثم، كانت مرتبطة باسم حارس المقبرة، ولكن القدر كان يحمل لى الكثير من المفاجآت، فعند وصولى للمقابر أوقفت سيارتى أمامها وانتظرت دقائق حتى خرج شخص ما لا أعرفه ووصف لى طريق المقبرة من داخل المقابر، وعند وصولى إلى مقبرة الراحل هيثم أحمد زكى وجدت حارس المقبرة يجلس على الباب وكأنه ينتظرنى، فقمت بإلقاء السلام عليه وطلبت منه التسجيل معه، فرفض وقال لى سأعطيك صندوق أسرار الراحل هيثم أحمد زكى، فالصدفة جعلتك تجتمع به، فشعرت بالسعادة، واتجهنا سيرا على الأقدام للمقبرة، وعند دخولى فوجئت بشاب فى مرحلة العشرينيات، ذاهب فى النوم بجوار مقبرة هيثم أحمد زكى على فرشة بسيطة، وكان هذا الشاب هو صندوق أسرار الفنان الشاب الراحل هيثم أحمد زكى، وكان يدعى "أيمن أحمد رمضان محمد" كان المساعد الخاص لهيثم لمدة ثمانية أعوام، وكان يعيش مع هيثم بالمنزل حتى قبل الوفاة بـ"4" أيام فقط، فهيا بنا عزيزى القارئ نكشف حقيقة الشائعات التى لاحقت هيثم بعد وفاته، ونكشف تفاصيل تُعرض لأول مرة عن حياته خلال السطور المقبلة.

الوصية

جلست مع "أيمن" أمام باب المقبرة، وظللت أتحدث معه لساعات طويلة، حتى استغرق حديثنا عن هيثم 4 ساعات تقريبًا، فكانت بداية حديث أيمن بعد الدموع والنواح، حزناً على فراق صديقه وصاحب عمله: آخر كلمة قالها لى لا تتركنى يا أيمن؛ لأنى كنت مع أمى فى المنصورة، لا تتركنى وتعالى بسرعة حتى لا يطلق الناس على الشائعات، وبعد انتهاء المكالمة بساعتين، وجدت "إنجى" خطيبة هيثم أحمد زكى، تطلبنى على التليفون، وتقول لى يا أيمن هيثم يشعر بالمرض فلا تتركه واذهب له، فأجبتها أنى كنت أكلمه منذ ساعتين، وسأعاود الاتصال به لأنى فى المنصورة، وبالفعل اتصلت على هيثم ولكنه كان فى "الجيم" فلم يرد، وبعدها بساعة تقريباً، عاود هيثم الاتصال بى ثلاث مرات ولكنى لم أسمع التليفون، وعند منتصف الليل سمعت خبر وفاة شقيقى وصديقى هيثم أحمد زكى، وكنت أحسب أنها كذبة لكى أذهب إليه، وعندما قرأت الأخبار كنت افتكرها ما هى إلا مجرد شائعة، فاستمررت بالرن على هيثم ولكنه لم يرد، وعندما تحدثت مع "إنجى" أكدت لى خبر الوفاة.

السبب الحقيقى للوفاة

وباستمرار الحديث كشف أيمن عن السبب الحقيقى لوفاة هيثم أحمد زكى بشكل مفاجئ وهو صغير السن دون إصابته بأى مرض ما، قائلاً: هيثم دائماً كان يحب الرياضة، ويريد أن يصنع جسداً قوياً؛ لأنه كان يستعد لتصوير فيلم جديد معظم المشاهد به "أكشن"، فكان هيثم يواظب على الجيم كل صباح وأنا معه وبعد الانتهاء، نجرى سوياً لمدة ساعة تقريباً على أنغام أغنية القوات المسلحة "قالوا ايه علينا دولا قالوا ايه".

ولكن هيثم كان لا يتناول وجبة الإفطار، فى غيابى، ولكن عندما أكون أنا موجود نفطر سوياً، فعندما لا يتناول تلك الوجبة يشعر بإرهاق شديد، ولا يستطيع الوقوف، فكان هيثم يواظب على "الباودر" لكى يصنع جسداً قوياً، ولكنه تناول الباودر على معدة فارغة لأكثر من يوم على التوالى، ونزل إلى الجيم وبذل مجهودا كبيرا، جعله يشعر بهبوط حاد فى "الدورة الدموية"، أدى إلى وفاته، ولكن بعد وفاته وجدت بعض الأشخاص على السوشيال ميديا ينتقدون وفاته فى الحمام، فلماذا، والحمام أيضاً جزء من شقة كل شخص فى العالم، ومن المتوقع أن يتوفى أى شخص فى أى مكان ما.

الأسرة الفنية باقية فى قلوب المصريين

وأثناء الحديث فوجئنا بسيارة ليست فخمة بشكل كبير، وقفت فجأة أمام المقبرة، وتنزل منها فتاة فى عمرها يتراوح بين الـ24 إلى 30 عاماً، ترتدى ملابس يغلب عليها اللون الأسود، وتمسك المصحف فى يدها اليمنى، فتوقعت أنها أحد أقارب هيثم أحمد زكى، وفوجئت أنها تسألنا عن مقبرة الفنان أحمد زكى، فقلنا لها هذه هى المقبرة فاستأذنت الدخول وتركنا لها المقبرة، وظلت فى المقبرة حوالى ساعة تقريباً، وأنا لا أسمع سوى صوت البكاء الشديد، ونغمات قراءة القرآن والدعاء، فتوقعت أنها بالفعل أحد أقاربهم، فاستأذنت بالدخول فسمحت لى، وطلبت منها التسجيل معها فرفضت، وقالت من الممكن أن تصورنى من الخلف، وتروى ما رأيته بعينيك فى هذا القبر من خلال موضوعك الذى ستنشره، فسألتها هل أنت من أقارب الفنان الراحل هيثم أحمد زكى، وكان رد الفتاة مفاجئًا، "أنا لا أقرب لهم شيئاً أنا فقط من جمهور وعائلة أحمد زكى المصرية التى توجد فى كل بيت مصرى، وأنا أتيت من التجمع الخامس إلى الفيوم لكى أجلس مع أسرة أحمد زكى تلك الساعة، وسأغادر الآن، فوقفت على حافة القبر بعد خروج الفتاة، وأنا مندهش: "فوجدت نفسى أقول سبحان الله الخالق الرزاق، "لقد انتهى نسل أحمد زكى، ولكن الله رزقه بنسل لا ينتهى"، فهل الرسالة الصادقة فى الفن تفعل ذلك، وعدت لاستكمل حديثى مع أيمن.

الطبيب النفسى

وعندما عدت وجدت أيمن يمسك هاتفه ويستعيد ذكرياته مع هيثم من خلال بعض الصور عبر هاتفه الشخصى، وقال "دائماً كان يريد أن يكون سعيداً؛ لأن الوحدة كانت تقتله كل يوم، لذلك دائماً كنت أحاول أن أخرجه من الوحدة التى يعيش فيها، ودائماً كان يعاملنى على أنى شقيقه، فكان هيثم يتردد على طبيب نفسانى يدعى "ع" لمدة آخر أربع سنوات وكان دائماً الطبيب النفسى يقول لى لا تتركه وحده ودائماً تحدث معه على أنه صديقك، ولا تشعره أن هناك صفة عمل تربطك به، ودائماً كان هيثم يريد أن يتحدث مع أى شخص ما لكى يكسر حاجز الوحدة، ففى أكثر من مرة طلب منى طلبا غريبا يدل أن الوحدة تقتله بالفعل، وهو أن أنزل إلى الشارع وأجلب له طفلاً يجلس معناً لساعات معدودة، ويعود لأهله مرة أخرى، وكان أول ما يأتى الطفل كان هيثم "يحضنه" ويقول كنت أتمنى أن يكون لى أقارب حقيقيون أعطيهم هذا الحضن، ولكن الحمد الله على كل شىء، فكنت أطلب منه أن نلعب البلايستيشن، لأنه كان يعشق لعبة كرة القدم، وينسى كل شىء وهو يلعبها، فهى الوسيلة الوحيدة التى كنت أعتمد عليها لأخرجه من الوحدة.

سر عدم الزواج

كنت دائماً أتعجب من خجوله وخبرته الضعيفة فى الحياة، فكنا عندما نجلس سوياً، يقول لى، يا "أبو أيمن" إيه معنى كلمة الزواج، فأرد الزواج حاجة حلوة جداً، مسئولية والتزام وأسرة، فسألته لماذا لم تتزوج حتى هذه اللحظة، فكانت إجابته صادمة مثل حياته، أخشى الزواج، فأنا لا أريد أن أتزوج من فتاة أظلمها معى وعلى الرغم من ذلك "أنا أحب خطيبتى جداً"، وأتمنى أن أكون أبا لأسرة تتكون من خلالها، ولكن الحياة الأسرية تخوضها بكل سهولة عندما تكون لديك أسرة، تنقل لك خبراتها فى التجربة التى تخوضها لأول مرة، ولكن الله رزقنى بـ"إنجى" فهى من أسرة طيبة ومحترمة جداً، وأنا أكون سعيدا عندما يسألونى عن عملى، ولذلك أنا أيضاً أسألهم عن كل تفاصيل حياتهم، وهانت كلها 8 أشهر وأتزوج ويكون لدى أسرة، عارف يا "أبو أيمن"، الناس دى لما تيجى تعيش هنا أنا مش هكون وحيد وهكون مبسوط جداً.

السيدة المنتقبة

هناك سيدة منتقبة تدعى "ش" كانت بمثابة والدة وأسرة كاملة لـ"هيثم أحمد زكى"، فهو كانت يتحدث معها ويأخذ استشارتها فى أبسط الأمور، وكانت دائماً تقدم له النصيحة، وتحاول أن تحل له كل الأمور، وكان عندما يغضب هيثم كان يصرخ فى وجهها بصوت مرتفع جداً، ويعود فى خلال دقائق ليصالحها، كانت هى أقرب سيدة لقلبه بعد وفاة جدته، فوفاة جدته أثر به بشكل كبير، وكان دائماً هيثم يقول لى بعد كل خناقة مع هذه السيدة، يا "أبو أيمن" أنا نفسى تحس أن ابنها هو اللى بيزعق، لأنى أنا بعتبرها أمى ومش عايزها تزعل منى أبداً، عارف كل نصيحة بتدهالى بتكون فى الآخر صح جداً.

"كلبش" وبكاؤه الشديد

كان مسلسل "كلبش" شخصية عاكف الجبلاوى خدت مننا مجهود كبير جدًا، خصوصًا أن هيثم كان متغير بنسبة 180 درجة، وأداؤه كان ممتازا للغاية، ولكن المفاجأة كانت فى مشهد الفنان عبد الرحمن أبو زهرة وهيثم، فبعد تصوير مشهد موت الفنان عبد الرحمن أبو زهرة فى المسلسل وعدنا إلى المنزل، وجدت هيثم يجلس على الأريكة، ويبكى، فقلت له لماذا تبكى؟، فأجاب يا "أيمن" عندما قمت بتصوير مشهد موت الفنان عبد الرحمن أبو زهرة، وأنا بقول له "بوى.. يا بوى.. بوى مات.. كنت أبكى بجد؛ لأنى شفت فى وش "عبد الرحمن أبو زهرة".. أحمد زكى بابا المشهد ده أكتر مشهد تعبنى فى المسلسل، وحسيت إنها رسالة منه بيقولى من خلالها سيب بصمتك يا هيثم.

أصدقاء الوسط الفنى

دائماً كان يحب هيثم أن يكون لديه الكثير من الأصدقاء، ولكن هناك ثلاثة كانوا الأقرب لقلبه، وكان دائماً يقول لى وهو سعيد، "عارف يا "أبو أيمن" إحنا ثلاث قلوب فى راجل واحد، عارف مين هما الثلاث قلوب دول، هو عمرو متولى، ومحمد إمام، وأنا، دول إخواتى يا أبو أيمن"، ودائماً كان يحكى لى مواقف خاصة بينه وبين أصدقائه لكى يعلم أصدقاؤه أنى أعرف تفاصيل عن حياتهم، ويقول لى "إياك يا أبو أيمن لما أموت تسيب حد زعلان منى خلى كل الناس تسامحنى"، كنت بقوله تموت إيه يا ريس ده أنت هتدفنى"، مكنتش أعرف أن أنا هدفنه فعلاً، وكان فى مشكلة بينه وبين الفنان محمد رجب فى تصوير مسلسل "علامة استفهام"، فضل يقول لى يلا نروح لمحمد رجب عشان ممكن يكون زعلان، فقلت له لو أنت أصغر منه هيقول أخويا الصغير وبيدلع عليا، ولكن لو أنت أكبر منه لازم أنت اللى تراضى يا ريس وفعلاً رحنا لمحمد رجب ومكنش زعلان فعلاً.

أعمال الخير

هيثم دائمًا كان يحب الخير، وكانت الكلمة التى يرددها دائمًا، "يا أيمن فكرنى كل يوم وكل ساعة بأطفال المستشفيات، دول أهم حاجة فى حياتنا، دول أطفال يا أيمن محتاجين كل جنيه وكل صدقة عشان ربنا يقف جنبنا وجنبهم"، والدليل على ذلك أن ربنا خلى حب الناس يلتف حول هيثم بعد وفاته، ففى يوم وفاته السوشيال ميديا نشرتله "25" صورة عمرة باسم هيثم أحمد زكى، وهناك مستشفى وضعت اسم هيثم على إحدى الغرف الخاصة بعلاج الأطفال.

حقيقة الشائعات

وبذلك انتهى الحديث مع أيمن، وكنت أصر أيضًا على ما أريده وهو التحدث بكل صراحة مع حارس المقبرة الخاصة بأسرة الفنان الراحل أحمد زكى، الذى يدعى "حسين حسن"، وكانت الحقائق صادمة، فكشف عن كل الحقيقة وتعجب لما نشر على لسانه وهو لم يقله بالفعل، فقال "حسين"، "أنا أتعجب فهيثم لم يأت إلى تلك المقبرة منذ عام ونصف تقريبًا، فكيف نشر على المواقع أنى أقول إن هيثم أتى قبل وفاته بأربعة أيام فهذا كذب ولم يحدث، وأيضاً أن هناك مكالمة تليفونية بينى وبينه قبل الوفاة بـ24 ساعة، فهذا لم يحدث فهيثم لم يحدثنى منذ أربعة أشهر تقريبًا".

وأنا من قام بالاتصال بالفنان أشرف زكى؛ لأنى علمت خبر وفاة هيثم من الجرائد ولم يبلغنى أحد بخبر الوفاة، لذلك اتصلت لأقوم بإعداد المقبرة، أما عن إشاعة أن هيثم وصى ألا يدفن بجوار والده، فهذا أكثر شىء مضحك فهيثم لم يوص بذلك على الإطلاق، ولكن الطبيعى وما يحدث فى كل جنازة مصرية، أن أقرب المقربين لحالة الوفاة، يدعون أنه موصى بعدة توصيات، ولكن أنا لم أسمع أى توصية من على لسان هيثم فيجب علينا أن نرد على تلك الشائعات المغرضة لأنها حالة وفاة فهو الآن عند ربه يُسأل على أعماله فحقه علينا الدعاء بأن يدخل الجنة، ومقبرة الفنان الراحل أحمد زكى سوف تظل مفتوحة لكل من يريد أن يأتى إليها ويقدرنى الله أن أعمل ما بوسعى لتلك الأسرة، وأما عن شقيق هيثم فأنا لم أره سوى فى الجنازة، ومن قام بسداد رسوم الدفن والتكاليف هو الفنان أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، وهو دائماً يكلف الفنان أحمد السقا بمساعدتى عند دفن أى فنان، ولكن الصورة المنتشرة عبر الإنترنت ليس من جنازة دفن هيثم أحمد زكى، فأحمد السقا لم ينزل داخل المقبرة.