"عجز المعلمين".. صداع مزمن في عقول وزارة التربية والتعليم، فبين الحين والآخر تطل علينا الأزمة من جديد، ولكن بشكلها الأوسع مع الأيام الأولى بالعام الدراسي الجديد، لدرجة جعلت مدراء المدارس عاجزون عن توفير بدائل، أو حتى الرد على تساؤلات أولياء الأمور المرتبطة بأسباب تكرار غياب المعلمين عن الحصص الدراسية.
وبالرغم من سعي وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لحل تلك الأزمة من خلال التعاقدات المؤقتة والتي أعلنت عنها العام الماضي إلا أنها لم تجدي نفعا، فبالرغم من إعلان الوزارة احتياجها لـ70 ألف معلم إلا أنها اختارت من 400 ألف متقدم 36 ألف فقط.
ولكن الغريب في الأمر أنه بالرغم من احتياج الوزارة للمعلمين إلا أنها تضع القيود والعوائق أمامها، حيث كانت من أبرز الشروط أن مدة التعاقد 3 شهور فقط وبعد تلك المدة يكون العقد منتهيًا بشكل تلقائي ولا يحق التجديد مرة أخرى، ورغم مطالب هؤلاء المعلمين بالتجديد إلا أن الوزارة لم تستجب لمطالبهم، بحجة أن الأمر ليس في يدها ولكن في يد مجلس الوزارء والمالية.
الأمر الذي جلعت أولياء الأمور والمعلمين يستغيثون على مواقع التواصل الاجتماعي خوفًا على مستقبل أبنائهم، وعلى آمل أن يسمعهم أحد وأيجاد بعض الحلول المرضيه لانهاء الكارثة الحقيقة بكل المقاييس.
حلول مؤقتة بالموجهيين
وطالبت وزارة التربية والتعليم، كافة موجهي المواد الدراسية عند وجود عجز بإحدي المدارس بأي تخصص على مستوي كافة المراحل التعليمية يتم سد العجز بالموجه المسئول عن متابعة المدرسة، وذلك لحين توفير البديل ولصالح العمل.
وإفادة بما تم من إجراءات تخدم العملية التعليمية، ومن يخالف ذلك سوف يتعرض للمسائلة القانونية وعلى مكتب التوجيهات الفنية متابعة ذلك الأمر.
حلول الوزارة بعيدة المدي
في البداية، قالت النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن أزمة عجز المعلمين بالمدارس لم تكون وليدة اللحظة وأنما تمتد لسنوات طويلة، وبالرغم من ذلك إلا أن الوزارة لن تريد أن تجد حلول قصيرة المدي وأنما العكس.
وأوضحت "نصر"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن هناك عجز في المعلمين في عدة تخصصات في العديد من المناطق، ولأبد أن يمنح الوزير تفويض للمحافظين بحل الأزمة، حتي وأن كان لشكل مؤقت خاصة وأنهم يدركون جيدًا ما يحتاجونه من معلمين بالمدارس.
وأكد عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن السيناريوهات القادمة لحل مشكلة نقص العجز، لا يجب أن تمشي بهذا الشكل، ولابد من وضع نظام علمي واضح لسد عجز المعلمين، حتي وان يضعون أكثر من نظام لجني ثماره في الوقت القريب والبعيد.
وأشارت البرلمانية، أن هناك أكثر من طرق لسد العجز بخلاف العقود المؤقتة، منها أنه قلل انتدابات المعلمين للأماكن الإدارية، لافتًا إلي أن هذا الملف سيكون على طاولة اللجنة في الوقت القريب لمناقشتة.
العقود المؤقتة واجهت العجز
ومن جانبه، قال محمود حسونة، المنسق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إنه تم معالجة عجز المدرسين بالمدارس خلال الفترة الماضية من خلال العقود المؤقتة للمعلمين، لافتًا إلى الوزارة تعمل بكل جهودها للانتهاء من عجز المدرسين بالمدارس.
وأوضح "حسونة"، أن الفترة المقبلة ستطرح الدولة مسابقة للمعلمين، ومن خلالها سيتم القضاء على الأزمة بأكملها، ولكننا حتي الان لم ندرك أي تفاصيل بشأنها.
مستقبل مهنة التعليم
وفي ذات السياق، قال الدكتور محمد عمر نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين, إن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، أعلنت أنه سوف يُحتفى باليوم العالمي للمعلمين للعام 2019 بالمعلمين، تحت شعار "المعلّمون الشباب: مستقبل مهنة التعليم".
وأكد "عمر" أن وزارة التربية والتعليم خلال الأسبوع الجاري أخبار سعيدة للمعلمين الشباب الذين ننتظر ونعول عليهم الكثير خلال الثلاث أعوام القادمة، للمشاركة في أكبر مشروع ثقافي تنويري تطلقه دولة خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى أن مصر تتغير للأفضل بفضل سواعد أبناءها الشرفاء، وتحت قيادة حكيمة رشيدة تعمل من أجل وطن مختلف.