سارت به في الشارع، الجميع كان ينظر إليها بغرابة شديدة، البعض يتهامس وينظر بغضب، وآخرون يطلقون ضحكات خفية، كانت تسير دون النظر حولها تعرف طريقها جيدًا لا تبالي بالضحكات أو الهمسات، تعلم جيدّا ما تفعله لكن ظروف الحياة أجبرتها عليه، وبعد سنوات عدة وقفت اليوم، في حضرة الرئيس، تكرمًا وتشريفًا لها. مروة العبد امرأة صعيدية بمائة راجل هي خير مثال يحتدي به في الرجولة والإجتهاد والإلتزام وتحمل المسؤلية، استطاعت وحدها من صغرها أن تشق طريقاً لزرقها عبر الصخر لإيجاد لقمة عيش لها ولأسرتها غير مستسلمة للصعاب ولا مبالية بالعادات والتقاليد، امرأة صنعة من معدن الرجال في زمنًا قل فيه الرجال.
حياة مليئة بالصعاب
بدأت إبنة قرية البعيرات غربي الأقصر بصعيد مصر، البحث عن لقمة العيش من صغرها في الـ14 من عمرها عملت في إحدي مقاهي القرية، ثم عملت في مخبز، لتعيش منه هي وأسرتها، ولم تكتفي بدالك بل عملت كدالك علي عربة كارو، عندما اقتضتها الحالة إلي ذالك. فتحكي مروة أتها كانت تنقل بعربتها الكارو لتجمع قمامة القرية، بالإضافة إلى شراء كل مايحتاجه أهلها من بضائع يمكنها أن ترتزق منها ،ظلت علي هذا الحال حتي بلغت الـ27 من عمرها، لتعمل هده المرة علي عربة تروسكل في مشهداً غير مألوف، غير مكترثةً للأقاويل، فقط لمساعدة والدها الذي منعه المرض من مواصلة عمله كغفير، ولإعالة أشقائها الأربعة التي تكبرهم سنًا، رافضة فكرة الزواج لتضحي بنفسها لأجل أسرتها، مكتسية بملابس الرجال لأجل إعالتهم في مشهداً بالغ الإنسانية.
سائقة التروسيكل
قصت مروة رحلتها مع التروسكل ، والتي وجدت أنّ القرية تحتاج لمثل هده الخدمة لتقرر تعلم قيادة الدراجة البخارية، للتمكن من قيادته لتبدء العمل عليه، واصفة يومها معه بالشاق، فهي تستيقظ مند الصباح الباكر لتوصل طلاب القرية إلي مدارسهم البعيدة، لتعود فور الانتهاء من توصيلهم لنقل مواد البناء والبضائع للقرية، فهي تري في هدا العمل رغم مشقته رزق حلال اكتسي بالبركة علي قلته. موقف أهالي القرية تلقت مروة الكثير من الدعم من أهالي قريتها، رغم استنكارهم لما تقوم به في بداية الأمر فمشهد عمل امرأة علي تروسكل ليس مشهداً نراه كل يوم، ولكن كعادة أهل الصعيد عملوا على تشجيعها، للاستمرار في العمل الحلال بل أصبحوا بعد ذالك يطلبونها بالإسم لقضاء حاجتهم.
أبرز أمانيها "
أنا بحب شغلي، ومابتكسفش منه، وكل همي مصدر رزق كويس آكل منه عيش أنا وعيلتى وراضية الحمد لله باللي ربنا كاتبهولي" هكذا عبرت بنت الصعيد البارة عن حالها، راضية بما كتبه الله لها تلخصت كل أمانيها في امتلاك التروسكل الذي تعمل عليه، فقد أثقل إيجاره كأهلها قائلة " "نفسي فى تروسيكل يكون ملكى علشان أعيش أنا وأهلى حياة كريمة " طالبة من المسؤلين مساعدتها في دالك لتختتم حديثها بشكرها لأهالي قريتها علي تفهمهم لظروفها ووقفهم بجانبها.
تكريمها
حظيت مروة بالعديد من التكريمات من عدة منظمات وأحزاب أبرزهم حزب مستقبل مصر وصولاً إلي تكريمها الأخير من رئيس الجمهورية، ومقابلته لها شخصياً في القصر الجمهوري، حيث استمع إليها وأمر المسؤلين بتقديم العون لها مانحًا إياها شقة لتسكن بها هي وذويها واصفًا إياها أيضّا بـ"النمودج المشرف للمثابرة والإجتهاد" .